عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-2014, 01:50 AM   #4
خفايا انسان
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خفايا انسان
خفايا انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 48967
 تاريخ التسجيل :  10 2014
 أخر زيارة : 16-02-2019 (12:54 AM)
 المشاركات : 254 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


كما قلنا قبل التمارين هناك شرح الافضل قرائته ولو كان مطول


كيفية تحسين قدرات الذاكرة

تقنيات تحسين الذاكرة التي ستتعلمها الآن ، بمقدورك استخدامها
بطرق وأساليب عديدة وبفلها يمكنك أن تغدو أكثر استقلالية عن
المفكرات أو دليل الهاتف أو تذكير الآخرين لك بما ينبغي عليك
عمله أو استذكاره ، بل ويحقق لك ميزةٍ تثير الإطراء والإعجاب
من قبل أصدقائك ومعارفك ، ويوفر عليك الكثير من المال والجهد .
حسناً …أتود مثلاً أن تحفظ عن ظهر قلب ، كماً من الأرقام أو أرقام
التلفونات أو غيرها ، يسير ذلك في تقنيات( السيلفا ) ، لكن… قبل
هذا أهم شيء تحتاجه للوصول إلى الذاكرة القوية الجبارة التي تحلم
بها ، هو أن تكون راغبا فعلاً في تحقيق ذلك ، لأنه حيث لا تكون رغبتك
حقيقية وجادة فإن من المستبعد أن تحتمل التمارين التي قد تبدو إلى
حدٍ ما مملة .

المهم أولا الرغبة ، ثم يأتي التعلم . إن هناك الكثير جدا من الناس من
يرغبون بتحسين أداء الذاكرة والكثيرون ممن يعانون من ضعف الذاكرة
، ولهذا فقد وضعنا هذه التقنيات لسد الحاجة المتزايدة في هذا العص
ر الحافل بالمعلومات والإمكانات ، الحاجة إلى ذاكرة قوية .
تتذكر لا شك تقنيات التخيل والتصور وإعادة خلق الحدث خيالياً وكذلك
الشاشة الشخصية التي أقمتها في خيالك لعرض الصور المختلفة عليها ،
جميع هذا ستحتاجه بقوة في هذا الفصل أيضاً لأجل تمرين الذاكرة على
سرعة الحفظ والخزن .
الطريف في الأمواج المخية المختلفة التي تحدثنا عنها في الفصول السابقة
، نعني ( الألفا البيتا الثيتا والدلتا Alpha,Beta,Theta,Delt ) ،
الطريف هو أن بمقدورك أن تمارس أنشطة ذهنية معينة ذات خصوصية
خاصة وأنت في حالة ( الألفا ) ، ثم تستعيدها حين تكون في الحالة العادية
( البيتا ) ولو بشكل جزئي ، لكنه قطعاً كافٍ إلى حد كبير .
عبر تقنيات تنشيط الذاكرة وغيرها من تقنيات ( السيلفا ) ، ستلمس كفاءات
أكبر لمخك دون أي إجهاد من جانبك له وبالتالي فلا تحصل ضغوط عصبية
أو انعكاسات فسيولوجية ضارة .

تقنيات تحسين الذاكرة :

لقد قمنا في مدارسنا المنتشرة في العالم ، قمنا بإعداد تمارين خاصة يقوم
بتدريسها معلمونا الأكفاء ، وإليك واحداً منها :
يقوم المعلم بتدوين الأعداد من واحد إلى ثلاثون على السبورة ، ثم يقوم
بالمناداة بأسماء أشياء مادية اعتيادية كماكينة تقشير أو سكين أو غير ذلك
ولغاية ثلاثون مادة وبدون أي تحضير مسبق من جانبه بل فقط يذكر ما يرد
في باله ، ثم يقوم بتدوين أسماء هذه المواد على السبورة وبشكل عشوائي
فوق الأعداد ( 1إلى 30 ) التي دونها في البدء ، بعدئذ يلتفت المعلم إلى
طلابه بحيث تكون السبورة قبالة ظهره ويشرع بترديد المواد حسب الترتيب
من واحد إلى ثلاثون .
بالتأكيد يندهش طلابه ويتساءلون كيف أمكن له أن يقرأ القائمة حسب
الترتيب الذي قرأها فيه ، لا ذلك الذي استقرت فيه عشوائياً ، كلِ فوق
رقم معين ؟
كيف يتذكر كل هذه المواد ؟
غالباً ما يقوم الطلاب باختبار معلمهم من خلال تغيير ترتيب المواد ،
فيبدءون مثلاً بالمادة التي تستقر فوق الرقم عشرون ويقرءون القائمة
عشوائياً ، كل حسب ما يرد في باله ، ويفاجئهم المعلم مجددا بأن يعيد
ترتيب أسماء المواد الثلاثون حسب ما رددها في المرة الأولى .
إنها في واقع الحال ليست لعبة ذهنية من ألعاب الحفلات الأسرية أو
النوادي ولكنها درسٌ في التخيل والتصور .
المعلم سلف له أن حفظ كلمات مناظرة منطقياً للأعداد ( من واحد إلى ثلاثين )
، هذه الكلمات تسمى بالإنجليزية (HOOK ) ، أي ( الخطاف ، أو الحمالة
أو الكلّاب ) لأن مهمتها هو أن تلتقط أي كلمة جديدة تُطلق ، وتربطها بعلاقة
منطقية معها ذاتها ، فإذا كان المعلم قد أختار كلمة (خمر ) فإن هذه الكلمة
ترتبط بعلاقة مع ما لديه سلفاً من كلمة مناظرة لها ولتكن ( خس أو خيار )
، بذات الوقت أي كلمة من الكلمات المرجعية ( Hooks ) التي لها ارتباطات
سالفة مع الأعداد من واحد إلى ثلاثون ، بحيث أن الواحد مثلاً مقابل للكلمة
والد أو ورد أو وطن ( علاقة بالحرف الأول ) أو علاقة منطقية من نوع آخر
من قبيل العدد خمسة يمكن أن نختار له كلمة يد أو كلمة أصابع لأن عدد
الأصابع في اليد خمسة .
إذن فنحن لدينا سلفاً قاموساً بثلاثين أو خمسون أو ألف من الكلمات المرجعية ،
وتلك لكل واحد منها علاقة راسخة بعدد من الأعداد ، يبقى أي كلمة جديدة
تطلق عشوائياً ستترجم في الداخل إلى مرجعيتها ، وبذات الوقت فأي كلمة
جديدة يطلقها المعلم عشوائياً يجب أن تكون مقابلة للكلمات التي سبق له
أن حفظها بحيث ترتبط كل واحدة بنظيرتها وتأخذ ذات المكان الذي أخذته
نظيرتها في سلم الأعداد .
ونكتفي بهذا القدر فلا ضرورة للاستغراق بتسمية كل الكلَّابات ( Hooks )
التي نحتاجها لربط الكلمات التي نريد استعراضها .
إن كل ما نعتقد واهمين أننا نسيناه ، هو في الواقع غير منسي ، بل مخبوء
في الذاكرة ، وحيث أن كل شيء مرتبط في واقع الحال بحدثٍ ما أو بجو معين
، فإن مجرد استذكار الحدث أو وضع ذهنك في ذلك الجو ، سيمكنك من تذكر
كامل تفاصيل الجو أو الحدث بما فيها هذا الذي تبحث عنه ، سواء كان أسم
معينة أو معلومة ما أو …الخ .
وأكرر تذكيرك قارئي العزيز بأن لديك عدةٌ مهمة للتخيل وهي شاشتك التي
اقترحنا عليك صنعها في الفصل الذي سبق ، أحتفظ بذات شكل وخواص
هذه الشاشة الذهنية لأنها أداة مهمة جداً لكافة تمارين هذا الكتاب .

مخبوءٌ لا منسي :

انا أعتقد شخصياً أننا لا ننسى شيء ، كائناً ما كان حجم هذا لشيء أو قيمته
، ربما نعتقد أننا نسينا ولكننا في الواقع ، لا نستطيع أن نتذكر على وجه
السرعة ما نريد تذكره ، وإن كنت لا تتذكر شيئاً في اللحظة فهذا لا يعني
إنك لن تتذكره إلى الأبد ، ولكن يعني أن المعلومة مخبؤه ولا يستطيع
المخ أن يجدها بالسرعة التي تريدها منه ، وهذه الظاهرة هي ما اعتمدتها
شركات الإعلان ، حيث تعرض في التلفاز كميات كبيرة من الإعلانات القصيرة
جداً والتي ينسى أغلبها أو هكذا يبدو لنا في حينها ، ولكننا حين نجول بين
رفوف المتاجر ، تصدم أبصارنا منتجات تبدو لنا معروفة ومجربة وإذ بها
تلك التي رأينا ذات يزمٍ في ذات إعلان .

يقول الكثيرون من المختصون بالمخ أنه يحتفظ بكل المعلومات التي تمر
عليه ويختزنها بكل تفاصيلها حتى الصغيرة جداً منها ،
وهذا ما يتأكد حين
يعرض المخ لعملية جراحية ، فبمجرد أن تلمس هذه الكتلة الإسفنجية
الرخوة في أي مكانٍ منها بالقطب الكهربائي ( الألكترود ) ، يتدفق سيلٌ من
المعلومات الدقيقة الصغيرة التي تشمل حتى النكهات المختلفة والروائح
والأصوات وبمنتهى الوضوح حتى لتبدو وكأنها حقيقية ، ولكن العقل
يقول لنا لا …هذه تبدو حقيقية وليست حقيقية .
العقل …هذا المراقب المفسر المترجم المتربص بكل المحسوسات ، ليس
هو من لُمس ب( الألكترود ) ، لا وإنما المخ ، فالعقل ليس كأرنبة الأنف
أو أي عضوٍ أو بعض عضو من الجسم ، يمتلك وجوداً فيزيولوجياً ،
لا ولكنه موجود في كل مكان ومتابعٌ عنيد ملهمٌ لكل ما يحصل في الجسم أو خارجه .

انطباعات ذهنيةٌ لا حدود لتنوعها :

ولنعد الآن إلى الذاكرة .
لو إن ورقة شجر جافة سقطت في هذه اللحظة من شجرةٍ في الجانب الآخر
من العالم ، فإن هذا الحدث الصغير جداً لن يأخذ حيزاً من خزين حافظتك
المخية ، ولن تستطيع طبعاً استعادته لاحقاً ….!
لماذا …؟
أولاً لأنه لم يقع ضمن مدى حواسك ، والثاني لأن ورقة الشجر الساقطة
في نيوزيلندا مثلاً لا أهمية أو معنى لها عندك على الإطلاق .
لكن حين يتعلق الأمر بشيءٍ تراه ، تسمعه ، تلمسه ، فإن المخ يسجل
ما هو أكثر مما تتوقعه أنت أو تنتظره منه .
بينما أنت جالس تقرأ هذا الكتاب ، فإن آلاف الأشياء تعيشها أنت في
ذات اللحظة دون أن تعيها أو تدركها ، وبقدر حجم تركيزك على القراءة
، يكون حجم إدراكك لمحيطك .
أنت محاط بأصوات ومرئيات وروائح و…و…و…الخ ، في هذه
اللحظة ، ومهما كان حجم تركيزك فإنك تحس بضيق حذائك مثلاً أو
يقتحم زاوية العين شيء ما يحصل في الجوار أو ربما يتسلل إلى
سمعك صوت صراخ طفل …!!
إننا في الواقع واعون للانطباعات الذهنية التي يسجلها المخ ،
ولكننا لسنا مدركون إلى أننا واعون لها ، لماذا …لأننا مشغولون
بشيء واحد وهو القراءة ، ولو إننا وعينا كل ما يحصل حولنا من
آلاف الأشياء لما أحتمل المخ ، ولأصابنا الجنون …!!

حسناً ألا يبدو هذا متناقضاً ، كيف ندرك ولا نعي ما ندرك …؟؟
طيب لنقرأ هذه الحكاية وهي بالمناسبة من الواقع .
قرأت مرةٍ عن سيدة كانت على وشك الولادة وقد عاشت تجربة
غريبة وهي تحت التخدير ، قبل ذلك وإثناء فترة الحمل الطويلة
تكونت بينها وبين طبيبها الخاص علاقة صداقة ، قبل موعد
الولادة أجريت لها فحوصات روتينية ووضعت تحت التخدير ثم
ولدت ولداً مكتمل النمو ، مباشرةٍ عقب الولادة جاء الطبيب
لزيارتها ، ولدهشته استقبلته المرأة بغاية البرود ، ولم تكن ولا
الطبيب يعرفان سبب هذا البرود ، ولكن كلاهما كانا يودان معرفة
السرّ ، واتفقا على تجربة التنويم المغناطيسي عسى أن يستكشفا
الذكريات المخبئة التي حفزت هذا السلوك العدائي .
في البدء سيق ذهن المرأة إلى آخر تعامل حصل بين الطبيب
ومريضته ، ومنحت الفرصة لتعيش ثانية تلك التفاصيل الدقيقة
الصغيرة واحدة أثر الأخرى ، قبل أن يتلاشى التوتر وتعود إلى
الوضع الودي الاعتيادي .
لقد أتضح أن المرأة تذكرت كل شيء بينما هي كانت تحت التخدير
في صالة التوليد ، وكان من ضمن ذلك حوارٌ جرى بين الممرضات
والطبيب وأشتمل على نكاتٍ وطرفٍ لا علاقة لها من قريبٍ أو بعيد
بالمرأة الراقدة تحت التخدير وهي تعيش تجربة مخاضٍ وولادةْ ،
لا بل وكانوا مستاءين لأن الولادة تأخرت ، لقد عوملت المرأة كشيء
وليس كإنسان ، ولم يبدي الطبيب ولا الممرضات أي أهمية للولادة …!
طيب ، ألم تكن المرأة غائبة عن الوعي ؟
بلا لقد كانت غائبة عن الوعي ولكن المخ كان يسجل ما يجري ويختزنه
دون ما وعيٍ من المرأة …!

هذا يعني أننا لا يمكن أن نكون غائبين عن الوعي تماماً وإننا سواءٍ
تذكرنا ما نعيشه أو لم نتذكر فإن كل تجربة أو لحظة معاشة تخلف
ذكرى مختزنة في الذاكرة .
إن تقنيات التذكر التي أنت موشكٌ على تعلمها الآن ، ينبغي اعتمادها
لاستذكار ما هو مهمٌ وجوهري بالنسبة لك ، أما الصغائر التي لا تعد
ولا تحصى فإنها ليست ذات قيمة سواء تذكرتها اليوم أو بعد عشرة
أعوام ، لكن أو تتذكر أسم الرجل الذي قابلته قبل أسبوع في حفلة
عيد ميلاد ولدك مثلاً ، والذي لم يسبق لك أن عرفته أو رأيته ؟
حين سمعت أسمه لأول مرة إثناء تقديمه نفسه لك ، حدث في ذات
البرهة حدثاً ما ، لكي ما تستعيد الاسم عليك أن تسمعه ثانية وهذا
لن يحصل إلا بأن تستعيد اللحظة ذاتها على شاشتك الذهنية .
لتفعل هذا عليك أن تسترخي تقوم بالتأمل ، تصل إلى المستوى
الذهني الذي يعمل المخ فيه على موجة ( الألفا ) ، عقب ربع
ساعة تقريباً تصل إلى إعادة خلق اللحظة بالكامل وستسمع
الرجل وهو يذكر أسمه بينما هو يصافحك ، لكن هناك طريق
أقصر للوصول لهذا ، ربما بلحظة زمنية قصيرة جداً ، سنتعرف
عليها في الجزء التالي من هذا الفصل .


ميكانيكية استعادة الذكريات :


الطريقة التالية تعتمد على ميكانيكية بسيطة جداً ومن الممكن أن
تغدو أكثر مهارة بها مع التكرار المستمر ، ولكي ما تتعلم هذه
الطريقة ، عليك أن تقوم بالتأمل بشكلٍ أعمق ولفترة أطول لكي
ما يتسنى لك أن تمسك بتفاصيل الطريقة وترسخها في عقلك
الباطن بقوة ،
بدءاً ضع أصابعك الثلاث ، الإبهام ، السبابة
والإصبع الثالث الطويل ، ضعهما معاً بحيث تلتقي أطرافهما
الثلاثة ببعضها ، فتتشكل لديك دائرة ، فإن اكتملت تلك الدائرة ،
تصل بالحال إلى تلك الحالة المخية المرغوبة التي تستطيع من
خلالها أن تحقق إستذكارات صعبة أو تقوم بفعاليات أخرى
سيكولوجية وبارا سيكولوجية .
حسناً جرب هذا الآن …ماذا سيحصل …؟
قطعاً لا شيء ، فليس عملية وضع الأصابع حسب وأنت في
حالة ( البيتا ) العادية هو ما يوصلك إلى أن تنتقل مباشرة
إلى ( الألفا ) ، بل أن تستنبت هذه الميكانيكية في وضع
( الألفا ) أولاً ولعدة مرات حتى ترسخ ويتقبلها العقل الباطن
ثم يمكنك ساعتها وأنت في وضع ( البيتا ) أن تنتقل مباشرة
إلى حالة ( الألفا ) دون المرور بمرحلة التأمل لربع ساعة
أو أكثر حتى تنتقل من ( البيتا ) إلى ( الألفا ) .

طيب … ماذا نفعل لترسيخ هذه الميكانيكية البسيطة …؟
قم بالتأمل الاعتيادي ودع مخك ينتقل بشكل اعتيادي من
( البيتا ) إلى ( الألفا ) حسب الطريقة التي تستعملها عادة
في التأمل ، بعد ربع ساعة وحيث تجد نفسك في وضع ( الألفا )
، وحيث لا أفكار تدور في مخك ولا شيء إلا الراحة الداخلية
التامة والصفاء الذهني الشديد ، عندها أعقد أصابعك بتلك
الطريقة التي أوضحناها ، وقل لنفسك بصوت مسموع
وواثق التالي :
" من الآن فصاعداً ، حالما أعقد أصابعي بهذه الطريقة ،
وكان لدي غرضٌ في نفسي فإني سأنتقل مباشرة إلى هذه الحالة
التي أنا بها الآن ، وبالتالي أستطيع تحقيق هذا الغرض الذي
أتمناه في نفسي وفي الحال " .

أفعل هذا التمرين لمدة أسبوع بمعدل مرة أو مرتين في اليوم الواحد
، وحبذا لو تكون دقيقاً مع نفسك ومنضبطاً بحيث تقول نفس الكلمات
بدقة وحبذا لو قمت بالتأمل في ذات المكان وبذات الأجواء مما
يعطي مصداقية وقوة في نفسك لتحقيق هذا الغرض .

لا أشك في أنك ستنبهر للنتائج التي ستحققها بعد أسبوع أو ربما
أقل من ذلك ، إذ حالما تضع أصابعك بذات الوضع تجدك تنتقل من
( البيتا ) إلى ( الألفا ) دون تأمل طويل وصراع مع الأفكار التي
تزدحم في الذهن .
متى نجحت في تحقيق تلك الميكانيكية السريعة للوصول إلى
( الألفا ) ، لم يبق عليك إلا أن تضع صورة الشيء الذي تريد
استذكاره على شاشة الذهن التي سبق أن دعوناك لصنعها ،
ثم أستذكر الحدث والأجواء المرتبطة بالشيء الذي تريد تذكره
وإذ بك تعيش الحدث بكل تفاصيله وستنهال عليك المعلومات
التي تريدها .

من الطريف أن إحدى المعلمات ممن كن إحدى تلامذتي ، قامت
باعتماد طريقة الأصابع الثلاثة والشاشة الذهنية لتعليم الأطفال
على إملاء الكلمات وكتابتها باعتماد الذاكرة .
في السابق كانت الحصة المقررة عشرون كلمة في الأسبوع أما
الطريقة فهي أن تقوم المعلمة بأخذ الكلمات واحدة إثر الأخرى
والطلب من الطلاب تهجئها لفظياً بينما هي تستمع لهم ، أما الجديدة
فهي أن تطلب من الطلاب كتابة الكلمات التي تعلموها في
الأسبوع بذات الآن .
عندما يعقد الطلاب أصابعهم بالطريقة التي تحدثنا عنها في
الصفحات السابقة ، يصلون إلى المستوى المخي المناسب للاستذكار ،
فيرون على الشاشة الذهنية الكلمات والطريقة الصحيحة في التلفظ ،
وكان أكثر الطلاب صعوبة في الفهم واللفظ لا يحتاج لأكثر من ربع
ساعة لتذكر الكلمات ولفظها .
وبذات الطريقة تمكنت المعلمة من تعليم جدول الضرب للأطفال في
الصف الرابع الابتدائي في بحر شهرٍ واحد فقط ، بينما المعتاد أن
يأخذ ذلك قرابة العام الدراسي الكامل .
أحد سائقي التاكسي ، كان يعتمد ذات الطريقة في استذكار الطرق
التي سبق له أن سار فيها ربما ومرة واحدة فقط وفي زمن بعيد
جداً ، بمجرد أن يضع الأصابع الثلاثة في هذا الوضع ، يجد نفسه
مسترخياً وإذ بخياله ينتقل إلى تلك المرة التي سار فيها في
ذات الطريق .
وهناك طرق ومجالات عديدة لاستعمال هذه التقنية البسيطة ، لكن
عليك أولاً أن تستنبتها في الذهن عبر التأمل ولمرات عديدة ،
وبمجرد أسبوعٍ من الجهد لا أكثر ، ستتمكن من الوصول إلى
حالة ( الألفا ) دون المرور بتفاصيل التأمل الطويل ، وهذا
بحد ذاته مكسبٌ كبير جداً لعشاق التأمل ومن يرغبون في تفريغ
الذهن من الاجترار الممل لذات الأفكار والصور ، أما المكسب
الثاني فهو أن تصل إلى ( الألفا ) وتمارس من خلالها ما ترغب
تعلمه أو استذكاره أو …إبداعه …!

في الفصل القادم سنتحدث عن تقنيات التعلم السريع…!

يتبع إن شاء الله


 

رد مع اقتباس