عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-2014, 02:05 AM   #5
خفايا انسان
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية خفايا انسان
خفايا انسان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 48967
 تاريخ التسجيل :  10 2014
 أخر زيارة : 16-02-2019 (12:54 AM)
 المشاركات : 254 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black


تكملة جزء الذاكرة وبعدها جزء:
تنقيةُ الذهن من الشوائب



التعلم السريع

عندما تتعلم تقنيات التذكر التي استعرضناها في الفصل الفائت ،
فإنك على مسافة طيبة من الطريق نحو الخطوة التالية وهي
التعلم السريع ، ونعود لنذكر بما سلف ، في البدء تعلمنا كيف
نصل إلى مستوى ( الألفا ) ، الأمر الثاني كيف نصنع شاشة
ذهنية بالمواصفات التي تروق لنا ونحافظ عليها كأداة للعمل
في عرض الصور التي تريد عرضها ثم تعلمنا طريقة الأصابع
الثلاثة لتسريع الوصول إلى ( الألفا ) ، وقلنا انك إن حققت
ذلك أمكن لك أن تستدعي المعلومات التي تريدها على شاشتك
الذهنية الشخصية .
هذا الذي تعلمناه لا ينفع في تسريع عملية التذكر حسب كما في
حالة المعلمة أو السائق الذين تحثنا عنهما في الفصل السابق
، لا بل وتسريع عملية التعلم برمتها وتعميقها بشكل بالغ العمق .
هناك طريقتان أساسيتان نمارسهما في مدارسنا ، وسنبدأ بأستعراض
الاثنتين ، فأما الأولى وهي الأسهل فهي ذاتها التي ذكرناها سابقاً
( طريقة الأصابع الثلاث ) والتي يمكن أن للمرء أن يعتمدها بينما
هو يقرأ أو يستمع لمحاضرة .
تلك الطريقة تزيد تركيز الذهن وتحرص على توصيل الطالب إلى
حالة من التخزين العميق للمعلومات وبالتالي فسيصل إلى مستوى
أفضل بالاستذكار لما تعلمه ، وسواء كان في حالة البيتا أو الألفا ،
فأن ما تعلمه سيراه حاضراً أمام عينيه متى شاء .
أذكر أن أحد طلبتي قال لي عقب الامتحان وبعد أن نال درجات
عالية جداً :
قال إنه كان يرى الكتاب وكأنه مفتوحاً أمام عينيه ، وهو ينقل
منه ويدون ، أما المحاضرات فكان يسمعها في أذنه الداخلية
وبمنتهى الوضوح .

الطريقة الثانية

وهذه الطريقة تسعى للوصول إلى أقصى درجات الكفاءة في
التعلم في حالة ( الألفا ) ، ثم تقوي قدرة التعلم في حالة ( البيتا ) .
ما يحتاجه الممارس لترسيخ هذه الطريقة هو جهاز تسجيل صوتي
يكون جاهزا للتشغيل لحظة المباشرة بالتمرين .
لنفترض إنك تريد تعلم فصلاً من كتاب ما ، وكان هذا الفصل صعبا
جداً ، طبعاً لا يكفي أن تتذكر النص بل وتريد أن تفهم المادة .
حسناً في البدء تكون أنت عادةٍ في حالة ( البيتا ) العادية ، ضع
المسجل على زر التشغيل ثم أقرأ النص بصوت عالي ، بعدئذ قم
بالتأمل المعتاد أو أعتمد الأصابع الثلاثة للتحول من ( البيتا ) إلى
( الألفا ) ثم شغل المسجل وأستمع لصوتك وركز عليه بينما أنت
مغلق العينين وسابح في حالة ( الألفا ) ، هناك احتمال ( خصوصاً
في المرات الأولى ) أن تسقط في فخ ( البيتا ) ثانيةٍ عندما تضع
يدك على الزر وتشغل الجهاز ، وحين ينطلق الصوت يغدو من
الصعب عليك أن تعود ثانية إلى ( الألفا ) ، وإن عدت إلى ( الألفا )
فإن جزءاً كبيراً من التسجيل قد ضاع عليك ، ولكن كثرة الممارسة
والتكرار يخلق منك أستاذاً في هذه التقنية الرائعة مضافاً إلى أني
أورد لك أدناه بعض التوجيهات المفيدة :
دع إصبعك سلفاً على زر التشغيل حالما ترى أنك موشكٌ على الدخول
في وضع ( الألفا ) ، وبالتالي لن تحتاج للتوتر وأنت تبحث عن
الزر مما قد يعيدك إلى ( البيتا ) ، أو أعتمد على صديقٍ أو قريب لتشغيل
الجهاز عوضاً عنك عندما تعطيه إشارة صغيرة من إصبعك مثلاً دون
حاجة لأن تفتح عينيك أو تنشغل بالأمر بفكرك ، ولا تنسى في كل
الأحوال أن تعتمد على طريقة الأصابع الثلاثة للوصول إلى (الألفا )
بأقصى قدرٍ من السرعة في المرات التي تفشل فيها في هذا الاختبار
أو في المرة الأولى التي تمارسه فيها .
عندما تشرع بممارسة العملية في المرات الأولى قد تبدو لك وكأنها
معقدة أكثر مما هي في الحقيقة ، ورغم إنك ربما يبدو لك وكأنك تسقط
من علياء ( الألفا ) إلى حالة ( البيتا ) ، فليس بالضرورة أن يكون
هذا حقيقياً ، بل بالعكس ربما يكون هذا دليلاً على إنك تتقدم جدياً في
العملية .

ومع كثر تكرارك لهذه التجربة سيغدو الأمر مختلف تماماً وستشعر
وكأنك في حالة ( الألفا ) ، علماً بأنك ليس بهذه الحالة حقاً وإنما
بحالة (البيتا ) ، لماذا ، لأنك تنشط في ( الألفا ) نشاطاً يذكر ب( البيتا )
دون أن يكون هو ( البيتا ) ، من قبيل التعلم والحفظ والاستغراق في العمل
، وهذا ما يميز تقنيات ( السيلفا ) وحدها ، إذ هي الوحيدة التي تجيز لك
أن تكون يقظاً جداً وبكامل ذكائك ومع ذلك فأنت في الواقع في حالة
( الألفا ) لا (البيتا ) .

عندما تطور نفسك أكثر وأكثر وتشعر مجدداً بأنك عدت لهذا الإحساس
الذي كنت تناله حين تنتقل من ( البيتا ) إلى ( الألفا ) في بدايات
ممارستك لأنشطة التأمل ، فإن هذا الإحساس يدل لا على إنك في
( الألفا ) بل في ما هو أسمى من ( الألفا ) إلا وهو ( الثيتا )،
وهذا تطور عظيم حققته الممارسة المستمرة واعتماد تقنيات
( السيلفا ) في الوصول السريع إلى ( الألفا ) ثم الانتقال لاحقاً
إلى ( الثيتا ) .

لقد رأيت الكثير من طلبتي يمارسون كافة الأنشطة الدراسية
الاعتيادية وبمنتهى الكفاءة والحيوية ، يسألون ويجيبون ويتبادلون
النكات والطرف ، ومع ذلك فهم ليسوا في الحالة المخية الاعتيادية
( البيتا ) بل في مستويات أعلى من الوعي ( ألفا ، ثيتا ) .
وعوداً إلى تجربة التسجيل الصوتي ، حبذا لو مارست التجربة مرةٍ
وأمضيت بضعة أيام ثم عدت لها ثانيةٍ ، لتعزيز التعليم وتعميقه أكثر فأكثر
، وكما قلنا تقرأ المادة بمستوى ( البيتا ) وتسجل ما قرأت وتعيده لنفسك
وأنت في وعي (الألفا ) .
لو أنك كنت تذاكر مع مجموعة من الزملاء قبل الامتحان مثلاً ، فبمقدوركم
توفير الوقت والجهد وذلك بتبادل الكاسيتات ، رغم إن من المستحب
أن يستمع الإنسان لصوته على الشريط .

توفير الوقت :

لقد تأكد أن تقنيات التعليم السريع والأصابع الثلاثة المعقودة معاً بشكل حلقة
، هي تقنيات موفرة للجهد والطاقة والوقت ، وفي مجالات عديدة ، بما
فيها في التجارة والدراسات الأكاديمية كالحقوق مثلاً ، كذلك في مهنة
التعليم وفي فن التمثيل ، وغيرها .
أحد باعة بوليصات التأمين وهو شابٌ كندي ، توقف منذ زمن عن إزعاج
الزبائن الجدد باستعراض رزم أوراقه ليستقي المعلومات التي يحتاجها
في الإجابة على أسئلة الزبائن ، والسر في ذلك يعود إلى طريقتي التعليم
السريع وأسلوب ضم الأصابع الثلاثة ، إذ بفضلهما أمكن له أن يحفظ كماً
هائلاً من المعلومات ، وكان الجواب على لسانه حالما يُسأل .
كذلك كان حال محامٍ من " ديترويت " ، لقد تمكن من تحرير نفسه من
المفكرة اليومية لتسجيل مواعيده وتفاصيل القضايا التي كان يترافع فيها
، إذ كان يقرأ خلاصة القضية العاجلة عنده ، يقرأها لنفسه على جهاز
التسجيل ، ثم يستمع للتسجيل وهو في حالة (الألفا ) ، وذلك في مساء
اليوم الذي يسبق يوم المرافعة ، ويعيد العملية ذاتها مرةٍ أخرى
قبل الذهاب إلى المحكمة ، وإذ يقف أمام هيئة المحكمة يضع عيناه بمنتهى
القوة في عيون القضاة ليكون مقنعاً أكثر وواثقاً بقضيته ، بعكس ما لو
كان يقرأ في مرافعة مكتوبة ، وقد حقق له هذا نجاحات كبيرة وصار
محامياً متميزاً .
بل وهناك مسرحيٌ كوميديٌ متميز كان يعتمد تلك الطريقة ، كان يستمع لصوته
على جهاز التسجيل قبل ساعة من العرض ، ثم يرتقي خشبة المسرح فيمثل
بمنتهى الحرارة والصدق والثقة .
إن هاتان الطريقتان في الحفظ والتذكر والتعلم السريع ، نافعتان للغاية
في مجالات أخرى عديدة أيضاً ، سنأتي على ذكرها في الفصول اللاحقة .
يتبع بأذن الله


 

رد مع اقتباس