الاخت الكريمة (( شووووق ))
اشكرك علي هذا الموضوع الرائع و الجميل جداً الذي يلفت انتباه الكثير من البشر و خصوصاً من فقد هذه الحرية .
لا شك أن الحرية فطرة بشرية فطر اللّه الإنسان عليها وجعلها مرتبطة بسعادته وهنائه، فهي التي تعبر عن شخصيته المستقلة البعيدة عن كل إكراه والقادرة على تحمل المسؤولية، فيحس من خلالها بالعزة والثقة بالنفس. وبها تحقق معنى المساواة بين الناس في تصرفاتهم، ولذلك كانت أصل جميع الحقوق، إذ لا يمكن لأي إنسان أن يمارس حقاً من حقوقه بعيداً عن الحرية، إن كان ذلك من قِبل الفرد نحو الفرد، أو من قبل الفرد نحو الجماعة، أو من قبل الجماعة نحو الفرد. وتتضح الصورة أكثر حين نضع الحقوق مع غياب الحرية بشكل كامل، فعندها لا تكون هناك حقوقاً أصلاً، بما يعني أنها لم تعد حقوقاً بأي شكل من الأشكال. فإلغاء الحرية هنا استلاب وتضييع لأي حق، وهذا ما يجعلنا نطابق بين المفردتين في النهاية، حيث تصبح الحرية حقاً، والحق حرية.
ولما كانت هذه الحرية فطرة في طبيعة الإنسان فإن الإسلام هو دين الفطرة جاء ليهدي الإنسان إلى الطريق الصحيح، حتى لا يضل بين عقل طائش أو هوى حمقاء، معتمداً على حريته الفردية. وحتى تستقيم حياة الإنسان وتتحقق كرامته في الحياة أقر الإسلام الحق كامتداد طبيعي لهذه الحرية في إبداء الرأي تجاه كافة القضايا والأمور التي تفرض نفسها على واقع المجتمع الإسلامي. ولذلك أولى الإنسان أهمية كبرى للحرية لما لها من دور أساسي في إثراء الآراء وتنوع الإبداع الذي يشكل السبب الرئيس في التطور الحضاري، فكتب عنها الكثيرون منذ أن تعلم الإنسان الكتابة، ومات من أجلها الملايين منذ أن أحس الإنسان بمرارة الرق والعبودية.
و اتمنى للجميع التوفيق في حياتة المستقبلية بعيداً عن القيود . .