25-04-2004, 09:04 AM
|
#9
|
عـضو شرف
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 4568
|
تاريخ التسجيل : 08 2003
|
أخر زيارة : 13-10-2012 (03:46 AM)
|
المشاركات :
1,526 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
تعريف الصبر:
الصبر لغة:
الحبس والكف، قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ..) (الكهف:28) ، يعني احبس نفسك معهم، والصبر حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما، ويقال صبر يصبر صبراً، وصبَر نفسه.
والصبر في الاصطلاح الشرعي:
حبس النفس على فعل شيء أراده الله أو عن فعل شيء نهى الله عنه فهو صبر على شيء أمر به الله وصبر عن شيء نهى الله عنه .
جعل الله فيه الأجر العظيم لمن أراد به وجهه، وكافأ أهل الجنة لأنهم صبروا ابتغاء وجه ربهم ، والصبر فيه معنى المنع والشدة والضنّ، و تصبّر رجل يعني تكلّف الصبر وجاهد نفسه عليه وحمل نفسه على هذا الخلق، وصبّرها إذا حملها على الصبر وهو ثبات على الدين إذا جاء باعث الشهوات ، وهو ثبات على الكتاب والسنة ، لأن من أخذ بهما فقد صبر على المصائب وصبر على العبادات وصبر على اجتناب المحرمات ،
أنواع الصبر الثلاثة إذاً:
صبر على طاعة الله.
صبر عن معصية الله.
صبر على أقدار الله المؤلمة.
وجعل للصابرين أموراً ثلاثة لم يجعلها لغيرهم:وهي
الصلاة منه
والرحمة
والهداية
لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى الفرج
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن القرع للأبواب أن يلج
وقل من جد في أمر يحاوله
واستصحب الصـبر إلا فاز بالظفر
ما حكم الصبر؟
أصل الصبر واجب، الصبر من حيث الجملة واجب، والله أمر به (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
ونهى عن ضده (.. وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ..) (الاحقاف:35) (..فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ) (لأنفال:15) (..وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) ، ورتب عليه خيري الدنيا والآخرة، لكن عندما نأتي إلى التفصيل فالصبر منه ما هو صبر واجب، يأثم الإنسان إذا لم يصبر ومنه ما هو صبر مستحب فهو واجب في الواجبات و واجب عن المحرمات و مستحب عن المكروهات و إذا صبر عن المستحب ولم يفعله فصبره مكروه ، ومما يدل على أن الصبر قد يكون لازماً قول الله تعالى: (.. وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126) فهذا يدل على أن الصبر قد لا يكون لازماً كقوله : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126)
فما حكم الصبر هنا ؟، أنت مخيّر بين أن تعاقب من عاقبك؟، ما الحكم الشرعي؟،يجوز لك القصاص فتنتقم منه بمثل ما ظلمك، ما حكم الصبر وعدم الانتقام؟، مستحب ، فإذا ً لو قلت ما حكم الصبر على صلاة الفجر؟ ، واجب، ما حكم الصبر عند المصيبة بمنع النفس عن النياحة؟ واجب، ما حكم الصبر عن الانتقام ممن أساء إليك بمثل ما أساء؟ مستحب..
فالصبر إذاً منه ما يكون واجباً ومنه ما يكون مستحباً والصبر جاء في صيغة المفاعلة في القرآن فقال { وَصَابِرُوا }، وهذه عادة ما تكون إلا بين طرفين { وَصَابِرُوا }، فمعنى ذلك أن هناك مغالبات بين المسلم والعدو، وأننا لابد أن نصابر أنفسنا على باطلهم وعلى جهادهم وعلى مقاتلتهم ومرابطتنا في الثغور وثباتنا عليها حتى لا ينفذوا إلينا من هذه الجهات فهذا صبر مهم جداً ..
الصبر نوعان :
بدني .
نفسي.
وكل منهما قسمان : اختياري واضطراري، فصارت القسمة أربعة..
1-بدني اختياري: تعاطي الأعمال الشاقة.
2-بدني اضطراري: الصبر على ألم الضرب، لأنه يضرب وماله حيلة إلا الصبر.
3-نفسي اختياري: صبر النفس عن فعل مالا يحسن شرعاً، مكروه مثلاً.
4-نفسي اضطراري:صبر النفس عن فقد المحبوب الذي حيل بينها وبينه بحيث لو تصبر هذا الصبر لوقعت في الجزع المحرم أو النياحة أو لطم الخدود أو شق الجيوب أو قص وحلق الشعور ونحو ذلك.
مراتب الصبر:
والصبر مراتب فالصبر على طاعة الله أعلى منزلة من الصبر عن المعاصي والصبر عن المعاصي أعلى منزلة من الصبر على الأقدار. فالصبر على الواجبات أعلى أنواع الصبر لأن جنس فعل الواجبات أعلى درجة عند الله من جنس ترك المحرمات ، وأجر ترك المحرمات أكبر من أجر الصبر على المصائب ، لأن الصبر على الواجب والصبر على ترك الحرام عملية اختيارية، لكن لما نزلت به المصيبة ، شيء بدون اختياره، ليس له إلا كف النفس والصبر
مجالات الصبر
1- الصبر على بلاء الدنيا (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد:4) مشقة وعناء وبلاء وفتن
2- الصبر على مشتهيات النفس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ..
والصبر على مشتهيات النفس لابدّ أن يكون من وجوه أربعة كما قال ابن القيم رحمه الله :
أن لا يركن إليها ولا يغترّ بها.
أن لا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها.
أن يصبر على أداء حق الله فيها.
أن لا يصرفها في حرام.
ماهي الأسباب المعينة على الصبر؟
1- المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا وما جُبِلت عليه من المشقة والعناء وأن الله خلق الإنسان في كبد وأنه كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه وأن الآلام والتنغيص من طبيعة هذه الدنيا والابتلاءات{ولنبلونّكم}..
2- الإيمان بأن الدنيا كلها ملك لله تعالى، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..3- معرفة الجزاء والثواب على هذا الصبر .. وقد تقدم ذكر شيء من هذا.. (..نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ *الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
4- الثقة بحصول الفرج، والله جعل مع كل عسر يسرين رحمة منه عزوجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
5- الإيمان بالقضاء والقدر من أعظم ما يعين على الصبر، وأن يعلم العبد أن قضاء الله نافذ وأن يستسلم لما قضاه وقدره مما لا حيلة له به، (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ..
آفات في طريق الصبر:
1-قضية الاستعجال (خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ..) .. الإنسان يجب أن يصبر ويتأنى والثمرة تأتي ولو بعد حين..، (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ..)
2- لقد باءت دعوات بالفشل.. لماذا؟ .. لأن أصحابها لم يصبروا..
3- الغضب ينافي الصبر، ولذلك لما خرج يونس مغاضباً قومه ابتلاه الله بالحوت، فتعلم الصبر في بطن الحوت (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ..)
4- اليأس أعظم عوائق الصبر، ولذلك حذر يعقوب أولاده منه (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ..)
|
|
|