09-01-2002, 06:09 PM
|
#8
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 975
|
تاريخ التسجيل : 12 2001
|
أخر زيارة : 08-09-2002 (02:33 PM)
|
المشاركات :
557 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم : أوصني , قال لا تغضب .فردد مرارا قال لا تغضب ) . رواه البخاري . من كتاب جامع العلوم و الحكم للكاتبابن رجب .
فالحديث يحتمل أمرين :
أحدهما :أن يكون مراده الأمر بالأسباب التي توجب حسن الخلق , من الكرم و السخاء و الحلم و التواضع و الاحتمال و ( كف الأذى ) و الصفح و العفو و كظم الغيظ و الطلاقة و البشر و نحو ذلك من الأخلاق الجميلة فإن النفس إذا تخلقت بهذه الأخلاق و صارت لها عادة .أوجب لها دفع الغضب عند حصول أسبابه .
الثاني : أن يكون مراده :لا تعمل بقتضى الغضب إذا حصل لك , بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه , و العمل بما يأمر به , فإن الغضب إذا ملك ابن آدم كان كالآمر و الناهي له , و لهذا المعنى قال عز و جل :( و لما سكت عن موسى الغضب ) فإذا لم يمتثل الإنسان ما يأمره به غضبه , و جاهد نفسه على ذلك اندفع عنه شر الغضب , و ربما سكن غضبه , و ذهب عاجلا و كأنه حينئذ لم يغضب .قال تعالى ( و غذا ما غضبوا هم يغفرون ) ( و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين )
قال صلى الله عليه و سلم ( ألا إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم , أفما رأيتم ‘ لى حمرة عينيه و انتفاخ أوداجه ,فمن أحس من ذلك بشيء فليلزق بالأرض )
و قال أيضا ( إذا غضب أحدكم و هو قائم فليجلس , فإن ذهب عنه الغضب , و إلا فليضطجع ) .
و قد قيل المعنى في هذا : أن القائم متهيء للإنتقام و الجالس دونه و المضطجع أبعد عنه فأمره بالتباعد عن حالة الإنتقام .
و عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا غضب أحدكم فليسكت ) قالها ثلاثا .
و هذا دواء عظيم للغضبان لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيرا ,من السباب و غيره مما يعظم ضرره , فإذا سكت زال هذا الشر كله عنه .
غضبا يوما عمر بن عبد العزيز فقال له ابنه عبد الملك رحمهما الله : أنت تغضب يا أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله و فضلك به تغضب هذا الغضب ؟ فقال له : أوما تغضب يا عبد الملك ؟ فقال عبد الملك و ما ينفعني سعة جوفي إذا لم أردد في غضبي حتى لا يظهر ؟
(( فهؤلاء قوم ملكوا أنفسهم عند الغضب رضي الله عنهم ))
و قال صلى الله عليه و سلم ( إن الغضب من الشيطان و الشيطان خلق من النار , و إنما يطفيء النار الماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) .
و قال صلى الله عليه و سلم ( من كظم غيظا وهو يستطيع ان ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء )
و قال صلى الله عليه و سلم (( ما من جرعة أحب إل الله من جرعة غيض يكظمها عبد . ما كظم عبد الله إلا ملأ الله جوفه إيمانا )) .
فهلا جربنا كظم الغيض . .لنذوق حلاوة الإيمان . .
أرجو المعذرة على الإطالة و لكن الموضوع شيق و مفيد .
:mad:
:mad:
:mad:
:mad:
:mad:
:mad:
أختكم درة . . .
:mad:
:mad:
|
|
|