نفساني - عرض مشاركة واحدة

11-01-2002, 09:09 PM

أشكركم على الدعوة الخاصة. الحقيقة أنني لست بعيداً و لكنني افضل أن أرى المشاركات المباركة من أنامل جادة لا تكتب إلا ما يفيد. لا تنسوا إخوتي أن منكم من هو مختص في العلوم النفسية و من هو مختص في العلوم الإجتماعية و من هو مختص في التربية و من هو مختص في الدين. و لا ننسى أن كل المواضيع التي تطرح هنا لا يجب الفصل فيها بين الدين و ما عداه من العلوم. ذلك لأن ديننا بالذات من بين الأديان كلها ليس دين شعائر فحسب. بل التدين في الإعتقاد و المعاملة و كل ما نقوله و نأتيه من أفعال. لذلك فعندما أرى هذه الطروحات المختلفة ، أجد أن ليس ما لدي ما أضيفه و أنتم ما شاء الله قراء جيدون و كتبة جادون.

على العموم فما دعاني لهذه المقدمة المسهبة نوعاً ما هو ما رأيته من كتابات يعبر فيها أصحابه عن أسفهم على ما يرونه من تدهور في جدية المنتدى و ما يطرح فيه من مواضيع. و الحقيقة أن ما يضعف المنتدى هو الكتابات غير الهادفة و التي لا يراد منها إلا إثبات التواجد. و من أمثلتها:

أخخخخخخ ، ها ها ها ، إحم إحم ، عضو جديد فهل من مرحب ، أحد جاب سيرة ... ، و ما شابه ذلك من أنواع المهاترات و الردود التي يهدف بها أصحابه تصفيات الحسابات الشخصية من بعضهم البعض.

و مع ان هذا الموضوع لا ينتمي لشاكلة هه المواضيع إلا أن دعوتكم لي و توقعي لرحابة صدوركم و دعمكم هو ما حدى بي للتعبير عن مشاعري و عدم كبتها كبداية لمداخلتي.

الحقيقة أن الكبت ليس وسيلة صحية ، و لكن التعبير الذي لا يتحكم فيه عقل ليس صحي هو الآخر. و الحكمة وضع الشيء في موضعه. لا بد من إختيار الوقت المناسب للتعبير عن الإنفعالات ، فلا ينبغي التعبير عن الغضب أمام شخص غاضب و إلا ستكون النتيجة مذبحة. كما أن إختيار العبارات مهم أيضاً ، فتوجيه أصابع الإتهام يثير الطرف لآخر و لا يزيد الأمور إلا سوءاً. و لعله من المناسب أن نشير إلى ما يسمى ب "التغليف السابق أو اللاحق" و يقصد به التعبير عن الأمور الإيجابية في الموضوع الذي نتحدث فيه أو الشخص الذي نتحدث معه قبل أن نعبر عن المشاعر السلبية أو بعده لا يكون الحديث مجرد تنفيس سلبي قد لا يقع من الطرف الآخر الموقع الذي نرغبه.

كما لا ننسى أنه لا يمكن التعبير أحياناً عن بعض المشاعر إما لأهمية الشخص أو خصوصيته كالوالد أو المريض أو المسؤول المتسلط .... و هنا لا بد من وسيلة أخرى للتعبير عن الإنفعالات إما لأشخاص آخرين كالأقارب أو الأصدقاء أو المختصين. و من وسائل التعامل مع الإنفعالات كي لا تضر بنا الرياضة و هي مفيدة جسمياً و نفسياً. و تحويل الإنفعالات السلبية لأمر إيجابي مفيد للغاية ، فمثلاً الإبن يظلمه والده المريض فلا يجد وسيلة للتعبير عن مشاعره ، يقوم بالإهتمام المضاعف بالعبادات و الدعاء و التدين أو الإجتهاد في الدراسة أو العمل ، فيعود ذلك عليه بنتائج إيجابية تعوض عما حصل له من شعور محبط أو سلبي.

هذا ما خطر ببالي على عجالة. اشكر لكم الطرح الراقي و السلام.