عرض مشاركة واحدة
قديم 07-05-2015, 12:19 AM   #1
سمير ساهرر
عضو فعال


الصورة الرمزية سمير ساهرر
سمير ساهرر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 50105
 تاريخ التسجيل :  03 2015
 أخر زيارة : 30-10-2015 (12:55 AM)
 المشاركات : 26 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الهيذ وما علاقته بلحن القول، وأين هو من اللاشعور؟، والهيذ المرضي، وفرط الهيذ



السلام عليكم

ما الهيذ وما علاقته بلحن القول، وأين هو من اللاشعور؟

الهَيْذ:هو كلام غير مرتب ولا يعني شيئا مرادًا، ويقوله الإنسان عندما يتوتر، وهو يَعْلَم أنَّه قد نطق به، بمعنى أنَّ وَعْيَه كان حاضر تمامًا عندما نطق بالكلام غير المرتب؛ ولهذا فالكلام غير المرتب لم يكُن في ذَاكِرَة الإنسان على النحو الذي خَرَج منه، بل التوتر هو الذي يقف للكلام المراد التلفظ به؛ فيخلطه مع كلام آخر لم يكن المتكلم يريد أنْ يقوله، أو يجعل الكلام المراد التكلم به ينحرف، فلا يخرج الكلام الذي أراد التكلم به كما أراده، بل يخرج على شكل هيذ.
ليس بالضرورة أنْ يكون الذي أصيب بـ"هيذ"، يتلفظ بكلام، فقد يكون يقرأ شيئًا ما؛ فيتوتر؛ فيصاب بهيذ، وقد يكون يتكلم بكلام نفسي؛ فيتوتر؛ فيصاب بهيذ.
ليس الـ"هيذ – وهو كلام غير مرتب يجيء في حالة توتر قوية، أو آثار توتر -" مما يدل على بداية خَرَف، فالـ"هيذ" في ذاته لا يُؤدي إلى خَرَف، ولكن إنْ أسْتُهزِئ بالذي "هَيَّذ (أصيب بالهيذ)"، وخضع الذي "أصيب بالهيذ" لما قاله الذي استهزأ به – أو الذين استهزؤوا به -؛ ففي ذلك الوقت ربما يفقد نسبة من القدرة على التعقل العادي، كما أنَّّه إنْ اعتقد أنَّ الـ"هَيْذ – وهو كلام غير مرتب -" سببه خلل في ذهنه؛ وخضع لاعتقاده؛ فيمكن أنْ يَفْقِد نسبة من القدرة على التعقل العادي؛ وبهذا نَعْلَم أنَّ الـ"هَيْذ" لا يُؤدي إلى "فقدان نسبة من القدرة على التعقل العادي” من حيث هو "هَيْذ"، بل من حيث حُكُم زائد عليه، كما ذكرنا.

لتوضيح المسألة أكثر إليكم ما يلي:

مَهْيَذَة – وهي تعني أسباب تؤدي إلى الهيذ غير المرضي –، وهي أسباب "توترية حادة وخارجية، ولكنها غير مرضية" من نوع "ملزومة – كلمة ملزومة تعني أنَّ أسباب التوتر ما دامت ملزومة؛ فهي لم تصل إلى مرحلة التأثير في الدم واﻷعصاب، ولكنها تؤدي إلى أسباب تؤدي إلى التأثير في الدم واﻷعصاب -”: هي أسباب خارجية، واﻷسباب الخارجية هي "اﻷشياء التي خارج إنسان ما – أو حيوان ما -، حيث يمكن أنْ تكون إنسان آخر، أو حجرة ، أو أسد، بل يمكن أنْ تعني علاقة توترية بين أسد وأسد آخر مثلًا"؛ تؤدي إلى هيذ، وتحصل في شخص غير مريض، ولكنها حادة. مثال: في برنامج تلفازي، كان فيه سائل- مدير حوار، وضيفان، فسأل السائل الضيف الأول عدة أسئلة فكان كل سؤال يوتره، فالسؤال الثاني كان يوتره أكثر؛ وذلك لأنَّه يكون سببًا في إضافة توتر على توتر موجود، وهكذا إلى السؤال الرابع، وقد كان الضيف الثاني يُشَاهِد توتر الضيف الأول، فظهر عليه توتر، ولا يمكنه في هذا الحال إلا أنْ يتوتر، ولكنه في غضون تكلُّم السائل بالسؤال الثالث، كان يشاهِد توتر الأول عبر الشاشة، فما كان منه إلا أنْ تهَيَّذ، أعني أصيب بهيذ.. كما ترون فالتوتر الشديد؛ يسبب الهيذ بسهولة.

مَهْيَذَة – وهي أسباب تؤدي إلى هيذ غير مرضي –، وهي أسباب "توترية داخلية حادة، ولكنها غير مرضي" من نوع " ملزومة – كلمة ملزومة تعني أنَّ أسباب التوتر حاصلة في الدم والأعصاب”: فهي أسباب داخلية، وكلمة داخلية تعني "أي شيء متعلق بجسد إنسان ما، كشكلة، أو حركاته، أو ضحكاته، إلخ"؛ حيث تؤدي هذه اﻷسباب إلى هيذ، وتحصل في شخص غير مريض، وهي أسباب توترية حادة. الأسباب الداخلية التي تؤدي إلى هيذ، لا يمكن أنْ تكون سببًا في حدوث الهيذ ما لم يحصل توتر، فالتوتر هو العامل الحاسم في حصول الهيذ، هذا بشأن فئة التوتر غير المرضية، أمَّا المرضى، فإنَّ كثرة "الروت المرضي (هرمونات في اﻷعصاب تؤدي إلى اضطراب اﻷعصاب اضطرابًا مرضيًا)"، أو "فرط هرمونات في اﻷعصاب؛ تؤدي إلى فرط اضطراب اﻷعصاب (فرط الروت المرضي)" إلى جانب القليل من التوتر، الذي قد لا يكون مرئيًا على وجه صاحبه، يُؤدي إلى "هيذ مرضي"، أو "فرط هيذ”.
على كل حال هذا موضوع صعب، ويحتاج مراقبة بآلات، ولكن مع الأسف فلا توجد آلة نستطيع من خلالها رؤية ما الذي يحصل بالضبط في الجسم أثناء حصول الهيذ، أو الـ"هيذ مرضي"، أو "فرط الهيذ"، أو الـ"توتر المرضي"، أو "فرط التوتر"، أو الـ"روت المرضي (هرمونات تؤدي إلى اضطراب اﻷعصاب اضطرابًا مرضيًا)"، أو الـ"فرط الروت (هرمونات تؤدي إلى فرط اضطراب اﻷعصاب)".

مَهْيَذَة – وهي أسباب تؤدي إلى هيذ غير مرضي –، وهي أسباب "توترية حادة، ولكنها غير مرضية"، من نوع "لازمة – وتعني أنَّ أسباب التوتر حاصلة في الجسم -”: فهي هرمونات في اﻷعصاب وهرمونات في الدم، ولكنها هرمونات غير مرضية، وتحصل بسرعة، وتزول بسرعة، ولكنها تؤدي إلى هيذ.
إذا كانت الـ"أسباب التي تؤدي إلى هيذ غير مرضي"، وهي "أسباب توترية حادة، موجود في الدم واﻷعصاب، ولكنها غير مرضية" من الدرجة الثالثة؛ فهناك احتمال كبير جدًا إلى الدخول إلى المرض بسببها، أمَّا إذا كانت "أسباب تؤدي إلى هيذ غير مرضي، وهي "أسباب توترية حادة، وحاصلة في الدم واﻷعصاب، ولكنها غير مرضية" من الدرجة الأولى"، أو "أسباب تؤدي إلى هيذ غير مرضي، وهي "أسباب توترية حادة، وحاصلة في الدم واﻷعصاب، ولكنها غير مرضية" من الدرجة الثانية" فتؤدي إلى:
هَيْذ توتري حاد، ولكنه غير مرضي، من الدرجة اﻷولى أو الثانية: وهو التكلم بكلمة أو أكثر، في حال توتري، يتزامن مع حركة توترية في الجسد عمومًا، والرأس خصوصًا.. راجع المثال السابق.




لحن القول، أو فلتات اللسان
لحن القول يحصل لأنَّ الذي يصاب باللحن لديه كلامًا محددًا ولكنه لا يريد أنْ يقوله، ولكنه لا يستطيع؛ وذلك بسبب التوتر.
مثال: لنفترض أنَّ شخصًا ما، يجب أنْ يقول شيئًا معينًا لشخص آخر متنفذًا؛ فإنَّ القائل في هذا الحال يكون توتره وسطًا أو حادًا هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنَّ الكلام الذي لا يريد أنْ يقوله، هو "نشط شعوريًا"، بمعنى أنَّ الكلام لم يكن "نشطًا شعوريًا" ثم صار "نشطًا شعوريًا"؛ وهذا يؤدي إلى لحن، فالكلام الـ"نشط شعوريًا" من شدة التوتر – الذي ليس بالضرورة أن يظهر على ظاهر الجسد - تفلت من الرقيب الفكري الذي تَقِل قدرته على مسْك الكلام الذي لا يريد أنْ يقوله. نستنتج من هذا الكلام أنَّ الكلام ما كان ليلحن به الذي يلحن، لولا أنَّه صار "نشطًا شعوريًا"، وهذا ينسف كلام من يرُد هذا الحال إلى اللاشعور، وذلك لأننا أثبتنا أنْ الكلام الذي لَحَنَ به الذي الملحن، ليس في الشعور وحسب، بل في أوضح مواطن الشعور، فالكلام "النشط شعوريًا" عندما يكون مطلوبًا، ويأبى صاحبه أنْ يُظْهِرَه لمن يريد، يكون في أوضح مواطن الشعور، وذلك لانشغال صاحبه به.
قد يقول قائل: ماذا عن الذين يُعَذَّبون، ولا يعترفون بما لديهم من أسرار؟
أقول: الذين يعذَّبون ليسوا بالضرورة متوترين، فالذي يتوتر، ويكون توتره بسبب كلام معين محفوظ في ذاكرته، ويكون الكلام "نشطًا شعوريًا"، فلا شك من أنْ يُلحن به الملحن، وبقدر قوة التوتر يكون اللحن، وما لم يـ"نشط شعوريًا"، لا يمكن أنْ يَخْرُج منه شيئًا عند التوتر؛ فالـ"نشط شعوريًا" هو الذي يُلْحن به الملحن؛ ولهذا نقول إنَّ الذين يُعَذَّبون ولا يُلْحِنون يكون توترهم قليلًا، فهم لا يسمحون لمسببات التوتر أنْ تسير في أجسادهم إلا قليلًا: فتكون خفيفة جدًا، ولا يجعلون كلامهم الذي لا يريدون قوله أن يـ"نشط شعوريًا" بنسب عالية؛ وبهذا لا يؤدي تعذيبهم مع قدرتهم على المسك – مسك الكلام بحيث لا يلحن به - إلى لحن، فكيف يؤدي تعذيبهم إلى لحن، ولا يوجد كلامًا "نشطًا شعوريًا" بنسب عالية، وذلك بسبب قدرتهم على المسك؟!
كما أنَّ الذين يُعَذَّبون ولا يُلْحِنُون، ربما ينشغلوا بالآلام التي في أجسادهم أو بشيء آخر، لئلا يـ"نشطون شعوريًا" كلاما ما، وبهذا فإنَّهم مستعدون للموت، ولكنهم غير مستعدين أنْ يتوتروا توترًا يؤدي بهم إلى اللحن. وعدم استعدادهم للتوتر الذي يؤدي إلى لحن؛ يجعلهم يتمكنوا من أنْ يـ"نشطوا شعوريًا" كلامًا ما، ولكن بنسب خفيفة؛ وبذلك فإنَّهم لا يَخْشَون أنْ يلحنوا.

قال تعالى:"أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)" سورة محمد.
اللحن الذي حصل هنا لم يحصل والملحون لا شعوري، بل حصل وهو شعوري، فلو لم يكن شعوريًا؛ لَمَ حَصَل؛ فلانَّ الملحون "نشط شعوريًا" بوجود توتر يؤدي إلى لحن؛ يحصل اللحن، فهذا حال يؤدي إلى لحن، وبعدم وجود هذا الحال؛ لن يحصل اللحن، أقصد لا لحن بكلام غير "نشط شعوري"، فلا بد أنْ يصير الكلام "نشطًا شعوريًا" أولًا، ويلازمه توتر - من وسط إلى حاد - يؤدي إلى لحن هذا ثانيًا؛ لكي يُلْحَن به؛ وبهذا يَحْصَل اللحن من حيث لا يشعرون؛ وذلك لأنَّ التوتر الذي يؤدي إلى لحن؛ يؤدي إلى تقليل قوة شعورهم بما في شعورهم؛ فيلحنوا.
لاحظ أنَّ كلمة سيماهم مقدمة على لحن القول، فهي تارة تدل على الأضغان بلا لحن بالقول، وتارة تكون متبوعة بلحن القول، ولحن القول تابع لها.


التفريق بين الهيذ والحن القول

قال تعالى:"وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)" المنافقون.
جاء في تفسير الكشاف: يحسبون كل صيحة واقعة عليهم وضارة لهم ، لجبنهم وهلعهم وما في قلوبهم من الرعب: إذا نادى مناد في العسكر أو انفلتت دابة أو أنشدت ضالة: ظنوه إيقاعاً بهم.
لنترك كلمة جبنهم، ونركز على كلمة هلعهم، التي تعني أنَّهم لكثرة خوفهم من انكشاف أمرهم، يحسبون كل صيحة عليهم، فتوترهم من انكشاف أمرهم، قد دخل سلم المثيرات فصار أولًا خفيفًا، ثم وسطًا، ثم حادًا؛ وبهذا فإنَّ أي صيحة تؤدي إلى ظهور الرتبة الحادة فيهم - في سلم المثيرات -، حيث يتوترون بسرعة. هذا الحال يمكن أنْ يكون سببًا في حدوث لحن، عندما يَقْتَرب أحد منهم ويُكَلِّمهم، ولهذا ينبغي التفريق بين اللحن والهيذ – والـ"هيذ المرضي" و"فرط الهيذ" -؛ فاللحن أوضَح من الهيذ – والـ"هيذ المرضي" و"فرط الهيذ" -، فالهيذ – والـ"هيذ المرضي" و"فرط الهيذ" -؛ لا معنى لها إلا في القليل، كما أنَّ سيماء الذي يُلْحِن تختلف عن سيماء الذي يصاب بالهيذ، ولكن هناك وُجُوه مشتركة بينهما، ثم أنَّ المصاب بالهيذ قد يقول كلامًا (هيذ) ويبدو أنَّ للكلام معنى في كل جزئياته؛ فيُظن أنَّه لحن، وليس الأمر كذلك.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس