نفساني - عرض مشاركة واحدة

20-05-2015, 11:26 PM

السلام عليكم
عندما كنت صغيرا سقطت من علو مرتفع و تعرضت لكسور كثيرة في وجهي و رأسي و تغير شكل عيني اليمنى عن موضعه و انحرف انفي نحو اليمين نوعا ما و اصبح نصف وجهي الأيسر منتفخا عن النصف الأيمن و ليسا متساويين
الآن و أنا في الرابعة و العشرين من العمر أصبح الوضع لا يطاق حيث لدي وجه بشع و فظيع و في اعلى درجة من الدمامة. معظم الناس ينظرون إلي بتعجب و شك و إستغراب كأنهم ينظرون لوجه وحش حقيقي، الجميع يقول لي لماذا أنت غاضب و عبوس الوجه و متضايق؟ لكن الحقيقة لست غاضب بل ملامح وجهي الكارثي فقط تبدو كأني غاضب جدا و سأقوم بالهجوم و قتل أحد الأشخاص. معاناة و آلام كبيرة، أخاف كثيرا عند الصعود في وسائل النقل و الأماكن المكتظة و لا أتواصل بشكل جيد مع الآخرين حيث ليس لدي القدرة على النظر بثقة لعيونهم. حتى مع عائلتي، لا اتواصل كثيرا معهم لأني لا اريد إفزاع أحد بمنظر وجهي الحقير. لكن احيانا اضطر فأتوتر كثيرا خاصة عندما نكون مجتمعين فأحس بانقباض في وجهي و أشياء غريبة و لا اتكلم كثيرا معهم بل و لا أتدخل في قضايا البيت و لا أعلم ما يدور و احس نفسي غريبا و كأني ضيف داخل البيت.
و في بعض الأحيان عندما أجلس بالقرب من شخص حتى و إن لم أنظر إليه فهو ينظر إلي لأن وجهي ملفت للإنتباه و هناك بقعة حمراء كبيرة في جبيني كأنها علامة "قف"، و أنا أبقى كالصنم انظر فقط للأمام و ليست لدي القدرة حتى لأقول له "ماذا تريد؟". يخيل لي أني مراقب و أن الجميع يتصيدون أنفاسي و حركاتي.
و الله كرهت حياتي، و تأتيني أفكار الإنتحار لكني أدفعها بعد حرب و تحليل و إستحضار للآيات و الأحاديث التي تحرم قتل النفس في رأسي. أخاف كثيرا من المستقبل خاصة من العمل و الزواج، فمن ستقبل بشخص بشع و قبيح المنظر و دميم مثلي؟ اخاف من مواجهة الناس، أحب العزلة و الإنطواء. لا أدري إن كان هذا إبتلاء أم عقاب من الله على أطنان المعاصي و الذنوب التي إقترفتها و يأتيني وسواس أني سأنال أقصى درجات العذاب في جهنم و في أعمق دركة. يحيط بي اليأس و الإكتئاب و الوساوس. كيف اتعامل مع الناس و انا بهذا الوجه؟ كيف و الرسول (ص) وصى بالإبتسامة و طلاقة الوجه؟ اتخيل عندما اسرح في احلام اليقظة أني إنسان إجتماعي ذو وجه عادي مثل أوجه الناس العاديين و اتكلم بكل راحة مع الغير و اساعدهم و اعاونهم و تسود المحبة و التسامح و التعاون في كل مكان ، لكن أعلم أن ذلك مستحيل أن أحققه في الواقع فأنا اصبحت كومة من الامراض النفسية و العقلية خاصة سوء الظن القهري و التشاؤم و النظرة السوداء للحياة. هناك فئة قليلة من الناس خاصة أمي تقدم لي النصائح و تواسيني لكن النصائح اصبحت لا تجدي نفعا لأني كلما أحاول تطبيقها أصدم بواقعي المرير و أني مجرد فزاعة. و الله مللت جدا جدا جدا. و فقط من لديهم وجه قبيح أو تشوه يشعرون بالمعنى الحقيقي لمعاناتي

المصدر: نفساني