نفساني - عرض مشاركة واحدة

13-05-2004, 11:49 AM

فاصل اعلانــــــــــــــي

قناوي علي مقهي الفيشاوي
قال الفاضل بن كامل:
بعد الدعاء والتسابيح، وصلاة التراويح، ذهبت إلي قهوة الفيشاوي، فقابلت صديقي قناوي، وتعانقنا عناق الألف للام، وجلسنا نتحدث عن الأيام وقد اعتري صديقي الضيق والقلق، فقلت: 'قل أعوذ برب الفلق'، وسألته ماذا اعتراك؟ وأي شيء دهاك؟ هل نزلت عليك مصيبة؟ فقال: لقد مررت بثلاثة مواقف عصيبة، فقلت: حدثني بالتفسير، فارتد إليه طرفه وهو حسير، وقال: رأيت لصا علي دراجة بخارية، يخطف سلسلة ذهبية من رقبة فتاة وهي تستغيث، وما من منجد أو مغيث، فقلت: وأنا مالي، خليني في حالي، ثم رأيت عجوزا يشير لحضرتي، وأنا راكب في سيارتي، لأوصله في طريقي، ولكنني يا صديقي، لم أقف له، ولم أرفق به، خشية أن يكون بلطجيا، أو مجرما محتالا شقيا، في زي عجوز مسن هو متنكر، ويؤذيني بدلا من أن يقول: متشكر، ثم رأيت في الساعة الثالثة، علي طريق الكورنيش حادثة، وأصيب من الشباب أربعة، صدمتهم سيارة مسرعة، فلم أتوقف لاسعافهم، والذهاب إلي المستشفي بهم، خوفا من المسئولين وسين وجيم، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله لقد ضاعت الشهامة، وأوشكت أن تقوم القيامة، وأصبح الشعار السائد الرنان، في هذا الزمان، هو 'من خاف سلم'، وتري كل رخم أو تلم، يقول: وأنا مالي، خليني في حالي، رغم أن فعل الخيرات، لا يقل أهمية عن العبادات، بل ربما يزيد في الدرجات، والأولي بكل انسان، في رمضان وغير رمضان، أن يساعد أخاه الانسان:

مررت علي المروءة وهي تبكي
فقلت: علام تنتحب الفتاة
فقالت: كيف لا أبكي وأهلي
جميعا دون خلق الله ماتوا