(( ام للشقاء ))
ارجو اختي الكريمة تغير هذا الاسم و تبديلة بأسم اخر يكون فيه اتفاؤل اكثر و يكون بأسم ( ام الأمل ) .
في بداية إجابتي احب ان ارحب بك و أشكرك علي طرح مشكلتك في منتدى نفساني و نسأل الله ان نكون خير من يقدم النصح و الإرشاد .
و لا اعلم كيف آبين لكي يا والدتي بسعادتي بكلمتك وأنتي تقولين ابني و هذا شرف كبير لي و أشكرك أيضا علي ثنائك علي و ان شاء الله أكون عند حسن الظن .
ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، وأن يجزيك على صبرك خير الجزاء، وأن يشرح صدرك للعفو
والصفح الجميل، وأن يعينك على تخطي ونسيان هذا الماضي المؤلم الكئيب.
وبخصوص ما ورد برسالتك: أرى نفسي أمام سيدة مضحية طيلة عمرها وما زالت تضحي؛ لأن مهنة الأشراف و التدريس مهنة عطاء وتضحية، تضحية داخل المنزل وتضحية خارجه، ومثل هذه الشخصية العظيمة التي تعودت البذل والعطاء لا أعتقد أبداً أنها تعجز عن العطاء حتى ولو أحيلت إلى التقاعد أو كان الذي يطلب منها العطاء والبذل والعفو والصفح الجميل شيطان من الشياطين ومجرم من المجرمين، فما بالنا والذي يطلب ذلك رفيق العمر وشقيق الروح وأبو الأولاد ؟! نعم أنا معك لقد كان قاسياً إلى درجة لا تطاق، وكان ظالماً بمعنى الكلمة، ثم جاءك تائباً نادماً مستغفراً متغيراً فعلاً بشهادتك، ألا يغفر له هذا التغير، ونبدأ فعلاً في فتح صفحة جديدة نعوض فيها شيئاً مما فات.
أيتها الوالدة و المعلمة المباركة: أما قرأت في السنة قصة هذا الرجل الذي قتل مائة نفس ثم جاء تائباً فغفر الله له وتاب عليه وأدخله الجنة، رغم أنه لم يعمل حسنة واحدة؛ أما قرأت في كتب السنة أن التوبة تجب ما قبلها وأن من تاب تاب الله عليه؟
أرى أن تعيدي النظر في موقفك، وأن تتجاوبي مع هذا التغير الواضح، وأن تحاولي قطف بعض ثمار الصبر والتضحية التي قدمتيها عبر هذه الرحلة الطويلة، حاولي واجتهدي وأكثري من الدعاء أن يصفي الله نفسك وأن يشرح صدرك، وأن يعينك على العفو والصفح، وإن شاء الله بهذا الدعاء والتوسل إلى الله وبالنفس الطيبة المعطاة وبهذا الصدق الإيماني سوف تتغلبين على هذه الآلام وتلك الجراحات، وتتخطين هذه المرحلة المظلمة لتشاطري زوجك حياته الجديدة التي دفعتي ثمنها عبر السنوات الطوال.
واعلمي أن العفو والصفح من شيم الكرام، وأن الحق تبارك وتعالى قال: "فمن عفا و اصلحَ فأجره علي الله" ، وقال أيضاً: "و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين" ، وقال سبحانه:"وليعفوا و اليصفحوا الا تحبوا ان يغفر الله لكم.."
حاولي الاجتهاد في نسيان الماضي أو على الأقل إجعليه ذكرى تذهب مع الأيام، وقفي على قدميك، واستنشقي هذا الهواء الجديد برئتين جديدتين، وشاطري زوجك السعادة، وخذي بيده، وقفي معه لتبدءا معاً محاولة إصلاح الأولاد، وزرع الثقة في نفوسهم ومساعدتهم في التغلب على تلك الظروف القاسية التي مرت بهم، وهذا هو دورك الحقيقي، إذ أنه ليس من العقل أو المنطق أو الحكمة أن أعيش الحزن والهوان والشقاء والحرمان ثم عندما يحين وقت الراحة والسعادة أحرم نفسي منها، كل شيء سيقول لك لا وألف لا؛ لأن موقفك الآن عكس العقل والحكمة والمنطق، ومع الأيام سوف تستعيدين ثقتك بنفسك وتصبحين من أقوى النساء بإذن الله رب العالمين.
فاستعيني بالله وتوكلي عليه، وسليه من أعماق قلبك أن يعينك على التغيير والنسيان والعفو والصفح الجميل.
و اسأل المولي عز وجل ان يسدد خطاك وان يرعاك الله و بحفظك بحفظه اللهم آمين