وهــــــج الــكــلــمــة ...

يظل بريقها الخاطف يأسر عيني كلما أعود من مدن الدهشة أو حتى صحاري الجفاف العاصفة لينعتق من خلالها قيد ذلك الصندوق الأعماقي ، المشحون بذرات الآمال والآلام معاً ...
وبها من خلالها ....
قد تغرق المراكب الحسّية في لـُجج بحورها وبها أيضا قد تطفو مواصلة الإبحار صوب مرافئ الأمان المنشود ...
وقد عشقناها معاً فاتنة يحيي عبيرها المنعش أنفاسنا اللاهثة ويدغدغ جموم الأحلام الوردية المنسية على تلك الوسائد الأثيرة !!
عشقناها جناحا قويا يحمل أرواحنا كلما يستبد بها الإرهاق أو تخنقها البلادة .
عشقناها نجمة متلألئة تنير اتجاهاتنا في عتمة ليلة عائدة لتوها من وداع سراجها الآفل في رحلته المتجددة ...
عشقناها بحرا لا يعرف الجزر أو الاضطراب ، وساحلا تحتضن وعائه أرواح المغتربين ويداعب نسيمه رفات الضباب ...
عشقناها بلسما وضمادا واقيا يشفي المجروحين ويدثر جراحهم إلى حيث مغبة النسيان واللاعودة ...
عشقناها فراشة ملونة يمتزج بكيانها أريج الأزهار العبقة ...
عشقناها رعشة الشوق في عيون عاشقة .. وبين شفاه وليد رطبة ...
...... وها نحن جميعا .. ما زلنا نعشقها أملا جديدا يوقظ في نفوسنا الرغبة في الحياة والنشوة بالسعادة ...
.... أملا يحرك عجلات العزيمة ويمحو سطور الكآبة والرتابة ...
فالحياة في أصل التكوين كلمة ...
والحب تحييه الكلمة...
والكلمة احتياج للكلمة ...
ولأننا لا نعرف غير الكلمات حكاية ...
فسنظل نعشق الكلمة ...
وسنظل نواصل الإبحار يحملنا الوهج صوب مرافئ الكلمات العذبة .. إلى أن نصل .. أو إلى أن يستبد الإرهاق بمراكبنا ...

منقوووووووووول
|