اختي الكريمة (( الذاهبه ))
اسأل الله جل وعلا أن يفرج كربتكم وأن يقضي حاجتكم، وأن يشفي اخيكم، وأن يرده إلى صوابه، وأن يعيده إلى رشده، وأن تعود السعادة إليكم، وأن يجمع الله شملكم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فبدايةً أقول: كان الله في عونكم، وقواكم وأعانكم على تخطي تلك العقبة، وصرف عن اخيكم هذا السوء؛ لأنه أمرٌ في تصوري ليس له إلا احتمالين اثنين فقط:
الأول: أن يكون اخيك قد أصابه مس من الجن، أو تخطى سحراً أو أكله أو شربه، أو أصابته عين حارة من أنسي أو جني، وفي هذه الحالة ليس له من علاج إلا الرقية الشرعية، والتي لا بد فيها من القيام بدور إيجابي منك أو من أحد المعالجين أو منه هو شخصياً، ويمكنك إذا خرج من المنزل أن تضع شريط الرقية الشرعية في سكنه بصوت مرتفع نوعاً ما، ثم حاول أن يسمع صوت القراءة ولو من سكنكم أنتم، المهم أن يصل الصوت إليه، وهذه كلها محاولات بها شيء من الفائدة، وإلا فالأفضل أن يقرأ عليه إنسان مباشرة أو يسمع هو بنفسه هذه الأشرطة، أو يقرأ هو على نفسه، المهم أن يسمع آيات الرقية أكثر من مرة، أو أن يقرأ إنسان آيات الرقية على ماء ليشرب هو منه ولو دون أن يدري، وكذلك على الطعام، فإذا لم تتمكن من إقناعه بالعلاج الشرعي بأي صورة فيمكنك القراءة أنت أو غيرك على الماء أو الطعام ويتناوله دون أن يشعر بذلك؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يعلم ما عنده دون رؤيته أو القراءة عليه، وما سوى ذلك فهذا نوع من الدجل وأعمال السحرة والعرافين القائمة على الدجل والاستعانة بالشياطين، فحاول معه وابحث عن أي طريقة مناسبة لإيصال العلاج إليه وسماعه للرقية.
2- الاحتمال الثاني: أن يكون اخيك قد أصابه أي مرض نفساني عارض غير مزاجه أو فقده القدرة على السيطرة على تصرفاته، وزين له تلك الحماقات، وهذا أيضاً يحتاج إلى علاج نفساني وضرورة عرضه على طبيب متخصص ولو حتى بطريقة الحيلة كما في الحالة الأولى، فيمكنك استقدام طبيب أو معالج أو أي أخ يرقي على أنه ضيف أو زائر ويتحدث معه بطريقة غير مباشرة، ويحاول يستشف منه شيئاً من خلاله تحديد حالته ومعرفة علته وسبب مرضه، والعلاج المناسب فوق ذلك كله هو مواصلة الدعاء له والإلحاح على الله أن يشفيه، فعليك أنت ووالدتك والدك وإخوانك وجميع معارفك بالإكثار من الدعاء له؛ لأنه قطعاً مريض، وأن المرض هو سبب تلك التصرفات المزعجة، فالتمسوا له العذر، وحاولوا مساعدته جميعاً بدلاً من معاداته وإعلان الحرب عليه، وتلطفوا معه غاية التلطف لأنه معذور شرعاً، وأعتقد أن تصرفاته كلها خارجة عن إرادته، ولا بد لكم جميعاً من مراعاة ذلك والصبر عليه غاية الصبر، ، والضرب في الميت حرام، كما يقول المثل العربي.
فإياكم وهذا الأمر مهما كان سوء اخيكم ؛ لأنه معذور كما ذكرت لك، فأوصيكم بالصبر الجميل والدعاء والإلحاح على الله والأخذ بالأسباب التي أشرت إليها، واعلمي أنتي وأهلك أن هذا نوع من الابتلاء لكم جميعاً فاصبروا وصابروا واحتسبوا الأجر على ذلك عند الله جل وعلا.
و اسأل الله لكم التوفيق .