عرض مشاركة واحدة
قديم 18-05-2004, 08:01 PM   #1
آساير
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية آساير
آساير غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5898
 تاريخ التسجيل :  03 2004
 أخر زيارة : 17-06-2011 (05:54 AM)
 المشاركات : 3,796 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
لصوص العراق يسرقون التاريخ قبل اكتشافه !





بدأت قبل عشرة سنوات وباتت أكثر تنظيما ومهارة بعد سقوط صدام
أنها عملية لا تحتاج الى تكنولوجيا أو إراقة دماء.. ولكنها جريمة تحرم الإنسانية من جذور وجودها .

في سكون الليل بمنطقة زعبر بجنوب العراق يسطو لصوص المقابر بانتظام على كنوز أثرية لم يكتشفها أحد منذ آلاف السنين. على ضوء مشاعل الكيروسين وبالمعاول تنقب عصابات مسلحة في الرمال المتحركة على أطراف سهل الفرات جنوب بابل ويسرقون تحفا مدفونة مع أسرات سومرية منذ 5000 سنة.

وقبل أن يحدد أثريون مواقع التنقيب في سهل النهر يكون لصوص قد عاثوا فسادا في قصور ومعابد ومقابر قديمة تحمل مفاتيح حضارات تضرب في عمق التاريخ. ولما كان الأثريون لا يعرفون تحديدا ماذا كان هناك فان أحدا قد لا يعرف إطلاقا ماذا فقد مما يعني ان اللصوص يسرقون التاريخ حتى قبل اكتشافه.

قال عبد الامير حمداني مدير الآثار في محافظة ذي قار وهو يتفقد سرقات حديثة في مستوطنة دوبروم السومرية بالقرب من قرية ضاهر "إنها جريمة ضد الإنسانية" . وأضاف وهو يمسك ببقايا إناء من الفخار يرجع الى عام 1800 قبل الميلاد تقريبا تركها اللصوص لاعتقادهم انها لا قيمة لها "إننا نفقد تراثنا وقطعا من حضارتنا" .

بدأت عمليات النهب قبل أكثر من عشر سنوات ولكنها تفاقمت أثناء القلاقل والحرب التي أطاحت بصدام حسين العام الماضي. وباتت الآن أكثر تنظيما ومهارة. ويشير محققون الى سلسلة تبدأ بأوامر تصدر إلى اللصوص لنهب مواقع معينة وتسلم التحف الى تجار يقومون بتهريبها الى أصحاب مجموعات في الشرق الأوسط واسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وأكثر التحف طلبا ألواح الكتابة المسمارية وأخرى من الصلصال تحتوي على اصل الكتابة وأختام رسمية وتماثيل صغيرة وحلي برونزية. ويقول حمداني ان اللصوص وهم عادة فقراء من الريف يعرفون مواقع الآثار يحصلون على النزر اليسير من قيمة هذه التحف بحيث لا يزيد ما يتقاضونه عن اللوح الواحد عن 13 دولارا. قال وهو يهز رأسه اسفا "سيباع الواحد بآلاف الدولارات. ولكنها في الحقيقة لا تقدر بمال" .

في العام الذي انقضى منذ حرب العراق بقيادة الولايات المتحدة تركز الاهتمام على محاربة تمرد قام ثوار مناهضون لاحتلال بلادهم وعلى إقرار الأمن ولكن الاهتمام بدأ يتركز تدريجيا على وقف نهب الآثار . وأرسلت إيطاليا اقرب حلفاء الولايات المتحدة في العراق والتي لها تاريخ في محاربة الجريمة المنظمة وحدات أمنية للحفاظ على مواقع الكنوز العراقية القديمة وحمايتها من اللصوص.

ولكن حماية كل المواقع الأثرية مهمة صعبة على بضع مئات من جنود إيطاليين . انهم يركزون على حماية أكثر المواقع الأثرة أهمية ويحاولون القيام بدوريات في أكبر عدد منها. ولكنها لعبة القط والفأر حيث يعرف اللصوص تكتيكات الإيطاليين وأحيانا يتلقون تحذيرات بأنهم قادمون خاصة وان اكتشافهم ليس صعبا بمركباتهم المدرعة في الصحراء المفتوحة.

وباستخدام طائرات هليكوبتر وشن غارات فجائية سريعة استطاع الإيطاليون القبض على لصوص وهم يسرقون. وغالبا يعمل اللصوص ليلا ويسطون على مواقع خارج المناطق المحددة للوحدات الإيطالية . ومنذ بدأت الوحدات الإيطالية عملها قبل ثمانية أشهر تم ضبط 47 لصا فقط وان تمكنت من إنقاذ آثار ثمينة. وقال حمداني "يوجد أكثر من 700 موقع وهناك نحو مليون لص محتمل.. ومهما كانت جهودنا فإنها ليست كافية" .

وقبل عام وبعد سقوط صدام بقليل ركز اثريون اهتمامهم على متحف بغداد الوطني الذي سرق منه اللصوص مئات من تحف قديمة لا تقدر بثمن منها تماثيل قديمة ونقوش بارزة وحلي أكادية وأختام سومرية أسطوانية . وأكثر التحف قيمة مثل كنوز نمرود الأسطورية تمت استعادتها أو وجدت مكدسة في خزائن البنك المركزي العراقي.

ونظرا لان أغلب الآثار مسجلة في كتالوجات فقد أمكن استعادتها من الخارج. وستنظر محاكم في الولايات المتحدة وسويسرا دعاوى قضائية لاستعادة كنوز عراقية تم تهريبها الى الخارج. ولكن هذا بالنسبة لتحف معروفة فماذا عن قطع لا يعرف أحد بوجودها. أنها خسارة لا تقدر بثمن ويصعب ان يتحملها مؤرخون أو أثريون.

قال ماريو بونديولي أوسيو كبير المستشارين بوزارة الثقافة العراقية والرئيس السابق للجنة الايطالية لاستعادة الفنون المسروقة "فقدان هذه الاشياء يعني فقدان مصدر هويتنا. انه مثل فقدان أم الحضارة" . ويشعر بونديولي أوسيو بالإحباط لان قوات الغزو بقيادة أمريكا لا تولي اهتماما لهذه المشكلة وتركز على قتال ثورة عمرها عام.



رويترز


المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس