24-05-2004, 11:30 PM
|
#3
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2326
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 07-06-2006 (01:48 PM)
|
المشاركات :
2,518 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كما أن تدريباتها التي بنيت على مرضى ثم اطردت على الأصحاء قد تسبب على المدى البعيد وربما القريب إغراق مرضى في أحلام اليقظة في أوساط الناضجين لا المراهقين فقط، كما أنها أشاعت جوًا يساعد على الجرأة في ممارسة استرخاءات جماعية وفردية إن ثبت لها فائدة فهي لا ينبغي أن تكون إلا في الخلوات، كما أنها نشرت ـ بدعوتها لترديد عبارات القوة والقدرة وتعليقها في الغرف ـ جوًا من الذاتية والتعالي لا يقبل إلا من مرضى، ولكم أن تتأملوا هذه المواقف التدريبية لتحكموا بأنفسكم 'يقف المدرب الذي يظهر عبر الشاشة حافي القدمين يسير كهيئة الحصان طالبًا من المتدربات ـ مشرفات تربويات ومديرات مدارس ووكيلات ومعلمات ـ أن يخلعن الأحذية ويمارسن التدريب وهن يرددن: أنا قوية .. أنا قوية .. متخيلات أنفسهن في قوة الحصان ورشاقته وفي دورة أخرى' يظهر المدرب على الشاشة وهو راكع رافعًا يديه إلى أعلى كأنهما جناحان يرفرف بهما؛ طالبًًا من جمهور المشرفات والمعلمات أن يفعلن ذلك فإذا بهن جميعًا راكعات يرفرفن بأيديهن إلا الأعلى؛ متخيلات أنفسهن في خفة الحمامة تاركات همومهن وضغوط العمل خلفهن محلقات في عالم من أحلام اليقظة قد يصلح لمعالجة المرضى النفسانيين لا لأهل التربية والتعليم..' وفي ثالثة يطلب من الجميع أن يسترخوا وهم يتخيلون أجسادهم نافورة تخرج مشكلاتهم من داخل أنفسهم إلى الخارج وما هي إلا نصف ساعة حتى تنتهي المشكلات!!
ولولا أن المقام يضيق عن ذكر المزيد لذكرت مقتطفات أخرى تجعل الحليم حيران مما يجري تحت شعار التدريب ورفع الكفاءات ومما يقدم من مسوخ العلم!
وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OBE، ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول: إننا ربما نسمع في القريب أن 'مرض انفصام الشخصية' حالة مثالية، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء؟ ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسؤولون هذا الأمر الخطير، ويتفطن لأبعاده المفتونون.
ثالثًا: وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي
فمن المعلوم الثابت عقلاً ونقلاً أنه كما قال ابن تيمية: 'من شأن الجسد إذا كان جائعًا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم، وربما ضره أكله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجاته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه'، وإن لم يكن من شر وراء البرمجة اللغوية العصبية إلا الاستعاضة بغير المشروع عن المشروع لكفاها شرًا، فإننا ـ والله ـ بخير ما فتئنا نعالج بأدوية الكتاب والسنة أدواء أبداننا ـ مع جواز التداوي بالأسباب الدنيوية شرط أن تكون أسبابًا حقيقية، ولا تكون مما حرم علينا ـ ويظل العلاج الأوحد لأرواحنا وفكرنا ما كان من الكتاب والسنة، فمازلنا نوقظ بهديهما قلوبنا، ونُفَعل بهما طاقاتنا وطاقات من نربي، وما زلنا نغترف من معينهما الصافي وصفات التآلف والتواصل والقدرة على التأثير وغيره، مستهدين بسير السلف، مستروحين عظيم الأجر في الاتباع.
وثمة أخر آخر خطير وهو أن رواد هذا العلم الغربيين ـ إن صح تسميته علمًا ـ هم دعاة الوثنية الجديدة 'الهونا ـ الشامانية' التي تدعو أولاً إلى تفعيل القوى الكامنة عن طريق الإيحاء، والتنويم لتمام القدرة على التغيير من خلال التعامل مع اللاوعي وتنتهي بالاستعانة بأرواح الأسلاف ـ بزعمهم ـ والسحر وتأثيرات الأفلاك، وإن كان ذلك بما يسمى قوى النفس والقوى الكونية عند المدربين من غير المسلمين الذين ليس لهم أثارة من علم النبوات الصحيح عن العوالم الغيبية وليس لهم محجة بيضاء ينطلقون منها.
فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية 'الإلهية' المزعومة، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد فقد فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتهاه إلا الله، وصدق ابن عباس رضي الله عنهما إذ قال: 'من أخذ رأيًا ليس في كتاب الله ولم تمض به سنة رسول الله؛ لم يدر على ما هو منته إذا لقي الله'، وحيثما تغيب المنهجية العلمية، ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل، ولقد رأينا في هذه الدورات عجبًا، فهذا يخلل دورته التدريبية بما أسماه 'إشراقات' أولها في مهارة الاستفادة من أشعة لا إله إلا الله والثانية في مهارة استغلال طاقة الأسماء الحسنى وآخر يزعم أنه يعلم ويدرب على تلك المهارة في الحفظ مثل التي كانت عند الإمام الشافعي ويخرج من دورات القراءة الضوئية قادرين على حفظ القرآن في ثلاثة أيام!
وفي الختام فإن من ه أدنى بصيرة ليرى بكل وضوح واع الإسفاف الفكري، والضرر النفسي والاجتماعي، ناهيك عن المتعلقات العقدية المتنوعة باختلاف المدارس والمدربين؛ فيقف ملتاعًا مرتاعًا من العواقب الوخيمة التي تنتظر السائرين في هذا الطريق، الذي رواده في الغرب سحرة ومشعوذون راحوا يقتحمون عالم الغيب بعقولهم القاصرة، وبإعانة شياطينهم. ثم راحوا يروجون لما وصلوا له من كشوف بمعارف سقيمة؛ ظانين أن ما حصلوه من قوى إنما هو من عند أنفسهم وباكتشاف قدراتهم الكامنة، شأنهم في ذلك شأن باطنية الفلاسفة الذين قال عنهم شيخ الإسلام: 'باطنية الفلاسفة يفسرون الملائكة والشياطين بقوى النفس .. وانتهى قولهم إلى وحدة الوجود فإنهم دخلوا من هذا الباب حتى خرجوا من كل عقل ودين'.
ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتنًا كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران، مما يتطلب تحريًا دقيقًا بعيدًا عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات، ولو كانوا أهل صلاح ودعوة، أو صمتًا منجيًا من بين يدي الله عز وجل. فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير 'خصوصًا إذا كان المدرب حريصًا على أسلمتها'، ولكن بعد أن تألفها النفوس تأخذ منها نهمتها تكون النهاية مروعة فقد تكون خروجًا من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية.
ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع، قال أحد السلف: 'لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حذرته وفررت منه ولكن يحدثك بأحاديث السنة في بدو مجلسه، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك. فمتى تخرج من قلبك؟'.
ثم إن تقنيات هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات 'النيو إيج' العصر الجديد الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابه بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها، إنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار؛ حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة.
وقد اختلفت أقوال بعض أهل العلم بشأن البرمجة اللغوية العصبية ما بين تحريم وجواز بينما توفق الكثيرون، ومن المعلوم أن الحكم الشرعي فرع عن تصوره ـ ولا بد من تصور كامل لا تصور مجتزأ ـ ومن المعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، لذا أدعو أهل العلم إلى دراسة متأنية في ضوء أبواب سد الذرائع وأحكام التعامل مع السحرة، ووجوب تحرير الولاء والبراء، وحكم العلم الذي سيؤخذ مختلطًا بمسألة استحضار الأرواح والسحر هي عند المدرب الكافر 'إيقاظ قوى النفس وتفعيل الطاقات الكامنة'، وغيرها من المسائل والأصول التي نود أن يراجع القائلون بجوازها ما أبدوه من رأي خشية أن يزل عالَم بزلة عالِم.
وللعلم فإن رسوم دورة إعداد المدربين عام 2003م للشخص الواحد 35 ألف ريال ـ قرابة عشرة آلاف دولار ـ للمدرب في مصر، و20 ألف ريال للمدرب البريطاني في الخليج يدفعها إخواننا وأخواتنا عن طواعية لرؤوس الحرب على الإسلام فيما هم يعلقون منشورات الدعوة لمقاطعة البيبسي!!
لذا أوجهها دعوة في الختام: لابد من التوقف للتبصر والتأمل في حقائق هذه الوافدات التي تتزيا بزي العلم، وتتشح بوشاح النفع والفائدة، فقد كان الوقوف منهجًا متبعًا عند أخيار الأمة ـ رضوان الله عليهم ـ على امتداد التاريخ وبخاصة عندما تشتد المحن، وتدلهم الفتن، وتختلط الأمور، ويشتبه الحق بالباطل .. عندها تشتد الحاجة إلى الوقوف .. لطلب العون من الله ولاستبصار حقائق الأمور، وتبين طريق الحق.. واللسان يلهج داعيًا بقلب مخبت متضرع: 'اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه'، {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:8].
'اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك'.
أما أن تهزم نفسياتنا، وتتزعزع ثقتنا بمنهجنا، وننظر بتشوف إلى عدونا؛ مستلهمين نهجه، متتبعين خطاه، مقلدين سلوكه فهذه والله الهزيمة، وهذه هي المصيبة .. كيف ارتفع الأقزام إلى مقام القدرة، فأصبح المهتدون يتسابقون للاقتداء بالمغضوب عليهم والضالين..
فالتفكير على الطريقة المادية النفعية .. والتغذية على الطريقة الماكروبيوتيكية .. ولابد فيها من وصفة 'الميزو' الذهبية..
والتأمل والتفكر على الطريقة البوذية .. لابد منها لتحقيق الإخوة الإنسانية.
والصحة واللياقة على الطريقة الطاوية .. وفلسفات الشنتوية..
والتفاؤل والإيجابية على طريقة أهل البرمجة اللغوية .. لا بد منها لتكوني قادرة وقوية.
عجبًا ألم يأتنا بها الحبيب صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية..
فلنعش حياتنا على هدي الإسلام، ممتنين للملك العلام، مقتفين خطى خير الأنام، مستغنين بنعمة الله علينا بإكمال الدين وتمام النعمة عن فتات موائد اللئام.
ومن هنا فإنني أوجز رأيي في بالبرمجة اللغة العصبية في جملة واحدة هي: لا للـ'NLP' ونعم للإرشاد النفسي الاجتماعي الصحيح. وأؤكد أنه رأي ارتأيته بعيدًا عن إطلاق أحكام شرعية بالجواز أو الحرمة فللفتوى أهلها، وإنما هو رأي مبني على دراسة مستفيضة لأصول هذا الفن ونهاياته.
|
|
|