عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2015, 07:08 AM   #10
ندى الزهر
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية ندى الزهر
ندى الزهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 51471
 تاريخ التسجيل :  08 2015
 أخر زيارة : 15-05-2025 (06:42 PM)
 المشاركات : 1,638 [ + ]
 التقييم :  25
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Mistyrose


الحياة الطيبة عامة :

ما الحياة الطيبة؟ أهي في وفرة المال؟ أم في تمام الصحة؟ أم في وجود الزوجة المطواعة؟ أم في وجود الأولاد الأبرار؟ أم في وجود المنزل الواسع؟ أم في وجود المركب الهين؟ وفي بعض الأحاديث عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ ))
[أحمد في المسند]
يا ترى أهذه هي الحياة الطيبة؟ ألا ترون مؤمناً معسراً في المال؟ ألا ترون مؤمناً سقيماً في الصحة؟ يعني لو أننا حصرنا الحياة الطيبة، بالبحبوحة، والصحة، ورفعة الشأن، والزوجة الصالحة، والأولاد الأبرار، لأخرجنا من الإيمان من كان يعاني بعض المشكلات، من كان ضَيَّق ذات اليد، من كان في مشكلة، في مصيبة، في ابتلاء، في امتحان .
لذلك، ذهب بعض المفسرين إلى أن الحياة الطيبة هي اللذة التي لا توصف، حينما يحصلها الإنسان من طاعته لله عز وجل، ومن عمله الصالح .
إن السعادة التي يجنيها المؤمن حينما يشعر أنه مستقيم على أمر الله، وأن الله راضٍ عنه، وأن خالق الأكوان ممتن منه، وأن الله عز وجل يجعل له وُدّاً، وأنه يدافع عن الذين آمنوا، إن هذا الشعور بصرف النظر عن طبيعة الحياة، عن كونها قاسية أو رغيدة، حلوة أو مرة، إن شعور الإنسان بأن الله سبحانه وتعالى راضٍ عنه، لعمري تلك هي الحياة الطيبة

الإمام الشافعي استنبط من قوله تعالى :
﴿ وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
( سورة المائدة : 18 )
استنبط الإمام الشافعي رَضِي اللَّه عَنهْ أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحبابه، قد يمتحنهم، وقد يبتليهم، وقد يضيق عليهم لبعض الوقت، ولكن لا لطول الوقت، فحياتهم تستقر على الإكرام، تستقر على الإحسان، فالحياة الطيبة لك أن تفهمها حياة مادية، وفرة في الدخل، صحة في الجسم، زواج سعيد، أولاد أبرار، رزق في البلد نفسها، ولك أن توسع المعنى، فتفهم الحياة الطيبة ؛ أنها الأنسُ بالله، الإقبالُ على الله، أن يكون القلب مهبطاً لتجليات الله، أن تشعر أنك أعظم الناس، وأسعد الناس، بأنك عرفت ربك، وعملت بطاعته .
فلذلك؛ الذين يطيعون الله عز وجل، ويعملون الصالحات تقرباً له، تتأتى على قلوبهم سعادة لا يعرفها إلا من ذاقها، ولا ينكرها إلا من حرمها .
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
هذه الآية فوق المكان والزمان، يعني في أي مكان أنت؛ الآية مطبقة، أما أن تطبق هذه الآية في مكان دون مكان؛ مستحيل؟! في بلد دون بلد؟ مستحيل! في زمان دون زمان؟ مستحيل! في ظرف دون ظرف؟ مستحيل! في بيئة دون بيئة؟ مستحيل! كلام رب العالمين مطلق، لا يحده شيء، و الآية ليست مقيدة، في أي بلد كنت، وفي أي زمان وجدت، وفي أي بيئة عشت، وفي أي ظرف تعاني، إنك إذا كنت مؤمناً يجب أن تحيى حياةً طيبة، ويجب أن تقول، ويا ليتك تقول: ليس في الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني؛ هذا مقياس إيمانك :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
تطيب بها النفس .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ :
(( يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ ؟ قَالَ : مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ ))
[الترمذي وأحمد]
سمعة طيبة، تنتزع ثقة الناس، ثقة الناس لا تقدر بثمن، الناس جميعاً يثقون بك، يحبونك، يصدقونك، لست عندهم بكاذب، يأتمنونك على أموالهم، وعلى أعراضهم، هذه ثروة كبيرة، لا يعرفها إلا من ذاقها .
﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ


 

رد مع اقتباس