المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صندوق أخضر
جميل انك وصلت لهذه المرحلة, ولكن في النهاية يبقى من لديه رهاب اجتماعي بشر, ولو رأى غيره مستغرب ومنزعج, فهو بدوره سيتضايق ويقلق اكثر وبالأخص اذا توقف الآخر عن التعاطي معك والتجاوب بسبب استغرابه منك. نعم ربما يستطيع من لديه رهاب الوصول لمرحلة عدم الاكتراث الكلية, ومن ثم ايضا قد يمحي الخوف والرهاب, ولكن الامر يحتاج للتدرج والتدريب والوقت, فلهذا عليه الابتداء بالاختلاط والتفاعل مع القسم الثاني من الناس, ومن ثم يتجه للقسم الاول, وطوال الوقت يجب ان تكون له ملاحظاته وتأملاته الايجابية التي عليه ان يزرعها في نفسه
ففي النهاية ان شعور الندم والاحباط الشديد لا يأتي بشكل اختياري, هو يأتي منه ومن نفسه, يبدأ يزرع نفسه ويتصاعد, فلن يمكنه ان يمحي هذه المشاعر الا بالتدرج, وبتذوق طعم المحادثات السليمة والتفاعلات الاجتماعة الجميله مع القسم الثاني من البشر اولا, فمع هذا القسم الثاني فقط سيشعر الشخص بمذاق الحياة الاجتماعية الطبيعية وسيرغب بها ويدمن عليها, فيعطي نفسه دفعة ايجابية وحافز للتغيير مع الكل الناس لاحقا..., وهذا الحافز والادمان سيخلق لصاحب الرهاب تفاءل يمحي الخوف والارتباك...
اما لو فقط تفاعل مع القسم الاول من الناس الذين يعطون ردات فعل سريعة, ومن ثم تبنى عقيده التجاهل وعدم الاهتمام, هنا قد لا يعطيه هذا التجاهل ذلك التفاءل والحب للناس!, بل قد على العكس يجعل منه شخصيا (وقحا), وهنا وقحا في اعين الناس لا اعني انهو هو حقا وقح, فحين يرونك الناس خائف بدون سبب او مرتبك او غاضب ومن ثم تتجاهلهم حين يعطونك ردة فعل, فسيعتقدون انك وقح !
صاحب الرهاب يحتاج الى التفاعل الاجتماعي حتى يحصل على التفاءل والروح العالية ويصلح من نفسه, وهنا تكمن المشكلة الخطيرة!, فعلاج الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي هو نفسه سبب مرضه!, صاحب الرهاب يخاف من التفاعل الاجتماعي والتفاعل مع اصدقاء وبشر, وهو بنفس الوقت بحاجه لهذا التفاعل حتى يتخلص من الرهاب والخوف ويتخلص من اي اكتئاب سيحصل من بسبب الرهاب!
فأين الحل اذا كان دواءك هو نفسه سبب مرضك ؟!!
الحل هو كما قلت انا, البحث عن البشر التي هي من القسم الثاني والبدء في التفاعل معها, لا فقط بتبني عقيده التجاهل, فالتجاهل وحده لا يكفي, بعض الاحيان يمكن ان يخلق مشكلة اخرى وهي ان يجعل منك وقحا بالنسبة للاخرين او مكتبئا...
|