عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-2016, 02:08 AM   #1
عبدالله سلمان
عـضو أسـاسـي
مـتـفـائـل


الصورة الرمزية عبدالله سلمان
عبدالله سلمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52674
 تاريخ التسجيل :  01 2016
 أخر زيارة : 13-06-2021 (08:19 PM)
 المشاركات : 1,242 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Azerbaijan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue
الإجهاد النفسي ... وعلاقته بالشخصية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


البعض يتمنى لو يعود الزمن به إلى الخلف لعشر سنوات وهو بهذه التجربة للحياة وضغوطها وترسباتها ولكن لو عدنا لعشرة سنوات لما كنا في مستوى الخبرة الحالي للحياة ... ولكن ربما أوافقه الرأي أنه على الأقل في الوقت الحالي المعلومات عن الصحة النفسية وإنفتاح المجتمع عليها يختلف كثيراً عن الماضي


وما نتعلمه الآن من الممكن أن يحد من بعض الإشكاليات النفسية في المستقبل

....


نعيش الآن في عصر المادّة والتكنولوجيا ... هو عصر الشتات العاطفي .. تهمل فيه الكثير من الأشياء إلا ما يتعلق بالماديات والتكنلوجيا الحديثة .. وهناك شخصيات تصبح عرضة للإصابة بالضغوط والإجهاد النفسي أكثر من غيرها .. وأول هذه الشخصيات هي الشخصية الباحثة عن الكمال ... تلك الشخصية المهتمه بالمشاعر والمشاركة في الأفراح والأحزان على حدٍ سواء .. والتي تحسب خطواتها للصالح العام .. تهتم بمشاعر الآخرين وردود أفعالهم وتقرأ تعابير الوجوة ومابين الكلمات وذات إحساس مرهف بإحتياجات من حولها ... تؤثر الغير على نفسها لأنها تستمد سعادتها من خلال العطاء الذي تقدمه .. البعض يرى أن هذه الشخصية في الوقت الحالي تنطلق من ضعف وحساسية من الداخل ... ولكن في الحقيقة هذه الشخصية قويّة بما يكفي لأن تؤثر الغير على نفسها ولو كانت بحال أسوء منه ... لأنها ترى بأنها تمتلك طاقة وقوة تحمل أكبر من البقية .. ولهذا هي حالمة وذكيّة ولكن غير عقلانية


المجتمع البسيط والمترابط لا تعاني فيه الشخصيات الباحثة عن الكمال والتي تهتم بالكل وتؤمن بأن الواحد للكل والكل للواحد ... بل هي الأجمل في الحقيقة والمحببة لمن حولها .. وتزيد قيمتها في ذلك المجتمع لبساطته وتكاتف أفراده وإحتياجهم لبعضهم البعض ... لذا خيبات الأمل تكون قليلة جدا ومحدودة ويسهل تجاوزها في مثل ذلك المجتمع



أما في مجتمعنا الحالي وهذا العصر السريع المليء بالملهيات ... فخيبات الأمل لدى تلك الشخصيات تكون أكبر وأكثر وأطول أمدا


وتلك الشخصية معطائه وحساسة وقوية كفاية لأن لا تستشعر الإجهاد النفسي الذي تعانيه ... فتركيزها منصب على العالم الخارجي وإحتياجات من حولها ومع توالي الخيبات والضغوط تضعف شيئاً فشيئا .. حتى تفقد بريقها وتنطوي على نفسها


هنا يجب أن نذكر أولئك الملائكة الذين يعيشون بيننا بأن التوازن بين ما نحتاجه وما يحتاجه الغير أمر مهم ... والمعيار الذي نقيس عليه يكون بشكل نسبي يتوافق مع حجم الإمكانيات
أن تحمّل نفسك فوق طاقتك يؤدي إلى الإجهاد النفسي ... تماما كما هو حال الإجهاد البدني


ونضرب مثال برياضي يطلب منه حمل مئة كيلو جرام من الأثقال ... ربما يستطيع أن يرفعها ... ولكن لا نستطيع أن نطلب منه أن يستمر في رفعها لمدة دقيقتين .. فإنه يجهد بدنيا ويحمل نفسه مالايطيق ... وبالتأكيد سوف يسقط إن لم يرمي بالأحمال


كذلك كل إنسان لديه طاقة في التحمل النفسي .. ومتى ما حمّل نفسه مالايطيق فبالتأكيد سوف يعاني ويجهد نفسه


لذلك لابد أن يعي أولئك متى يجب عليهم التوقف ... بل يجب أن يقوموا بتوزيع طاقاتهم بين إحتياجاتهم ومساحتهم الخاصة .. وبين هوايتهم المفضلة ومحور سعادتهم بمحاولة التأثير الإيجابي في محيطهم ونفوس من حولهم
يجب أن يستخدم أولئك كلمات مثل " لا أستطيع " ... " أنا مشغول حاليا ً " ربما في وقت لاحق .. كما يجب عليهم إحترام أوقات إسترخائهم فلا يغرقون أنفسهم بالتفكير بمعاناة الآخرين .. بل لا إفراط ولا تفريط في ذلك



قال تعالى (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا ))
فالعطاء يكون بإتزان وعقلانية بعيداً عن التهور والمبالغة وإجهاد النفس


دللوا أنفسكم بإعطائها حقوقها من الراحة والرفاهية والإسترخاء ... وتفهّموا بأنه من الجميل أن يكون الكل مثلكم .. ولكن ذلك مستحيل .. واعلموا أن التركيز يختلف بين البشر وأطباعهم وشخصياتهم فإن خيّب أحدهم ظنكم فاعلموا بأن هذه إمكاناته الشخصية ... فلا تتوقعوا الكثير منهم لتكثر خيباتكم


عليكم بأنفسكم ولا تجهدوها لتصبح حزينة وتكثر خيباتها وتتوقف عن الإهتمام و العطاء الدائم الذي هو مصدر سعادتكم وتميزكم


...

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله سلمان ; 29-01-2016 الساعة 02:11 AM

رد مع اقتباس