بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين في السراء والضراء... وبعد



نعم الرهاب الاجتماعي شلل خفي لا يعلم مدى تأثيره على الفرد إلا المكتوون

بناره. قد يتعجب بعض ممن هم محيطون بالمريض الذين يتصرف المريض معهم بشكل

طبيعي -كإخوته وأخواته مثلا - من دون خوف ببعض تصرفاته. فهم يرونه شخص

طبيعي وهو من الداخل كالزجاج الكسور وكالطفل المكلوم, يتعجبون -مثلا- كيف

أن الشخص الذي هو طبيعي أمامهم كيف لايقوى على الذهاب للبحث عن وظيفة , أو

كيف لايوجد له الكثير من الاصدقاء , ولماذا هو قابع في بيته طوال اليوم

وبالكاد يخرج منه.


المريض - كما تعلمون - يحتاج إلى من يفهمه ويعذره ويحن عليه , ولكن لايلام

من حول مريض الرهاب الاجتماعي وهم لايعلمون العلة التي به, فمرضه ليس ظاهرا

لهم ولكنه خفي.


قصتي مع الرهاب

من صغري وأنا خجول , ولكن لم أشعر أني كأنني مراقب والناس كلهم ينظرون

إلي إلا حينما بلغت سن 12 . ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في عذاب . لم أعلم

بأن كل الخوف الذي ينتابني والشعور بأني مراقب هو مرض إلا عندما بلغت سن

19 سنة - السنة الأولى لي في الجامعة. فورا ذهبت إلى طبيب نفسي وأعطاني

حبوب سيروكسات , حسيت معها بتحسن ولكني بالتالي تركتها بعد عدة أشهر لأني لم

أتحمل أعراضه من خمول وغيره وخصوصا أني كنت أدرس الهندسة واحتاج التركيز

والنشاط لا الخمول والكسل. وبعدها بكم سنة استخدمت سبيرالكس , وأيضا

ازعجتني أعراضه الجانبية , خلاص قررت أترك جميع الأدوية. وبديت أقرا أكثر

عن مواضيع " الثقة بالنفس والوعي الذاتي (self- conciousness )"
وحسيت أني بدأت أفهم المرض أكثر وبأني أفضل من قبل نوعا ما.


*أنا أعتقد أن هذا المرض مزمن لا يمكن علاجه , ولكن يمكن تعلم كيف يمكن

التعايش معه.

*على مدى مايقارب 13 سنة , وهذا المرض أفقدني لذة الحياة ومتعة الكون مع

الاصدقاء, والآن يجعلني عاطلا عن العمل.

* أحاول اتغلب عليه وان لا استسلم له , فكما استطعت أن ارتاد كلية الهندسة

واتخرج منها , يمكنني أيضا -في يوم من الأيام- أن اذهب للعمل.



هذا فقط كان ماحبيت أن أشارك به أناسا يفهمون ما أنا فيه ويحسون ما أحس.


شفاني وشفاكم الله , ودمتم بود.

المصدر: نفساني