12-06-2004, 11:25 AM
|
#15
|
عضـو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2423
|
تاريخ التسجيل : 09 2002
|
أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
|
المشاركات :
591 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
إلا ليعبدون
العبادة مجملاً ليست محصورة بالصوم والصلاة والحج فقط بل أنها مجمل الحركات الموجهة لله تعالى وحده ولربما نذهب إلى اكثر وأدق من ذلك لنقول أن العبادة ليست هي مجمل الحركات فقط بل هي مجمل الحركات والتصورات الذهنية الموجهة لله تعالى فالتفكير بالله وحده عبادة والاعتكاف عبادة والعمل العلمي في سبيل الله عبادة والحقيقة يمكننا أن نقول أيضاً بأن النية الطيبة في سبيل الله عبادة وخلاصة القول إن توجه العبد إلى الله تعالى عبادة.
من هذا المنطلق يريد الله لعباده أن يتوجهوا إليه في كل لحظات حياتهم وبهذا التوجه تكون الحركة ويكون العمل الصالح ويكون الإيمان والتقوى والولاية... الخ وينتهي في خضم هذا التوجه الكبير والخالص كل ذلك الاكتئاب والحزن الذي قد ينتاب أولئك الأفراد.
العبادة هي العلاج النفسي للاكتئاب وعلى اختلاف الاكتئاب تختلف العبادات العلاجية من التوجه الخالص فقط والنية إلى النوافل وصلاة الليل وقراءة القرآن عموماً وبعض السور خصوصاً كسورة يس ويوسف ويونس والانشراح والضحى...
وقد المح الله تعالى إلى هذه العبادة العلاجية وقرنها بسلوكيات صوتية وحركية إذ قال في سورة الحجر الآية 97-99 (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
وهنا يذكر الله تعالى التسبيح باعتباره نافياً ورافعاً للاكتئاب علاوة على السجود أو الصلاة والنوافل بصورة عامة، والحقيقة إن السجود بما فيه من حركية وضغط على الجبهة يزيد من حافزية واستشعار خلايا الدماغ لتزداد بذلك إفرازاتها الأمينية، تلك الإفرازات التي تساعد على الانشراح والانبساط النفسي اثر التفاعلات الخلوية الدماغية بعد تلك الافرازات للمادة الامينية.
الخاتمة
وكلمة أخيرة هنا نسمح لأنفسنا بالخروج عن الإطار الذي رسمناه في هذه المعالم وهي أن كثيراً من البحوث العملية العلاجية للاكتئاب تشير إلى أن السباحة والأعمال المنزلية كالتنظيف وغسيل الصحون... وهي من الأعمال الحركية التي تزيل الاكتئاب إن وفق الفرد لعملها ولكننا لا نتصور أن الفرد يضل سابحاً أو غاسلاً ليلاً ونهاراً ولكن يمكننا أن نتصور العبادة بصورة دائمية متواصلة والتسبيح ليلاً ونهاراً قياماً وقعوداً وبذلك تسمو وتتفاضل العبادة على العلاجات الأخرى رغم أهميتها السريرية.
وأخيراً لابد أن نؤكد على حساسية العلاج النفسي للاكتئاب فكثيراً ما يكون الايحاء ورضى النفس وسيلة من وسائل معالجة الاكتئاب إذ يقول الدكتور خليل فاضل في حديثه عن العلاج بالعقاقير المذكور في مجلة العالم العدد 89 أكتوبر 1985 بأن مخ وعقل الإنسان يتأثر بالإيحاء ويؤمن بما يرضيه وان ما يهدئه قد يكون مسكراً أو نشاءاً وأن الألم الناجم عن جرح قاتل يمكن أن تسكّنه حقنة ماء لا لشيء إلا لاعتقاد المجروح به وإن الإيمان بالشيء يمكن أن يؤدي المستحيل وكان هذا الاستنتاج ناجماً عن تجربة لحبوب من النشا والسكر لا تحتوي على مواد كيمياوية ذات فعالية طبية تعطى للأفراد الذين يعانون من الكآبة على أنها عقاقير مهدئة أو مسكنة وكان لها نفس تأثير العقاقير الطبية لدى 90% من المصابين.
وتعال معي أيضاً إلى سورة مريم لننظر في رحاب الآيات 3-6 إلى خوف سيدنا زكريا وكآبته إذ نادى ربه نداء خفياً قال رب أني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم اكن بدعائك رب شقياً... فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا. وأخلاقية الرضا من لدن سيدنا يحيى لأبيه زكريا كانت هي العلاج النفسي للكآبة التي أصابت سيدنا زكريا علاوة على ولاية الإرث.
وتعال أيضاً لنقرأ ـ ولا نريد أن نطيل ـ ونستعبر سوية عن دلالات الرضا وعلاج الكآبة للوالدين اللذين بلغ الكبر أحدهما أو كلاهما واقتران ذلك بقضاء الله بالعبادة والعبودية إلا إياه وهو ما المحنا إلى أهميته سابقاً إذ قال تعالى في سورة الإسراء17 الآية 23 (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما) فالإحسان والقول الكريم هي إحدى وسائل الرضى وعلاج الكآبة لدى الآباء والأجداد
---------منقول
|
|
|