عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2016, 07:09 PM   #4
عبدالله سلمان
عـضو أسـاسـي
مـتـفـائـل


الصورة الرمزية عبدالله سلمان
عبدالله سلمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52674
 تاريخ التسجيل :  01 2016
 أخر زيارة : 13-06-2021 (08:19 PM)
 المشاركات : 1,242 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Azerbaijan
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Blue


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي العزيز محمد ... لومك لنفسك هو دليل الإيمان أخي العزيز خصوصا مع طول فترة المرض .. ولكن يجب أن نعلم بأن رحمة الله وسعت كل شيء .. ومن تاب تاب الله عليه .. والشيطان يدخل لكل منا من باب يؤثر فيه ويوسوس له ليحزنه ويفقده الأمل

قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب .. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي ... فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك

رواه البخاري ومسلم

قال النووي: ( اعمل ما شئت فقد غفرت لك ) معناه: ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك


قيل للحسن البصري : ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملُّوا من الاستغفار


أخي محمد ... لا نعلم ما أريد بنا من هذا المرض .. ولا نعلم ما يراد بنا إن رزقنا الأموال الكثيرة وكذلك السلطة وكذلك الأولاد وقس على كل أمور الحياة

ولكن البلوى للمسلم إن صبر واحتسب كلها خير له إن شاء الله ... فال تعالى (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ))


كما أننا لا نعلم الخير الذي يصيبنا من عدم إستجابة الكثير من الدعوات ... ربما دفعت عنا شرا ً أكبر .. وربما أدّخرت لنا ليوم نحتاجها فيه


ليس على كل حال أن يكون الإبتلاء غضب ... فلقد أبتلي الأنبياء وهم أشد الناس بلاءاً وكذلك كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلقد عاني منذ طفولته أشد أنواع البلاء من يتم ومن جوع ومن ظلم ومن مرض ومن فقد الأبناء والزوجات والأحباب والأصحاب ... وحينما أدّى الرسالة وأوصل الأمانة وثبت أركان الأمة جاء نعيه في سورة الفتح .. حينها فهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه بأن السورة هي نعي لرسول الله وقرب للرحيل


رحل بعد أن طابت الحياة وقويت شوكة المسلمين وانهالت عليهم الخيرات واصبحوا أعزّة ... قضى أغلب سنواته في جهاد وتعب وظلم الأقارب والكذب عليه وأذيته بشتى أنواع الأذى وهو الطاهر الخلوق الصادق الأمين


أخي محمد .. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ... وما العيش إلا عيش الآخرة ... ومع ذلك نحسن الظن بالله ونصبر ونطلبه نعيم الدنيا والآخرة

الكل يذنب ويجب عليه التوبة وعدم الإصرار على الذنوب .. لا تبتأس يا عزيزي ولا تدع للشيطان باب يأتيك من خلاله .. فأنا أراك مؤمن صابر ومحتسب رغم الإبتلاء الشديد ... ووالله لن يضيع الله أجرك سبحانه عز وجل .. فأنت لا تشرك به شيئا قائما بأمور الدين ما استطعت


وفي النهاية لا يوجد أكثر تعبيرا وطمأنينة من حديث الله عز وجل لنا حينما قال (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ؛ إن الله يغفر الذنوب جميعا ))


أسئل الله لي ولك ولمرضى المسلمين الشفاء العاجل ونعيم هذه الحياة والحياة الآخرة الأبدية في جنة عرضها السموات والأرض


 

رد مع اقتباس