مرحبا بك اختي الكريمة
و نسال الله ان يوفقك لتربية ابنك التربية الصالحة و ان يحفظه لك من كل سوء .
و بخصوص موضوع رسالتك : ارى ان الأب له النصيب الاكبر في هذه المشكلة ، ولا ارى ان ابنك له ذنب بأنه وسيم جداً فقد خلقة الله علي ذلك ، ولا أرى ان ابنك سبب لما يجري من حوله .
و بخصوص ابنك فقد يكون لم يجد الأهتمام من والدة ولا الرعاية الصحيحة مما جعل الأبن قابل للانحراف او لاعتداء ممن حوله ، ولابد من الأب ان يكون ملاحظ حركات ابنه و تصرفاته داخل المدرسة وخارجها كي يسيطر علي مجريات حياته في بدايتها ولا يسمح لتدهور الابن من سيْ الي أسوء .
و الأمر الأخر هو طريقة تعامل الأب مع ابنه وهي ألجوء الي الضرب ، و الشتم و الإهانة ، مما يترتب علي ذلك التوتر الدائم للابن و قلت التركيز و عدم استيعاب ما يجري من حوله ، و ضعف شخصيته وهي طريقة غير صحيحة للتربية فكان من المفروض ان يجلس مع ابنه و يرشده الي الطريق الصحيح و يبين له خطورة الموقف و عدم الاختلاط بتلك الصحبة السيئة ، و يستخدم الطرق الطيبة و الطرق الإسلامية الصحيحة .
وارى ان ابنك في الفترة الحالية يعاني من الكبت وهو عبارة عن حالة تنشا عن عدم القدرة على التعبير ، سواءً لأسباب تربوية أو نفسية ، ويتراكم لتكون المحصلة أمراضاً نفسية وعضوية تجعل التصريح بالمشاعر ضرورة ، ومن أمثلته كأن يعبر الإنسان عن عجزه مثلاً بالصراخ والعويل والإغماء في بعض الحيان .
أختي الكريمة : لا أريد الإطالة في الأمر ، و كنت أريد ان أذكرك بشعرة معاوية رضي الله عنه والتي قال عنها ما معناه : ( ولو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ، إن أرخوها شددت ، وإن شدوها أرخيت ) أريد منكم فعلاً تطبيق هذه القاعدة مع أولادكم دائماً أبداً ، خاصةً في مجال النصح والتربية ، ولا تنسي أن أولادكم في بداية مرحلة المراهقة يحتاجون إلى شيءٍ من الرفق والحلم ، والصدر والصبر الجميل ، واعلموا أن ما تبذلونه من وسائل تربوية شرعية هادفة لم ولن تضيع هباءًً منثوراً ، وإنما سوف تسعدون بهم مستقبلاً إن شاء الله ؛ لأن الله لا يضيع عمل عامل ، كما وعدنا بذلك في كتابه وعلى لسان حبيبه صلى الله عليه وسلم ، وكل علماء التربية متفقون على أن التربية الأولى -أي في مراحل الصغر- إذا كانت سليمة وصحيحة فإنها لا تضيع في المستقبل ، وستكون سبباً إن شاء الله في استقامة سلوكهم وحسن أخلاقهم مستقبلاً ، وما يحدث منهم الآن عبارة عن شيءٍ مؤقت سوف يزول مع الأيام ؛ بشرط ألا تستعمل الأسلوب التصادمي ، وإنما عليك و علي الأب بالأسلوب الحواري ، واتركوا لهم بعض التجاوزات إذا شعرت أنها قد تؤدي إلى ما هو أكبر منها في حال إنكارك عليهم ، و جعلي والد الشاب الاستعانة ببعض الشباب الصالح ليتعرف عليهم بدون أن يعرفهم أن انتم السبب في هذا التقارب ، فكما تعلمون أن الصاحب ساحب ، وأن المرء على دين خليله ، وعليكم أولاًً وأخراً وقبل كل شيء بالدعاء المستمر له ليلاً ونهاراً ، ولا تدعون عليه مهما كانت الأسباب ، وابشري يا اختي بخير فلن يضيعك الله
ولا مانع اذا كان الأمر ضروري و تشعرين ان ابنك يعاني من الموقف وبشدة بذهاب الي اخصائي نفسي لتحسين بعض السلوكيات ، وتخفيف التوتر لدى ابنك .
و اسأل الله العالي القدير ان ويفق ابنك لما فيه الخير والصلاح .