عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2016, 12:53 AM   #1
امتياز
مراقب إداري
نحن بجانبك


الصورة الرمزية امتياز
امتياز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52800
 تاريخ التسجيل :  02 2016
 أخر زيارة : 14-09-2022 (02:53 AM)
 المشاركات : 2,608 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
Icon2 إن الإنسان خلق هلوعا:إذا مسه الشر جزوعا . وإذا مسه الخير منوعا). .



المعارج

من الاية 19 الى الاية 25

إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)
إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)

.

(إن الإنسان خلق هلوعا:إذا مسه الشر جزوعا . وإذا مسه الخير منوعا). .

لكأنما كل كلمة لمسة من ريشة مبدعة تضع خطا في ملامح هذا الإنسان . حتى إذا اكتملت الآيات الثلاث القصار المعدودة الكلمات نطقت الصورة ونبضت بالحياة . وانتفض من خلالها الإنسان بسماته وملامحه الثابتة . هلوعا . . جزوعا عند مس الشر يتألم للذعته ويجزع لوقعه ويحسب أنه دائم لا كاشف له . ويظن اللحظة الحاضرة سرمدا مضروبا عليه ; ويحبس نفسه بأوهامه في قمقم من هذه اللحظة وما فيها من الشر الواقع به . فلا يتصور أن هناك فرجا ; ولا يتوقع من الله تغييرا . ومن ثم يأكله الجزع ويمزقه الهلع . ذلك أنه لا يأوي إلى ركن ركين يشد من عزمه ويعلق به رجاءه وأمله . . منوعا للخير إذا قدر عليه . يحسب أنه من كده وكسبه فيضن به على غيره ويحتجنه لشخصه ويصبح أسير ما ملك منه مستعبدا للحرص عليه ! ذلك أنه لا يدرك حقيقة الرزق ودوره هو فيه . ولا يتطلع إلى خير منه عند ربه وهو منقطع عنه خاوي القلب من الشعور به . . فهو هلوع في الحالتين . . هلوع من الشر . هلوع على الخير . . وهي صورة بائسة للإنسان حين يخلو قلبه من الإيمان .

ومن ثم يبدو الإيمان بالله مسألة ضخمة في حياة الإنسان . لا كلمة تقال باللسان ولا شعائر تعبدية تقام . إنه حالة نفس ومنهج حياة وتصور كامل للقيم والأحداث والأحوال . وحين يصبح القلب خاويا من هذا المقوم فإنه يتأرجح ويهتز وتتناوبه الرياح كالريشة ! ويبيت في قلق وخوف دائم سواء أصابه الشر فجزع أم أصابه الخير فمنع . فأما حين يعمره الإيمان فهو منه في طمأنينة وعافية لأنه متصل بمصدر الأحداث ومدبر الأحوال ; مطمئن إلى قدره شاعر برحمته مقدر لابتلائه متطلع دائما إلى فرجه من الضيق ويسره من العسر . متجه إليه بالخير عالم أنه ينفق مما رزقه وأنه مجزي على ما أنفق في سبيله معوض عنه في الدنيا والآخرة . . فالإيمان كسب في الدنيا يتحقق قبل جزاء الآخرة يتحقق بالراحة والطمأنينة والثبات والاستقرار طوال رحلة الحياة الدنيا .

وصفة المؤمنين المستثنين من الهلع تلك السمة العامة للإنسان يفصلها السياق هنا ويحددها:

(إلا المصلين . الذين هم على صلاتهم دائمون). .

والصلاة فوق أنها ركن الإسلام وعلامة الإيمان
هي وسيلة الاتصال بالله والاستمداد من ذلك الرصيد . ومظهر العبودية الخالصة التي يتجرد فيها مقام الربوبية ومقام العبودية في صورة معينة . وصفة الدوام التي يخصصها بها هنا:(الذين هم على صلاتهم دائمون). . تعطي صورة الاستقرار والاستطراد فهي صلاة لا يقطعها الترك والإهمال والكسل وهي صلة بالله مستمرة غير منقطعة . . وقد كان رسول الله [ ص ] إذا عمل شيئا من العبادة أثبته - أي داوم عليه - وكان يقول:" وإن أحب الأعمال إلى الله تعالى ما دام وإن قل " . . لملاحظة صفة الاطمئنان والاستقرار والثبات على الاتصال بالله كما ينبغي من الاحترام لهذا الاتصال . فليس هو لعبة توصل أو تقطع حسب المزاج !

المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة امتياز ; 11-03-2016 الساعة 11:13 PM

رد مع اقتباس