عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2016, 01:50 AM   #1
امتياز
مراقب إداري
نحن بجانبك


الصورة الرمزية امتياز
امتياز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 52800
 تاريخ التسجيل :  02 2016
 أخر زيارة : 14-09-2022 (02:53 AM)
 المشاركات : 2,608 [ + ]
 التقييم :  14
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
Icon2 الأخ الفدعوسي ضروري



الأخ الفدعوسي

ما تقوله في بعض مواضيعك عظيم في حق الله
يبعث على الأسى ويصيب القلب بالكمد فكيف لمسلم أنعم الله تعالى بخير دين
وأنعم الله بنعَم لا يمكنه إحصاءها ثم يأتي ويعترض على قدر الله تعالى ويطعن بحكمته ؟!
إنها لإحدى الكُبَر
فكيف يجرؤ من أنعم الله عليه بلسان يتكلم أن ينطق بهذا ؟!
وكيف لمنتسب للإسلام أن يتفوه بذلك الكلام العظيم في حق ربه عز وجل ؟! .

إن ما قالته من الاعتراض على قدر الله تعالى
والطعن بحكمته وسؤاله لماذا يفعل الله معنا هكذا "
: فهو من التسخط على قدر الله
وهو من كبائر الذنوب وقد يؤدي به إلى الكفر المخرج من الملة
فهو طريق موصل إلى الردة والله تعالى له الحكمة البالغة فيما يفعل ويقدِّر
وهو تعالى ( لاً يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلونَ ) الأنبياء/ 23 .

عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .

رواه الترمذي (2396) وابن ماجه (4031) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

الناس حال المصيبة على مراتب أربع :

المرتبة الأولى : التسخط وهو على أنواع :

النوع الأول : أن يكون بالقلب ، كأن يتسخط على ربه ، يغتاظ مما قدَّره الله عليه : فهذا حرام ، وقد يؤدي إلى الكفر ، قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ) .

النوع الثاني : أن يكون باللسان ، كالدعاء بالويل ، والثبور ، وما أشبه ذلك ، وهذا حرام .

النوع الثالث : أن يكون بالجوارح ، كلطم الخدود ، وشق الجيوب ، ونتف الشعور ، وما أشبه ذلك ، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب .

" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / 110 ) .

ثانيا :

إذا ابتلى الله عبده بالمصائب لم يكن ذلك علامة على أنه غير مرضي عند الله
وقد صحح الله تعالى هذا الظن الخاطئ عند الناس ،
فقال تعالى : ( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ *

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :

" يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث هو ، وأنه جاهل ظالم ، لا علم له بالعواقب ، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول ، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه ، وأنه إذا { قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي : ضيقه ، فصار بقدر قوته لا يفضل منه ، أن هذا إهانة من الله له ، فرد الله عليه هذا الحسبان بقوله { كَلا } أي : ليس كل من نَعَّمْتُه في الدنيا فهو كريم عليَّ ، ولا كل من قَدَرْتُ عليه رزقه فهو مهان لدي ، وإنما الغنى والفقر ، والسعة والضيق : ابتلاء من الله ، وامتحان يمتحن به العباد ، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر ، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل ، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل " انتهى . " تفسير السعدي" (924) .

وهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير الناس ، وأعلم الناس ، وأخشاهم ، وأتقاهم ، قد ابتلي كثيراً ، فاتهم في عقله ، وطعن في عرضه ، وجُرح وكُسرت رَباعيته ، مع ما لاقاه صلى الله عليه وسلم من الأذى من كفار قريش ، وسفهاء الطائف ، وغيرهم ، بل إنه صلى الله عليه وسلم قد صحَّ عنه أنه قال ( إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) رواه أحمد .

قال الشيخ الألباني – رحمه الله – تعليقاً على الحديث السابق وما في معناه - :

و في هذه الأحاديث : دلالة صريحة على أن المؤمن كلما كان أقوى إيماناً : ازداد ابتلاء ، وامتحاناً ، والعكس بالعكس ، ففيها رد على ضعفاء العقول والأحلام ، الذين يظنون أن المؤمن إذا أصيب ببلاء ، كالحبس ، أو الطرد ، أو الإقالة من الوظيفة ، ونحوها : أن ذلك دليل على أن المؤمن غير مرضي عند الله تعالى ! و هو ظن باطل ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر : كان أشد الناس - حتى الأنبياء - بلاءً ، فالبلاء – غالباً - دليل خير ، وليس نذير شر .

" السلسلة الصحيحة " ( 1 / 144 ) .
المصدر: نفساني