السلام عليكم ورحمه الله تعالى
أختي الكريمة
فإن وساوس العقيدة من هذا النوع نشاهده كثيرًا لدى الناس في أعمار مختلفة وتكثر هذه الحالات نسبيًا في مثل عمرك هذه الوساوس - إن شاء الله تعالى - ليست دليلاً على ضعف إيمانك أو اضطراب شخصيتك نحن نعرف أنها قبيحة وهي دائمًا تتصيد الطيبين والمثاليين من الناس، وهذه الوساوس أصابت حتى خير القرون
فإن - شاء الله تعالى- أنتِ بخير، وعلى خير، وهذه مجرد وساوس، - والحمد لله تعالى- الوساوس الفكرية الآن أصبحت تستجيب استجابة ممتازة جدًّا للعلاج السلوكي
التدريبات السلوكية تقوم على مبدأ أن يتفهم الإنسان الوساوس لكن لا يناقشه ولا يتمادى في تحليله يتفهمه: يعني أن تعرفي أن هذا وسواس، وهذا ليس فيه مسّ لعقيدتك أبدًا
والوساوس تُصد ويتم تجاهلها وتحقيرها، حين تأتيك الفكرة حقّريها، خاطبيها مخاطبة مباشرة (أنت وسواس حقير، لن ألتفت إليك، لن أتبعك) وهكذَا.
وفي بعض الأحيان ربط فكرة الوساوس بفكرة أخرى تكون منافية لها، أيضًا جيد، أو تكون هذه الفكرة الجديدة فكرة مؤلمة مقززة لا يرتاح لها الإنسان، ومن ثم سوف تضعف الفكرة الوسواسية ويمكن أن نربط هذا التفكير الوسواسي بأفعال، مثلاً إذا قمت بالضرب على يدك بقوة وشدة حتى تصابين بألم وحين تضربي على يدك لابد أن تكوني في مرحلة وفترة تأمل وتفكر وتدبر في الوسواس، أي تكوني في مرحلة تفكير عميق، وحين يحدث لك الألم الناتج من الضرب، هنا وجد أن تزاوج الألم مع الوسواس يضعف الوسواس.
هذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة جدًّا لصرف الوساوس،
أرجو أن تطبقي ما بها من إرشاد وسوف يساعد في تقليل القلق وحين يقل القلق وترتاح النفس وتكون في حالة استرخاء هنا تقل أيضاً حدة الوساوس والخوف من الموت
لا تجعلي الوساوس أبدًا تعطلك من بقية أنشطة حياتك، فصرف الانتباه أيضاً وسيلة من وسائل العلاج.