30-03-2016, 02:51 PM
|
#22
|
عضو
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 53099
|
تاريخ التسجيل : 03 2016
|
أخر زيارة : 25-03-2017 (11:56 PM)
|
المشاركات :
19 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
لن يغلب عسر يسرين
تفسير للدكتور محمد نابلسي
الآية وحدها تكفينا، ماذا قال الله عزَّ وجل ؟..
﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) ﴾
في قواعد اللُّغة حقائِق
المعرفة إذا تكررت دلَّت على شيءٍ واحد، لكن النكرة إذا تكررت دلت على شيئين متباينين، أوضح لكم بمثل، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( إن للصائم فرحةً، إن للصائم فرحةً ـ أعادها مرتان ـ فرحةً حين يفطر وفرحةً حين يلقى الله ))
?الصائم واحد.. " إن للصائم فرحةً، إن للصائم فرحةً ". الصائم واحد لكن الفرحة الأولى جاءت نكرة، والفرحة الثانية جاءت نكرة، الفرحة الأولى غير الفرحة الثانية،
(( إن للصائم فرحةً، إن للصائم فرحةً ؛ فرحةً حين يفطر وفرحةً حين يلقى الله )
﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) ﴾
?العسر معرَّف بـ (أل) تعريف الاستغراق، قال العلماء: إن أل التعريف التي عُرِّف بها العُسر هو تعريف الاستغراق، أيْ أيُّ عسرٍ على وجه الأرض ينطوي تحت هذه الآية ؛ عسرٌ مادي، عسرٌ معنوي، عسرٌ نفسي، عسرٌ في كسب الرزق، عسرٌ في شفاء المريض، عسر في الهَم والحُزن، إن أيَّ عسرٍ مهما كان نوعه ؛ صغيراً أو كبيراً، جليلاً أو حقيراً، خفياً أو ظاهراً، مادياً أو معنوياً ينطوي تحت كلمة العُسر، لأنها جاءت معرفةً بـ (أل) تعريف الاستغراق.
?وأما اليُسر فجاءت نكرةً تنكير تعظيم..
﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) ﴾
?قريباً..
﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) ﴾
?عظيماً، إن مع العُسر يُسراً كريماً، تنكير التعظيم، والشيء الذي يُلفت النظر أن الله عزَّ وجل لم يقل: إن بعد العسر يسرا..
﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) ﴾
?أيْ أن هذه المصيبة، هذه الضائقة، هذا الهَم ،هذا المرض ينطوي فيه اليُسر، فيه بذور الفَرَج، فيه بذور التَوْسِعَة، فيه بذور العَطاء،فيه بذورالشفاء، اطمئن أيّ عسرٍ جاءك ففي ثناياه، وفي مَضْمونه، وفي باطنه يسرٌ مُحَقَّق، لذلك هذا ما دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول
(( لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ))
?فهم النبي عليه الصلاة والسلام أن النَكِرَة إذا تكرَّرت دلَّت على شيئين متباينين، لكن المعرفة إذا تكررت دلت على شيءٍ واحد، فقال عليه الصلاة والسلام:
((لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ))
، أيْ أيها المؤمن اطمئن بالاً إلى أن هذه الضائقة سوف تنفرج عن يُسْرٍ مُحَقَّق، فما كانت الآية الثانية إلا توكيداً للأولى.
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة ملامح خجوله ; 30-03-2016 الساعة 02:56 PM
|