الأعزاء جميعا
بما إنكم متشابهين بالأعراض والوسواس فهذا الموضوع سوف يفيذكم جميعا
يجب الدفاع النفسي ليتمكن الجهاز النفسي من مغالبة تلك الأعراض والآثار وكل حسب طبيعة شخصيته وظروفه وجيناته يحقق قدرا من الراحة تختلف عن الآخر.
ومن ضمن تلك المحاولات أن يخفف الجهاز النفسي القلق المرضي شديد الوطأة في الخلف ليزهر في المقدمة عما ينفس عنه بشكل أخف كالوسواس القهري والوسواس القهري ببساطة شديدة عبارة عن فكرة يشعر صاحبها يسخافتها أو تفاهتها أو رفضها تظل في حالة إلحاح شديد لا تصمت لذا فهي فكرة تقهره وتزل في حالة "زن" على صاحبها فيلتقط الشخص الطعم ويتصور أن الاستجابة لما تلح عليه الفكرة بما تمليه عليه من فعل سيوقفها ولكن يكتشف الشخص أنها لم تزداد إلا إلحاحا فيظل في تلك الدائرة المغلقة.
فكرة تقهر رأسه تدفعه لفعل قهري تزداد الفكرة يكتئب الشخص بسبب عدم توقف تلك الدائرة عن الانغلاق فيزداد معاناة وألما وﻷن الوسواس القهري يأخذ العديد من المساحات والأشكال فنجد من يقع تحت مساحة وسواس النظافة،أو وسواس الموت، أو وسواس المرض،أو وسواس العقيدة، أو وسواس سب الذات الإلهية؛ وكلما كان الشخص على درجة من التدين تزداد معاناته حين يقع تحت مساحة ووطأة وسواس العقيدة أو سب الذات الإلهية، ويتصور كفره وضياعه وأنه هالك لا محالة ويتكتم الأامر للحرج الشديد وعدم القدرة على التفوه بتلك الأمور.
ولأن الاكتئاب هو الصديق الدائم للوسواس القهري فيعاني الشخص دوما من وطأة الوساوس والاكتئاب هذا ما أردت فهمه عما يحدث معك ولكن رغم كل ما قلته لكم إلا أني أبشركم!..نعم أبشركم؛ بأن الوسواس القهري أولا مرضا نفسيا معروفا جدا وليس له أي علاقة من قريب أو من بعيد بوسوسة الشيطان وأن الوسواس القهري مرض فلا يد لك فيه؛ فالله سبحانه وتعالى الذي يعفو عن الزلل، ويمد يده للمسيء في الليل والنهار والذي يشعر بعبده المريض فييسر عليه في صلاته
وإليكم العديد من وسائل المساعدة للتخلص من الوسواس
الخطوة الأولى: أعد التسمية
الخطوة الأولى والحرجة هي أن تتعلم تمييز الوساوس المستحوذة والإلحاحات القهرية، لا تريد أن تقوم بهذه الخطوة بأسلوب سطحي، ولكن عليك بالحصول على فهم عميق بأن الشعور المزعج جدا في هذه اللحظة هو وسواس مستحوذ أو أنه إلحاح قهري، وحتى تفعل ذلك، من المهم أن ترفع من إدراكك الواعي بأن هذه الأفكار المتطفلة إنما هي أعراض لإضطراب مرضي، وفي مقابل هذا الوعي يكون الوعي البسيط اليومي شبه أوتوماتيكي، وعادة يكون سطحي، ولكن الإدراك الواعي أعمق من ذلك وأكثر دقة، ويمكن الحصول عليه عن طريق التركيز، ويتطلب منك المعرفة اليقينية والتسجيل الذهني لأعراض هذه الاستحواذات أو الإلحاحات. عليك القيام بتسجيل ملاحظات فكرية، على سبيل المثال: "هذه الفكرة هي مجرد وسواس"، "هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهري،" لابد أن تسعى لإدارة هذه الأفكار والإلحاحات الشديدة المنتقلة بيولوجيا والتي تتطفل بإلحاح في العقل، وهذا يعني أن تصرف جهدك للإبقاء على وعيك في ما نسميه بالمراقب الحيادي. وهي القوة المراقبة في داخلنا والتي تعطي كل شخص القابلية لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد عرض، ومن ثم الوقاية من الرغبة الملحة المرضية حتى تبدأ تذبل وتختفي.
الخطوة الثانية: أعد النسبة
النقطة الرئيسية في علاج السلوك الذاتي لعلاج مرض الوسواس القهري يمكن أن نجمله في كلمة واحدة: "لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،" هذا هو نداءنا في هذه الحرب، هذه ذكرى أن وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري ليست لها معنى، وأنها ليست سوى إشارات زائفة في المخ، علاج السلوك الذاتي يعطيك فهما أعمق لهذه الحقيقة، أنت تعمل للحصول على الفهم العميق الذي يفسر لك السبب في أن نفسك تلح عليك للتأكد من قفل الباب أو السبب في أن هذه الوساوس: "أن يداي وسختان" تكون بهذه القوة وبهذه الهيمنة، إذا كنت تعلم أن الفكرة غير منطقية لماذا إذن تستجيب لها؟ أن نفهم لماذا هذه الفكرة قوية ولماذا هذه الفكرة لا تذهب هو المفتاح لتقوية إرادتك في مصارعة الإلحاح للغسل أو التأكد، الهدف هو إعادة نسبة شدة الوسواس والإلحاح إلى مصدرها الحقيقي، وأيضا المعرفة أن الشعور والإنزعاج سببه إضطراب كيمياحيوي في المخ، وإنه مرض الوسواس القهري، وإنها حالة مرضية، فهمها على حقيقتها هي الخطوة الأولى للوصول إلى فهم أعمق بأن هذه الأعراض ليست كما تبدو، ستتعلم أن لا تأخذها مأخذا جديا.
الخطوة الثالثة: أعد التركيز
خطوة إعادة التركيز هي خطوة العمل الحقيقي، في البداية من الممكن أن تفكر فيها على أنها مفهوم: "بلا ألم لا تحصل على ربح،" الممارسة العقلية تقابل الرياضة البدنية، في عملية إعادة التركيز إنك لديك عمل عليك البدء فيه، لابد لك من تبديل الغيار بنفسك، بالجهد والإدراك الواعي ستقوم أنت بعمل والذي تقوم به هي بشكل اعتيادي وأوتوماتيكي، وهذا العمل هو تعلمك متى تنتقل إلى سلوك آخر، فكر في جراح يغسل يديه قبل العملية الجراحية، هذا الجراح لا يحتاج إلى ساعة موقتة تخبره متى يتوقف عن الغسل، بعد قليل سيكون السلوك الذي يليه أتوماتيكي، وبعد قليل يحصل على شعور يخبره بأنه قد قام بالغسل بما فيه الكفاية، ولكن في المقابل الناس المصابين بمرض الوسواس القهري لا يمكنهم الحصول على الشعور بأن العملية قد انتهت متى ما انتهت، فالطيار الأوتوماتكي قد تعطل عن العمل، من حسن الحظ فأن الخطوات الأربع غالبا تصلح العطل، الفكرة الكامنة في عملية إعادة التركيز هي أن تعمل من حول وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري عن طريق تحويل الانتباه إلى شيء آخر، حتى ولو لبضع دقائق، في البداية من الممكن أن تختار سلوك معين لاستبدال الغسل أو التأكد القهري، من الممكن استبداله بأي عمل بناء وممتع بالخصوص إذا كانت هواية، على سبيل المثال من الممكن أن تتخذ القرار للمشي أو التمرين أو القراءة أو اللعب بلعبة على الكمبيوتر أو الخياطة أو لعب كرة السلة.
عندما يأتي الوسواس إبدأ بإعادة تسميته على أنه وسواس مستحوذ أو رغبة ملحة، ثم أعد نسبته على أساس أنك مصاب بالحالة المرضية الوسواس القهري، ثم أعد تركيز انتباهك إلى العمل الآخر الذي اخترته لنفسك، ابدأ عملية إعادة التركيز عن طريق عدم تصديق أعراض الوساوس القهري أو الرغبات الملحة، قل لنفسك: "أنا أحس بعرض من أعراض مرض الوسواس القهري، أنا أحتاج أن أقوم بعمل آخر،" لابد لك من أن تدرب نفسك على طريقة جديدة للاستجابة للوساوس والإلحاحات عن طريق توجيه انتباهك إلى شيء يختلف عن أعراض مرض الوسواس القهري، الهدف من العلاج هو التوقف عن الاستجابة لأعراض مرض الوسواس القهري مع الإقرار بأن هذه الأحاسيس المزعجة ستضايقك لفترة قصيرة، وستبدأ بالعمل من حولها عن طريق القيام بسلوك مختلف، وستتعلم أنه حتى لو أن الشعور بمرض الوسواس القهري كان موجودا لا يعني ذلك أنها ستتحكم بما ستفعله، أنت تتخذ القرار عما ستقوم به، بدلا من الاستجابة لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري كما لو كنت رجلا مبرمجا فعن طريق إعادة التركيز ستستعيد قوة اتخاذك للقرار، هذه الإضطرابات الكيمياحيوية في المخ لم تعد تتحكم فيك.
الخطوة الرابعة: إعادة التقييم
الهدف من الخطوات الثلاث المتقدمة هو استخدام علمك بمرض الوسواس القهري – كحالة مرضية سببها خلل كيمياحيوي في المخ – لمساعدتك في التوضيح أن هذا الشعور ليس كما يبدو ولأن ترفض أن تأخذ الوساوس والإلحاحات مأخذ الجد، ولكي تتجنب القيام بالطقوس الاضطرارية، ولكي تركز على عادات بناءة. بإمكانك فهم خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة على أنهما مجهود جماعي يعمل صفا إلى صف مع إعادة التركيز، مجموع الجهود في الخطوات الثلاث هذه هو أكثر من عملها كل على انفراد، علميتا إعادة التسمية وإعادة النسبة يزيدان من كثافة التعلم أثناء الجهد المبذول في عملية التركيز، ونتيجة لذلك ستبدأ بعادة تقييم هذه الوساوس والإلحاحات على أنها - وقبل العلاج السلوكي - كانت وبلا تردد تدفعك إلى القيام بعادات قهرية، ولكن بعد ممارسة ملائمة للخطوات الثلاث السابقة ستكون قادرا مع الوقت لأن تعطي قيمة أصغر بكثير لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري.