الموضوع: الهروب الكبير
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2016, 05:56 PM   #1
مصطفى وخلاص
عضو


الصورة الرمزية مصطفى وخلاص
مصطفى وخلاص غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 53392
 تاريخ التسجيل :  04 2016
 أخر زيارة : 09-01-2021 (08:35 PM)
 المشاركات : 10 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الهروب الكبير



اعتقد ان هدفي الان ليس هو الكتابه من اجل الكتابه او من اجل تدوين فكره معينه .. ولكني اكتب الان بدافع غريب وهو الهروب .. نعم الهروب من الواقع .. فانا اتخفى خلف ستار او قناع من الوهم ابديه للناس بخلاف حقيقة ما أشعر به فعلا .. فانا يائس من الحياه بكل ما فيها .. ولكني لا ابدي ذلك لمن حولي بل اتخفى خلف تلك الابتسامه المصطنعه او الضحكات المفتعله .. لكني بيني وبين نفسي مازلت اشعر بالجمود واللامبالاه لما يحدث لي ولما يدور من حولي .. كثيرا ما اتوقف بعيدا عن الناس و انظر اليهم من بعيد .. انظر وكأني اراقب عش النمل ... ذلك السعي الحثيث وراء لقمة العيش .. كي يعيشوا ... حتى يأتي اجلهم ... فيموتوا ... نعم تلك هي الحقيقه التي اراها واضحه امامي ... انه السعي الحثيث كي نقضي الحياه قبل ان نموت .. ولكن كلنا سنموت بالفعل ... اذن نسعى لكي نعيش حياه افضل ... ولكن اليس الموت واحد ... نعم ..? وهل الحياه واحده .... نعم ولكن نوعية الحياه مختلفه ... و نوعية الحياه التي يعيشها الانسان لا تقدر بتقييم من حوله له .. لكنها تقدر بتقييمه هو لنوعية حياته ... بمدى سعادته الشخصيه .. بمدى رضائه عن حياته .. اذن هو تقييمك الشخصي لنفسك ... انت وفقط ... وهذا هو اصعب شيء في المسأله ... لأنك لا تستطيع ان ترشوا نفسك أو? ان تجاملها أو تنافقها ... أنت تعرف تقييمك لنفسك ... ومن هنا ينبع الرضا أو عدم الرضا عن نفسك ... أنت لا يمكن أن تزور الإجابه ... أنت فقط يمكن أن تتجاهل السؤال أو تتغاضى عنه أو تشغل نفسك بأي شيء آخر كي لا تجيب عليه وتصدم نفسك بالإجابه ... قد تنهمك في العمل او اللعب او مشاهدة التلفاز او سماع الأغاني او النكات أو المواعظ أو الحديث مع الاصدقاء أو القراءه أو الكتابه أو الجري أو النوم أو أي شيء كي لا تجلس مع نفسك و تحاسبك ... كل لا تسألك و تضغط عليك أن تجيب ... السؤال سهل و الإجابه معروفه ... لكنها مره جدا .. فلا تجد مفر من انكارها او تجاهلها أو الهروب منها ... على حد علمي قليل من الناس من يواجهون السؤال و يجيبون بصراحه حتى و ان كانت الإجابه فعلا مره .. و هذا قد يؤدي الى اتخاذ قرارات مصيريه لتغيير نوعية الحياه للافضل .. أو لإتخاذ قرارات اخرى لإنهاء تلك للحياه البائسه فوريا عن طريق الانتحار .. لا ادري ما هي النسبه الحقيقه او التقريبيه للأشخاص الراضين عن حياتهم في العالم ... لكني اعتقد بأن النسبه الساحقه ستكون من الطرف الاخر ... و ان النسبه الساحقه منها لن تواجه السؤال بل ستتهرب منه ... إذن فالكل يهرب ... كل واحد يهرب من نفسه
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس