عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2004, 07:06 AM   #2
وهج
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية وهج
وهج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4338
 تاريخ التسجيل :  07 2003
 أخر زيارة : 18-10-2005 (09:21 PM)
 المشاركات : 1,251 [ + ]
 التقييم :  20
لوني المفضل : Cadetblue
(وأنا أرى أنكِ عاقلة وحنونة وكلكِ عطاء وصبر )



وصلني هذا الرد من / سليمان القحطاني عبر الإيميل





أختـي الصابرة ..

يا رب تفرجهـا ..

سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاتـه ..

* أختي كل هذا الوجع ، والألم وتحملين هذا القلب الحنون على أخوتكِ ، ورحمـة لأبويكِ .. ما أنقى قلبكِ ، وأصبركِ .

* أختي نتيجة طبيعية أنت تكون نظرتكِ للحياة سوداء ، فالظروف التي عايشتيها انعكست عليكِ في كآبتكِ ، ومخاوفكِ وتوقعك للفشل ، والعنوسة ، والطلاق ، وبعد لم تتزوجي ، أختي بعد ما زلت في عمر كثيرات لم يتزوجوا ، ولم يكملوا دراستهم الجامعيـة ، فلا تجعلي من تجربة ، وعلاقة أبيكِ بأمكِ معيارا ، ومحكا من خلاله تقيسين ما قد يكون مستقبلا ، والغد غيب عند الله ، وقد ذكرت أن أخواتك، وأصغر منكِ قد تزوجوا ، وقد كانوا بينكم ، وربما رأوا ، وتألموا من مواقف كانوا فيها قبل زواجهم ، والآن هم في بيوت من تزوجوهم ، وكوني ما ذكرت إلا أنهم أصغر منكِ وتزوجوا فهذا يعني استقرارهم إن شاء الله .

* أختي الكريمـة ..

مــنذُ طفولتكِ عانيتي تعاســة ، بين أب ، وأم كل له مشاكله ، وهمومه ، فتشكلت بل تكونت لديكِ أفكار سلبية ، ومفاهيم موغلة بالخطأ بعضا منها يبقى احتمالات ، وربما أكاذيب ، وتهم من أي من أبويكِ عن الآخر ، وبقاء تلك الأفكار ، واجترارها داخلك أي تذكرها دوما ، وكتمانها داخلكِ كما هي لها نتائج سلبية ، وآثار في حالتكِ النفسية ، وأعراض جسدية كألم عينيكِ ، وربما شهيتكِ للأكل ، ونومكِ غير المستقر حتى تطمئني على أخوتكِ ، ونظرتكِ السوداويــة .

* أختي دعينـا معا نفكر بطريقة مختلفة عما اعتدتِ عليها .

أولاً : فعلا أنتِ عاقلة ، وذكية ، وحنونة ، فحكم الناس الذين يعرفونكِ ، ووصفوكِ بهاذ لا علاقته بمشاكلكِ وما يحدث داخل أسرتكِ ، فكل يا أختاه له مشاكله ، ولو أطلعت على بعض من المشاكل هنا في المنتدى لعرفت أننا كلنا بشر لنا أخطائنا ، وهمومنا ، فثقي بنفسكِ ، ولا تجعلي ما تعانينه يشككِ في قدرتكِ التي فعلا لو لاها ما تحملتِ ما تحملته ، فكنت نعم الأخت الحنونة مع أخوتكِ الصغار ، طاقتكِ كانت كبيرة ، وعقلك الصائب قدر على العيش 22 سنــة في ظروف قاسية ، وآلام سمتيها ، ورايتيها كغيركِ يا أختاه ينهار ، وينحرف ، ولا يبالي بأي شيء ، فالحمد لله أنكِ بهذا العقل الذي وهبكِ الله فسخرته في التعامل مع وضعكِ ، وكنت راضية بقدر الله ، وما شاء فعل ، وما أختيار اسمكِ هنا إلا ارتباطا بالله وحبا له فهو الشافي ، والغافر ، ومن سيثيبكِ على صبركِ إن شاء الله دنيا ، وآخرة فالله عادل ، لا يظلم مثقال ذرة .

* أختـي أيام الطفولة انتهت بمرارتها ، وأصبحت ماضٍ بل أشبه بشريطٍ سينمائي مأساوي سيبقى في أرشيف ذاكرتنا نتعلم منه أن الحياة معانات ، وشقاء ، والحمد لله لم تبتلي في توحيد ربنا ، فهذا وربي أعظم البلاء ، والشقاء ، وتذكري يا أختاه أن رسولنا محمد صلى الله عليه ، وسلم يتيم الأب ، والأم ، و، وقد أبتلي في زوجته عائشة أبنت الصديق في حادثة الإفك ، وهمَّ ، وغمَّ عليه ، وأوذي من عشيرته ، وترك مكة أحب البقاع إلى قلبه ، ولنا في رسولنا أسوة ، وعبرة كي تهون علينا جراحنا ، وأحزاننـا ، تلك طفولــة لن يجدي الحديث فيها ، ولن تعود فقد تجاوزناها ، فلتزيدنا قوة ، ولنثبت مع ذواتنا أننا ما زلنا نابضين ، والطعنات ، والضربات وإن كانت موجعة لكنها لم تقتلنا ، ولم ننهار ، ونفقد قدرتنا … تزيدنا صلابة ، وصبر المؤمن المحتسب ، لنمنح أكثر لنكون أكثر رقة ، وعطاء لنسامح ، لنساعد من هم قريبين لنا ، لنقف معهم ، ونتلمس لهم الأعذار ، ولا نملَّ من محاولتنا لمساعدتهم مهما أحبطنا ، وفشلنـا ، وخاصــة أبيك ، وأما مهما فعلنا لها لن نجزيها ألم طلقة أوجعتها حين ولدتنا .

* أختي وبعد أن استقليتم في دار شعرت بحال أفضل ، وكذلك تحسنت حال والدتكِ كثيرا ، ونضجت أيضا ، وتعلمتِ من ما عانيت لكن لم تدركِ هذا أنتِ ، وما قبول والدك ، وتولي النفقة عليكم إلا شعور بالمسؤولية تجاهكم ، حتى وإن كانت العلاقة متوترة بين أبويك ، وحتى ، وإن تزوج ، وبقاءه هناك مع أخوتكِ مع أبيكِ .

* أختي أنت أعرف بأمكِ ، وحالته النفسية ، والنوبة التي كانت تعاوده في السنة مرة ، وتكون في عدم إدراكِ ، وكره للبيت ووالدك ، وغيرة امرأة عليها ضرة ، كل هذا في مثل حالتها قسرا عليهـا ، والحمد لله لم يحدث ما كان يسيطر عليها من قتل لأبيكِ ، وزوجته ، وأخوتكِ ، ولا أعرف يا أختي هل كانت تتلقى علاجا ، ودواء أم أنها مهملة ، أما عن اتهامات أبيكِ فكما كتبت أنها مجرد اتهامات ، وربما والدتك ذكرتها لكم وهي في حالة نفسية سيئة أو أن غيرة أبيكِ ، وفي لحظة شكوكِ ، وغضب قال لها ما ذكرتِ حاشاها ذلك .

* أختي الصابرة إن احتقاركِ لأبيك ناتج عن وضع كُنتِ فيه ، وفي طفولة حاصرتكِ بالخوف فجعلت من بعض المواقف في غير حجمها الطبيعي ، وبعض المفاهيم في أشد سوادها ، أختي الآن كبرت ، ونجتِ أكثر فاجعلي من رحمتكِ بأبويك عونا للرفق بهما ، والتقرب لهما ، وأخياري الوقت المناسب للحديث مع والدكِ ، وإن كنتِ عاجزة عن المواجهة فأكتب رسالة له املئيها مشاعرا فياضة ، وحب الابن لأبيها ، والخوف عليه ، وذكريه بكل معروف فعله لكم ، وأدعي له ، وأخلصي في رسالتكِ فمهما آذانا الأب ، والأم ، ومهما ظلمونا علينا أن نتلمس لهم العذر ، ونساعدهم (( إن لم تقدري ، وتتفقين معي في كتابة رسالة لأبيك لكن تحدين صعوبة في ذلكِ فأخبريني لأكتبها لكِ ، ولن تبعثيها له إلا بعد أن تشعري بمضمونها ، وارتياحكِ لأسلوبها ..))، وكما حال أمكِ كوني معها وابحثي لها عن طبيبة تتابع حالتها ، وتصحح مفاهيمها تجاه أبيكِ ، وما تحمله الآن من أفكار قد تكون سلبية عن ذاتها أو نظرتها للحياة .

* أختي الصابرة ..

كوني عمليــة ، وواقعية ، ولا تلتفتي لِم سيقوله الناس بل أن الناس وصوفكِ بالعاقلة ، والحنونة ، أختي تذكري الجوانب ، والأبعاد الإيجابية في شخصيتكِ ، وطوريها ، ولا تيأسي أو تحبطِ لسنواتِ توقفت فيها عن الدراســة ، ففكري من الآن في عودتكِ للمدرسـة قبل بدء العام الآتي منتظمة إن قبلتٍ أو وفقا لنظام المنازل .. خاصة أنكِ لم تتزوجي بعد والحمد لله في ظروف أفضل مما كانت .. حاولي أن تتواصلي مع بعض صديقاتكِ ، وقريباتكِ ، واجعلي الكتاب خير جليس لك .

ربي يحفظكِ ، ويفرج عنكِ همكِ ، ويسعدكِ دنيا ، وآخرة
.