وصلني هذا الرد من / سليمان القحطاني عبر الايميل
أختي الفاضلــة الجازي ..
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاتـه ..
* صباحكِ ، ومساءاتكِ كلهـا خير إن شاء الله ، أختي خير من اخترتِ ، ووجهـة له السؤال ، أستاذنا الدكتور / عبد الله السبيعي .. انعم به من عالم ، وما نح للاستشارة التي طلبتها ، سأكون سعيدا إن كان قد منحك الرد قبل أن يصل ما سأكتبه لكِ .. فخذي برأيه ، وما سأكتبه إلا أحرف تلميذه ، وإن لم يكن عقب على مشكلتكِ ، وما تساءلت عـنه فلعله يرد عليكِ حفظــه الله ، وأنتِ من كل شر ، وأسعدكما الله دنيا ، وآخرة .
* أختي رحمة الله على أبيكِ ، وافتقادنا لمن نحب له تأثيره على نفسيتنا ، وكما أوضحت كنت مدللة للدرجــة التي انعكست كغيرة على والدتكِ ، وشقيقتكِ ، والآن تجاوزت مرحلـة الطفولـة ، وقادرة على أدراك أن الدلال المبالغ فيه أو الحرمان أو التذبذب بين ، وبين يشكل نفسيــة غير مستقرة ، وانفعالات غير مستقرة ، وعدم شعور بالأمان ، لن تقدري على أعادت ما ماضي ، ووالدك رحمة الله عليه لو كان يعلم أن ما منحه لكِ من دلال سيبقي آثارا سلبية عليك لِم فعل ، لكن ما حدث حــدث ، وما تلك المشاعر التي تزعجكِ ، وتتوقين أن تتخلصين منها إلى بر الآمان إلا نتيجــة لأفكار ، ومفاهيم عقليــة تدور في رأسكِ ، أفكار جعلت بينكِ ، ووالدتك أشبه بالسور الذي تتصورين عدم هدمــه ، ومع الأيام بقي كل شيء كما هو .. فيا أختي أنتِ تملكين من القدرة ، واختيار الوقـت المناسب للتعبير عما يضايقكِ ، ويمنعكِ من البوح لوالدتكِ حتى لو عاتبتكِ والدتكِ ، وحتى لو أعادت ما كنت تحضين بــه من دلال من أبيكِ رحمـة الله عليـه ، المهم أن تكسري خوفكِ ، وتفتح دائرة ما زالت مغلقــة .
· أخـتي الفاضلـة ما ذكرته من بعض الأعراض كشعوركِ المستمر بالخوف والخجل والارتباك والتعرق الشديد واحمرار وجهكِ وتسارع دقات قلبكِ إذا ذهبت إلى أماكن عامة أو قابلت أناساً لا تعرفيهم إلا رهـابا أو خوفا اجتماعيا ، قابلا للتعديل ، والتغيير ، والتخلص منه ما دمتِ تملك دافعية ، وإدراكا لِم يضايقكِ ، وترغبين في التخلص منه ، ورائع أن رغبتكِ لمراجعــة الطبيب النفسي موجودة ، ولا تيأسي في محاولة الطلب مرة أخرى ، واذكري لهم ألطبية النفسية كأي طبية لتخصص أخر دورها تساعدني فيما يرونه عليكِ خاصـة إذا غضبتِ ، وعصبيتكِ ، وبكاءكِ ، وتواصلي معهم في مفاهيم التي تجعلهم للطبيبة النفسية ، واستعيني بمن ترينه من أخوتكِ أكثر تفهما أو خالِ أو عــم ، فحتى لو راجعــت مع أحد أعمامكِ أو أخوالكِ ما دام مقتنعا فليس بالضرورة يتوجــب موافقة الكل ممن حولكِ ، وإن أعيتكِ الحيلــة فكوني أكثر منهم حيلــة ، فراجعي أي مركز صحي لمقابلــة طبية عامـة ، وبالذات أن كانت استشارية فيما يعرف بطب الأسرة أو الرعاية الأوليـة فسيكون لديها القدرة ، والإمكانيـة أن تمنح الدواء المناسب الذي سيساعدك على تخفيف شدة الأعراض التي تعانين منها ، وأوضح للطبية حين ترى تحويلك لطبيبة نفسية ما يمنعكِ من ذلك.
· أخـتي الفاضلــة كما أوضحت لكِ الأفكار ، والمفاهيم التي نحملـه عن ذواتنا ، وعن الغير ، والحياة ، والنجاح ، والفشل ، والسعادة ، والشقاء هي تحدث فينا انفعالات مزعجــة ، وتوترات ، ثم نراها تنعكس على سلوكنا ، وتصرفاتنا أو تتجـسّـدُ كأعراض جســدية ، فعلى سبيل المثال شيء جميل أن نحب أحدا ، ونمتلكــه ولا نود فقدانـه ، ولا أحدا يشاركنا فيه ، أيا كان أبا أو أما أو طفلا أو زوجا ، لكن واقعيا حتى لو بقي معنا كما نود نعرف ، وندرك خاصــة بعد أن كبرنا ، ونضجنا أن هناك حقيقة لا ينكرها أحد كالشمس ناصعــة ، وهي الموت ، ولا نعرف من منا سيتوفاه الله قبل الأخر غير أن الابن الذي نود أن لا يفارقنا أو البنت ، ستكبر ، ويوما ستتزوج كما فعل أخيكِ ها كذا هي الحياة ، والواقع ، لكن إذا تجمدنا في نقطتين أم كل شيء أو لا شيء أو بياض ناصع أو سواد كالح ، فنحن من سيخسر ، ومن سيفقد من نحبهم ، وقيسي على هذا كم من الأفكار التي لديكِ وانظري أين تصنفينها مع نفسكِ أو مع الغير ، من حيث المبالغـة أو التطرف فيها أو الحديـة أو يجــب كذا أو لا بد من كذا أو من الضروري حدوث كذا .
· أختي الفاضلـة ربي يحفظكِ ، ويفرج همكِ