21-07-2004, 06:27 PM
|
#1
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 6644
|
تاريخ التسجيل : 07 2004
|
أخر زيارة : 30-06-2018 (05:11 PM)
|
المشاركات :
202 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الإضطهاد العائلي ..
الإضطهاد العائلي ..
خلق الله سبحانه وتعال الإنسان في أحسن تقويم ، وكرمه وعلمه مالم يعلم ، وعرفه بحقوقه وواجباته ، وكذلك في نواة المجتمعات "الأسرة " ، فللوالدين حقوقٌ كفلها قررها الشارع الكريم ، يجب على الأبناء آدائها .
وبالمقابل هناك حقوقٌ وواجبات على كلا الوالدين تجاه أبنئاهما وفلذات أكبادهما ، إلاأن أساس كل مصيبة وهو الجهل ، يجعل من الصعوبة بمكان إحاطة ذلك الأب أو تلك الأم بما عليهم من حقوق ، فيطالبون بحقوقهم من أبنائهم قبل أن يؤدوا هم ما عليهم ، ويَعُقُّوا أبنائهم قبل أن يَعُقُّوهم .
وبالتالي فعند غياب المعرف بتلك الحقوق المترتبة على الوالدين تجاه من يعولون ، لا نتفاجأ البتة ! إذا رأينا ذلك التقصير الصارخ في حقوق الأبناء ؛ أياً كان نوعه ، سواءً في النفقة أو الرعاية أو التربية الجادة أو في توفير الجو العائلي الآمن لذلك الابن وتلك الفتاة .
أعرف أحدهم يعمل في إحدى القطاعات الحكومية الراقية ، وله ثلاثةٌ من الأبناء قد تزوج أكبرهم ورُزق عدداً من الأبناء ، أما الثاني فهو يعمل في نفس القطاع بوساطة من والده رغم عدم إكماله الثانوية ، ويقوم بتسليم جزءٍ كبيرٍ من راتبه لوالده ، وهنا ليس مربط الفرس !
إذ زاد من جشع ذلك الأب الممارس للإضطهاد ؛ أن كلَّف ابنه ذا الستة عشر ربيعاً ؛ بالعمل في الإجازة الصيفية الحالية ؛ وكأنَّه مكتوبٌ على تلك الأسرة العمل ليل نهار جبنباً إلى جنب مع أبيهم ، وكان هذا العمل وللأسف شاقّ جداً ، وعندما طلب منه ذلك الفتى المسكين أن يعطيه مبلغاً رمزياً من المال كي يلتحق بإحدى دورات الحاسب الآلي لم يتفاعل مع ذلك الأب كما ينبغي وتأخر في نفقته لابنه ، حتى توالت الظروف وتكفل أحد أفراد العائلة بذلك المبلغ الرمزي !
صورة الإضطهاد هذه وقفت عندها كثيراً أتأمل حال ذلك الفتى ، وكيف هي مشاعره وبماذا يختلج قلبه من آهات وآلام والسبب من أبيه ، مما جعل للحزن طريقاً إلى قلبي وتعشعش الأسى فيه على ذلك الفتى ، الذي أعرف عنه حسن طاعته لوالده وأهله جميعاً رغم دخوله معترك المراهقة .
جلست معه أكاشفه عن ما بداخله ، وبينت له أني أشعر بمعاناته وآلامه ،وأن عليه الصبر ابتغاء طاعة والده ، وأن الحياة قاسية وتتطلب التضحية ...
فلم يرد بحرف واحد إذ كانت ملامح الأسى وبقايا الإضطهاد العائلي مرسومةً بفرشاة أبيه على وجهه البريء .
أهو الجهل ياترى أم هي غريزة الإضطهاد .... نسعد بتعقيباتكم
|
|
|