أختي الكريمة
من الأمراض الشديدة فهي حالة من الرهبة والخوف النفسي الذي لا علاقة له بالحقيقة والواقع وتأملي كيف أنك لما أردت أن تعبري عن هذه الحالة التي تعيشينها اخترت لفظا قوياً يمس حقيقة هذه المعاناة فقد قلت: (مشكلتي تتمثل بالأمراض الخطيرة) إذن فأنت في قرارة نفسك تدركين أنها مجرد أوهام وأخيلة لا أساس لها ولا أصل لها وإنما هي مجرد خيال تأصل في النفس وحتى سؤالك الذي قلت فيه هل الذي لديك مرض حقاً أم مجرد أوهام؟
هذا السؤال أنت في الحقيقة تعلمين جوابه ! فإنك مدركة تماماً أنها أوهام ولكنك تريدين من يطمئنك ويأخذ بيدك لتدفعي عن نفسك هذه الوساوس وهذه الأفكار المقلقة
1- أصل الذي تعانينه راجع إلى حالة من القلق وطريقتك في التفكير أنتجت هذه المخاوف فعليك بمضادة هذه الأفكار بثلاثة أمور:
أ – قطعها وعدم الاسترسال بها.
ب – الاستعاذة بالله منها وممن يوسوس بها وهو عدو الله إبليس.
ج – التشاغل عنها بذكر الله وبالدعاء، فإذا أحسست بها فاذكري ربك فتندفع بذلك.
3- قولي لنفسك مخاطبة إياها ألست أنا من المؤمنات بقدر الله وأن كل ما يحدث في هذا الكون إنما هو من قضاء الله وقدره فعلى ما الخوف إذن وأنا أتلو قوله تعالى " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ".
4- هذه الأعراض التي تشعرين بها هي أعراض ناتجة عن التأثر النفسي بتوهم الفكرة فدفع ذلك يكون بالعمل: ونعني بالعمل إشغال نفسك بالحق لئلا تشتغل بخلافه، فأمامك الآن نظام يومي تستثمرين به وقتك وتجعلين تنظيم وقتك منطلقا من أوقات الصلوات، فمثلا بعد الفجر تبدئين بالصلاة ثم أذكار الصباح ثم إن شئت أن تنامي قليلاً ثم إن كان لديك وظيفة ذهبت إليها وإن لم يكن لك فلابد من استثمار وقتك فيما يعود عليك بالنفع من التعلم لكتاب الله تعالى ولأحكام دينك بل يدخل في ذلك تعلم المهن اللطيفة المناسبة لأنوثتك كتعلم فن الخياطة وتدبير المنزل وبعد الظهر لك راحة وإجمام للنفس مع أهلك إلى صلاة العصر وبعد العصر هنالك المشاركة في أعمال المنزل ثم حفظ شيء من كتاب الله تعالى أو يكون ذلك بين المغرب والعشاء وبعد العشاء