والله لقد تعبت ووخط الشيب رأسي فساعدوني !
أيها الأحبة ، أيها المختصون : قصتي طويلة ووقتكم غالي ، ولكن تذكروا من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة . فأرجوكم اقرؤوا كل حرف كتبته . وأعينوا أخاكم .
وبعد فإني شاب أبلغ الثلاثين من العمر ، كنت أعيش في راحة بال واطمئنان ، وأعمل في حقل الإدارة ، وأحب عملي . نعم كان هذا حالي في السابق ، أما اليوم فلقد تبدلت الحال ، وذلك منذ أن شعرت بألم يسير في حلقي ، فمن يومها بدأت رحلتي مع المشاكل ، المهم ذهبت إلى ذلك الطيب العام وقال لي : لا أرى هناك شيء ، و لربما يكون التهاباً خفيفاً ، فأعطاني علاجاً يسيراً ، ولكن الألم اليسير ما زال موجوداً ، ذهبت إلى طبيب آخر وقال لا أرى شيئاً ، وأعطاني علاجاً خفيفاً ، ولكن الألم ما زال موجوداً ، ,إن كان يسيراً ، سارت الأيام وهاجس الألم يراودني ! فبدأت أعزف عن الطعم ولا آكل إلا مجاملة لمن حولي ، فقدت جزء من وزني ، استمريت على هذ الحال شهوراً متواصلة ، لحقني فيهم الهم والضيق ، وتعطلت أعمالي ، وصرت اسير الهموم ! . ذهبت إلى طبيب مختص ، وكنت على حال لا يعلمها إلا الله ، فحصني مرتين أو ثلاثاً ، وقال : عندك لحمية في الأنف وهي التي تسبب لك الاتهاب في الحلق . طمأنني على أن المشكلة يسيرة جداً . وأعطاني علاجاً ، وقال : راجعني مرة أهرى راجعته مرة أخرى ، وقال : هل تحس بألم قلت : لا ، قال إذن ذهب الألم ، وأنت بالخيار في إزالة اللحمية . وخرجت من عنده وأنا مطمئن البال . بعدها تبدلت حالي نحو الأحسن . ورجعلت إلى أعمالي الخاصة ، وتحسنت صحي نحو الأحسن . جرت الحال على هذا المنوال شهوراً يسيرة ، ثم انتكست الحلا مرة أخرى ، فذات ليلة لم أنم جيداً كلما أردت أن أنام انتبهت فجأة ، وهذه حال لم أكن مررتها بها من قبل ! فخشيت أن يكون المشكلة في القلب ! فبقت في قلق حتى الصباح ! ذهبت إلى المسجد وأنا بلغت من الوجل مبلغاً لا يعلمه إلا الله ! شعرت بتسارع في ذقات القلب وضيق في التنفس ! ذهبت إلى الإسعاف وكلي خوف وقلق ، كشف الدكتور علي ، وقاس الضغط فقال : إن الضغط مرتفع جداً ، فأخذ التخطيط للقلب، وأعطاني حبة صغيرة حمراء أظن أن اسمها ادربنال ( للقلق والضغط ) فقال : التخطيط سليم ، وفرحت فرحاً شديداً ، فأجلسني قليلاً حتى نزل الضغط وخرجت بحمد الله .
بعد يومين أو ثلاثة انتابني هذا الارتفاع في الضغط ، وأخذت القياس فإذا هو مرتفع . بدأت في التفكير والهواجيس ، والضغط ينتابني بين مرة وأخرى . وفي ذات يوم جئت من العمل ، ظهراً فلما أخلدت للنوم شعرت بخفقان شديد فقمت مذعوراً ! ولم أنم فبدأت أتخوف من نوم الظهر ، ذلك أني كلما خلدت للنوم انتابني هذا الخفقان دون ألم ! فأقوم فزعاً ، فبدأت من ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة لا أنام الظهر إلا لماماً ! أما نوم الليل فلا ينتابني هذا الشعور ! فأنام بحمد الله مستريحاً .
أحبتي المختصين : أطلت عليكم ولكني والله أجد أنساً وأنا أكتب قصتي !
ا أعود إلى القصة : المهم ذات يوم شعرت بارتفاع في الضغط فلقيني صاحبي ،وأخبرته بمشكلتي مع الضغط ، فأخذ يشرح لي أن الأمر بسيط ولا يستدعي هذا القلق ، فصرت أتعطش لكلامه حتى زال عني ما كنت أجده ! ووالله إنه زال من صدري هذا الضيق وانقشع كما تنقشع الغمة عن الشمس !!
قضيت أياماً مرتاح البال ، إلا أني صرت أخاف من الأمراض ، حتى أتأمل كل بقعة في جسدي ، وأذكر ذات يوم أن رأيت في قدمي ـ وأنا في الصلاة ـ أثراً أسوداً على سطح جلد القدم ـ فخشيت أن يكون هذا أثراً من آثار أمراض القلب ، فوجلت وجلاً شديداً حتى كدت أن أقطع الصلاة ! فلما سلم الأمام هربت مذعوراً ! فجلست في السيارة أحك قدمي فاكتشفت أنها قطعة يسيرة من حبر أسود انسكب على قدمي وأنا في البيت!!! أما لآن وأنا منذ لك الوقت أحب أن أقرأ عن الأمراض وأجلس مع المرضى ! لا أدري ما سر ذلك !
أحبتي : الفصل الأخير أنني أصبحت الآن أقلق من كل شيء ! فإذا طرق باب بيتي أحد وخرجت إليه وأنا لم أعرفه وجلت وجلاً شديداً ! حتى يعرف ذلك في وجهي ! لأنه ربما يأتي بخبر مفزع ! وإذا سافر أخي أو أحد من أصحابي واتصلت عليه فلم يرد قلقت قلقاً شديدا ً ! وإذا مرض أحد من أهلي أو أصحابي فزعت فزعاً شديداً ! حتى إن قريباً لي أصيب بجلطة في القلب ! فقلقت على حاله وبدأت أترك الطعام والشراب وفقدت الشهية ! وأتعرق بكثرة ! وضللت على هذه الحال حتى خرج من المستشفى !
اليوم بدأ ينتابني حالة غريبة أحياناً أشعر بدوخة يسيرة أو كأن هواء حاراً يغشاني ، وقبل ذلك تحتمي أطرافي أما يدي أو قدمي ثم تغشاني هذه النوبة ، وأتعرق لأجلها كثيراً ! وهي ليست نوبة شديدة ، حتى إن من حولي لا يشعر بي أبداً ! فإذا جآتني هذه النوبة ضاق صدري ، وصرت أفكر في قلبي هل هو سليم ؟ أم مريض ؟ وفقدت الشهية يومين أو ثلاثة ! وهي تأتيني أحياناً في اليوم مرة أو أقل من ذلك ! ولا يصحب هذه النوبة أي نوع من أنواع الألم ! وقد تأتيني النوبة وأنا منشرح الصدر ، ولكنها تفاجئني فتفسد علي يومي !وهي لا تستمر إلا ثواني يسيرة ! والآن أنا دائم التفكير كثير النوم ! أشعر أن الحياة ليس لها طعم ولا لون !
أحبائي : بعد كل ما تقدم صرت شديد الخوف ! حتى إنني إذا رأيت صورة في الجريدة أو الإنرتنت لدماء تسيل صرت أتصبب عرقاً ! لا أدري ما سره ! وأذكر هذا اليوم أن رأيت في التلفزيون ألعاباً بهلوانية فانتابتني تلك النوبة وتصببت عرقاً !!!
إخوتي المختصين أرجوكم ساعدو أخاكم واكتبوا ما ترونه من حل لمشكلتي تلك . وما تصنيفكم لشخصيتي ؟! والله يحفظك ويرعاكم .
|