24-01-2002, 04:10 AM
|
#1
|
عضو نشط
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 263
|
تاريخ التسجيل : 07 2001
|
أخر زيارة : 24-06-2002 (11:47 PM)
|
المشاركات :
91 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عن الحرية
أتصور، أنه لا بد من أن نتفق على تعريف مبدئي لمعنى الحرية، حتى لا تتداخل حدود الأشياء، وتضطرب الرؤية، ويختلط اللون الأبيض باللون الأسود.
وأول ما أتصوره، هو أن الحرية هي حركة فردية داخل دائرة الجماعة. وهذه الجماعة يمكن أن تكون أسرة، أو قبيلة، أو جمعية، أو مدرسة، أو وطناً.
ومعنى هذا أن الحرية هي خط هندسي ضمن دائرة، وليست أبدا حركة من الفراغ أو في المطلق.
وكما أن البحر محدود بالشواطئ، والريح محدودة بالجبال، والعصافير محدودة بمساحة أجنحتها، فإن الإنسان هو الأخر محدود بمسئوليته.
واستعمال الحرية، كاستعمال المستحضرات والعقاقير الطبية، لا يمكن أن يكون بغير مقاييس ومعايير وضوابط، وإلا كانت الحرية قاتلة.
وللحرية دائماً جانبان متعادلان، جانب يختص بنا، وجانب يختص بالآخرين. وكل محاولة منا لنسيان الجانب الأخر، يفقد الحرية معناها الأساسي، ويجعلها طغياناً.
لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً بغير شك، ولكنهن لم يلدتنا في الغابة، وإنما ولدتنا في إطار بيت، وإسرة، ونظام أجتماعي نشترك في تأسيسه مع الآخرين.
إن الحرية هي محصول حضاري لا يعرفه إلا المتحضرون، فالثعبان لا يعطي الحرية لأنه لا يحسن التصرف بها.. والذئب لا يمكن أن يعطى الحرية لأن تكوينه الأساسي تكوين عدواني.
إننا مع الحرية بدون تردد.. ومع الأحرار إلى آخر الشوط .. شريطة أن يكون لهذه الحرية ضابط أخلاقي، وعقلاني، وثقافي، وقومي، يجعلها في خدمة الإنسان، وفي خدمة المثل العليا..
إنه لا يكفي أبداً أن نكون أحراراً .. وإنما لا بد لنا من أن نستحق حريتنا.
من قراءاتي
نزار قباني – الكتابة عمل انقلابي
|
|
|