20-09-2016, 11:28 PM
|
#1
|
عضو فعال
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 53474
|
تاريخ التسجيل : 04 2016
|
أخر زيارة : 07-11-2016 (11:33 AM)
|
المشاركات :
29 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مع ابن بطوطة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :
فما أحسن المؤاساه بين الأصدقاء وما أحسن الشعور بالمعاناة التي يعايشها الآخرون ومساعدتهم على تجاوزها..
قرأت في كتاب رحلة ابن بطوطة (وللأمانة: فإن هذا رغم كونه كتاب يصف رحلة ابن بطوطة إلّا إنه كتاب محشوٍ بالمخالفات العقدية وتتبع زوايا الصوفية وذكر خزعبلاتهم فعلى القارئ لهذا الكتاب أن يكون على حذر)
أعود لكلامي فقد قرأت في هذا الكتاب قصة حصلت لابن بطوطة -وهي قصة ذات شجون لمن مرَّ بمثل تجربته- يقول ابن بطوطة حاكيًا قصته لمّا وصل تونس وكان برفقة ناس من تونس :
" وصلنا إلى مدينة تونس فبرز أهلها للقاء الشيخ أبي عبد الله الزبيدي ولقاء أبي الطيب ابن القاضي أبي عبد الله النفزاوي-وهذان الشخصان تونسيان-، فأقبل بعضهم على بعض بالسلام والسؤال ولم يسلّم علي أحد، لعدم معرفتي بهم، فوجدت من ذلك النفس ما لم أملك معه سوابق العبرة واشتد بكائي، فشعر بحالي بعض الحجاج فأقبل علي بالسلام والإيناس، وما زال يؤنسني بحديثه حتى دخلت المدينة ونزلت منها بمدرسة الكتبيين. قال ابن جزي: أخبرني شيخي قاضي الجماعة أخطب الخطباء أبو البركات محمد بن محمد ابراهيم السلمي هو ابن الحاج البلفيقي أنه جرى له مثل هذه الحكاية. قال قصدت مدينة بلش من بلاد الأندلس في ليلة عيد، برسم رواية الحديث المسلسل بالعيد عن أبي عبد الله ابن الكماد، وحضرت المصلى مع الناس، فلما فرغت الصلاة والخطبة، أقبل الناس بعضهم على بعض بالسلام، وأنا في ناحية لا يسلم والإيناس، وقال: نظرت إليك، فرأيتك منتبذاً عن الناس، لا يسلم عليك أحد فعرفت أنك غريب فأحببت إيناسك جزاه الله خيراً."
فهذا الرجل شعر بمعاناة ابن بطوطة لأنه مرَّ بتجربه مماثلة جعلته يعطف على ابن بطوطة ويوانس غربته في هذه البلاد..
وكم أناس كثيرون محتاجون أن يفهمهم الناس ويشعروا بمعاناتهم لا أن يقسوا عليهم أو يفهمونهم خطأ..
أنا لي مدة وأنا أبحث ..ولكن عن ماذا؟
أبحث عن شخص يفهم حالتي ويعرفها حتى أتخذه صديقًا لكنني لم أجد!
الرهابي لا يبحث على من يزيده همّا إلى همه بكلامه المحطم أو بنظرات الإشفاق...
صدقوني مللت عبارات لماذا أنت منطوٍ على نفسك؟
ومللت عبارات أخرج مع الناس لا تجلس وحيدا
ومللت عبارات التوبيخ وقولهم أنت ليس لك مستقبلا لأنك لاتعرف أحد ..
أذكر موقفًا لا زلت أعالج تبعاته حتى اليوم ..تعرفت على صديق في الكلية وفي أثناء حديثنا عن الأساتذة قال لي: هل تعرف الأستاذ فلان من أين؟ قلت له: لا.. فرد على بعبارة قاسية معناها (إنني منتهٍ)
لماذا؟ لأنني لا أخالط الناس ولا أعرفهم ..
كثير من هذه العبارات نسمعها من الأهل والأقارب وهي حقيقة تزيد الطين بله ..
وكان بمقدروهم لو عرفوا بمعاناة الرهابي أن يغيروا لهجتهم تجاهه...
كلامي ليس تذمرًا من واقع الناس تجاهي أو كلامهم في ..فأنا ومنذ ذلك الحين لم أعد اهتم بكلامهم حتى ولو وصل السماء صراخهم...ولكن الهدف من لملمة هذه الحروف هو البحث عن من يفهم المعاناة
فأنا أبحث عن صديق رهابي يعرف كلٌ منا شعور الأخر ونتشارك في الأفكار والهموم
ولقد صدقت الخنساء حيث قالت : ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
|
|
|