نفساني - عرض مشاركة واحدة - نحن لسنا مرضى عضوياً او عقلياً نحن مشوهون فكريا

21-10-2016, 08:25 AM

نحن لسنا مرضى عضوياً او عقلياً نحن مشوهون فكريا

نحن لسنا مرضى عضوياً او عقلياً نحن مشوهون "فكريا"

السلام عليكم ورحمة الله

انا تقريباً مصاب بما يسمى "الهلع والوسواس" منذ فترة قد تصل الى سنة تقريباً او تزيد قليلاً. مررت بجميع ما تذكرونه بالمنتدى من تعرق وتسارع نبضات القلب وارتفاع للضغط وصداع وزغللة العيون وسم ما شئت من عوارض القلق التي تزيد عن 100 عرض.

وقرأت كثيراً في هذا الجانب, من كتب ومن محاضرات للعرب والغرب حتى اوشك ان اكون ربما مدرباً غير متخصص. وأستطيع ان اؤكد لكم ان ما يمر بنا من هذا الوقت الصعب هو ليس مرضاً نهائياً. فنحن لسنا مرضى بمرض عضوي, بمعنى ان ما يسبب هذه الحالة لنا ليس مشكلة في القلب او الكلية او الكبد. وفي نفس الاتجاه, نحن لسنا مرضى "عقلياً" أو "نفسياً" كما هو مشهور او كما يحب ان يصفنا البعض. لأن "عقولنا" صحية وتعمل بشكل جيد وربما تكون ابداعية اكثر من غيرنا.

طالما نحن لسنا مرضى اذاً أين الخلل؟

الخلل يا عزيزي في ادراكنا وفهمنا للأفكار داخل عقولنا. نحن نستقبلها بشكل خاطيء بسبب تجاربنا السلبية التي جعلت عقولنا تستقبل اي فكرة بشكل خاطيء.

ركز في الجملة السابقة جيداً فهي لب القصيد, وهي المفتاح لفهم حالتك بشكل جيد. وثق ان هذه الجملة باذن الله هي مفتاح خروجك من هذه الحالة. الحل بسيط جداً: عقولنا سليمة ولكن حدث لها "تشوه" فكري.

شخصك القديم ( ما قبل الحالة) كان يشعر بألم في الصدر, ولكن كنت لا تعير لهذا الألم اهتماماً نهائياً ولا يأخذ من وقتك سوى عشر ثواني. لماذا؟ لأن عقلك استقبل فكرة ألم الصدر على انه ألم عابر.

أيضاً "شخصك القديم" كان يقرأ اخباراً عن وفاة شخص ما ولا تقف عنده كثيراً ولا يؤثر فيك نهائياً. لماذا؟ لأن عقلك استقبل الخبر كأي خبر اخر.

بالمقابل

شخصك الجديد ( انت الان ) اذا شعر بألم في منطقة الصدر مباشرة يقفز الى أسوأ الاحتمالات, فهو يعتبر هذا الالم ربما التهاباً خطير, او سرطاناً ينتشر في الصدر وما الى ذلك من هذه الأفكار المزعجة. لماذا؟ لأن عقلك استقبل الفكرة كخطر سيداهمك!

شخصك الجديد أيضاً اذا قرأ خبر وفاة مباشرة يرتبك ويخاف. لماذا؟ لأن عقلك استقبلها كفكرة خطرة.

لاحظت الفرق بين شخصك القديم والجديد؟

انت نفس الشخص لم يتغير، المتغير الوحيد هو طريقة استقبالك لما هو حولك وتفريقك بين الخطر والغير خطر.

هناك دراسة تمت لتختبر الحس الادراكي للانسان، تم اختيار مجموعتين من الاشخاص وتم ابلاغهم انهم سيتعرضون لسائل كيميائي مبخر، وهذا السائل ما هو الا بخار ماء عادي ولكن تم ابلاغ المجموعة الاولى ان هذا البخار ينشط خلايا السعادة بالدماغ. والمجموعة الثانية تم ابلاغهم ان هذا البخار ينشط خلايا القلق. عندما تعرضت المجموعتين للبخار، مجموعة بخار السعادة شعرت بسعادة بالغة واخذوا يبتسمون لبعضهم البعض والفرح يغمر وجوههم. اما مجموعة القلق فشعروا بقلق شديد اثناء خروج البخار وتعرقوا بشكل كبير وظهرت على وجوههم ملامح الخوف والقلق.

المادة هي واحدة لكلا المجموعتين " بخار الماء" ولكن المتغير هو طريقة استقبال الفكرة في الدماغ.

في حالتنا الامر مشابه. نحن نستقبل ما نراه وما نشعر به اما بشكل سلبي او بشكل ايجابي. استقبالك للافكار بشكل سلبي متكرر سيجعلك في دائرة القلق التي لا نهاية لها.

لذلك الطريقة الافضل هو برمجة جديدة للدماغ تجعله يستقبل الافكار بشكل ايجابي وهي الخطوة الاولى لهزيمة القلق،،

اراكم باذن الله في موضوع اخر،،

ساءل الراحة معجب بهذا

المصدر: نفساني