13-12-2016, 09:13 AM
|
#3
|
عـضو أسـاسـي
مـتـفـائـل
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 52674
|
تاريخ التسجيل : 01 2016
|
أخر زيارة : 13-06-2021 (08:19 PM)
|
المشاركات :
1,242 [
+
] |
التقييم : 14
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Blue
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز من الصعب تغيير فكر إنسان مكتئب أو مريض بالوسواس القهري من خلال خمسة أو ستة أسطر على الإنترنت .. لذلك تجد حتى الأطباء والمعالجين السلوكيين والرقاة والمشايخ يفشلون كثير من هالناحية لما يقدمون كلمات النصح والتوجيه الشفهي .. ما بالك بعدة أسطر مكتوبة
أنا مؤمن بأن الإكتئاب وكذلك الوسواس وكذلك الرهاب يتعلق بالأفكار .. وتغيير الفكر أخي العزيز لا يأتي بين يوم وليلة حتى وإن كانت أفكار عادية لأشخاص طبيعيين وليس لأفكار رهيبة لأشخاص يعانون بسبب أفكارهم ولا يعلمون مالذي يمر بهم
الإسلام نزل بالتدريج وأحكامه توالت على مدار سنوات طويلة .. فلم يؤمر الصحابة بالصلاة والصوم والحج والعمرة والإمتناع عن الخمر والميسر والرهانات في و قت واحد ... بل توالت عليهم الأوامر والنواهي على مدى سنوات طويلة حتى تغلل الإسلام إلى داخل قلوبهم وثبتوا عليه .. لأن الإسلام بدأ غريباً وكذلك المكتئب وصاحب الوسواس كل ما تقوله الآن غريب عليه والأغلبية متشرب لأفكار كثيرة من الصعب أن تجعله يؤمن بأنها غير صحيحة .. ولو علم أنها غير صحيحة لوجد صعوبة كبيرة في التخلص منها
إطلعت على حالات كثيرة ومررت بتجربة شخصية مع الوسواس والإكتئاب .. كثير ممن يعاني تجده أساساً شخصية تميل للإنطواء أو تجده بشخصية ذكية متشككة ومتسائلة وعند بعض المواقف والصدمات والظروف السيئة ينحدر شيئاً فشيئاً في عالم الإكتئاب والحزن وهذا أمر طبيعي أن يضعف الإنسان أمام الضغوط وكل البشر يمرون في مثل هذا الحال ولكن الغير طبيعي هو إستمرارية هذا الوضع والنزول إلى الحضيض يوما بعد يوم ويتشرب العقل الكثير من الأفكار السلبية والتي تسد أمامهكل الأفق وتنسيه كيف أن يستمتع بكل شيء جميل ... لأن عقله دائما يقوده إلى التفكير بكل شيء بطريقة سلبية .. حتى حب الأخ و الصديق أو حنانه ينظر له بأنه إستضعاف له أو شماته أو تشفي الخ ... فتصبح أفكاره جاذبة لكل شيء سلبي .. وكأنه عمى بالألوان .. يرى الأشياء بطريقة مختلفة
البعض الآخر مصاب وهم الغالبية مصابون بمشكلة في الجهاز الهضمي .. ويعانون من مشكلة في إمتصاص بعض الفيتامينات والمعادن لسبب أو لآخر ... لذلك كثيرا مانرى بتعليق مشاكل الإكتئاب على خلل في توازن الفيتامينات ولجوء الكثيرين للفحوصات .. والغالب يفحصون فيتامين ب 12 أو فيتامين دال الذي يتعلق بأشعة الشمس في نفس الوقت الذي نرى فيه أن المكتئبين أساساً أعداء للضوء والخروج مثل بقية البشر .. أما أكبر مشكلة فهو الإصابة بتهيّج القولون دون أن يعرف الإنسان ذلك ويريد أن يعيش بشكل طبيعي ويأكل ما يشاء .. ولذلك تحدث الكثير من نوبات الهلع والوساوس وكذلك الإكتئاب بسبب تهيج القولون .. وكثيرين هم أولئك الذين إطلعت على أحوالهم وكانوا يظنون أنهم مسحورين أو أصابتهم عين وعاشوا في وساوس وكآبة وفي النهاية تبين أن كل معاناتهم كانت بسبب تهيّج القولون وأصبحوا بخير بعد أن قيّدوا أنفسهم من الناحية الغذائية
وللأسف كثير ممن يعانون تكون مشكلتهم في القولون ... في حين أنهم لسنوات طويلة يتعلقون بخرافات كثيرة سواءاً عند الطب النفسي أو عند بعض الرقاة الجهله للأسف ... فيذهب لراقي وآخر ويخبرونه بأنه سليم ولكنه يستمر في البحث إلى أن يجد راقي حديث سن يطمأنه بأن لديه مس أو سحر أو عين ويعيش لسنوات وتفكيره يحوم حول شيء غير موجود البتّه ... وكذلك الطب النفسي والسيروتينين والمخ والموصلات العصبية ووو الخ والذي نعلم جميعا وكما كنت أقول منذ بداياتي في المنتدى أن الطبي النفسي غير علمي وغير دقيق وليس به شفاء دوائي .. ولا يوجد دكتور يصف الوصفة ويأمر باستخدامها لمدة معينة و يحدد النتائج بالشفاء التام بإذن الله كما في مسألة المضادات الحيوية البكتيرية او الفيروسية .. بل هي مجرد مهدئات وتلاعب في كيمياء المخ لها آثار سلبية .. ولكن البعض يلجأ لها كأفضل المتاح وأقدر وجهة نظرة رغم أني لا أؤيدها البتّه
وللعلم فإن السيروتينين أو هرمون السعادة والذي يعلق عليه الطب النفسي مسألة الإكتئاب 90% منه أساساً في الأمعاء وليس في الدماغ .. وأن أي خلل لأي إنسان طبيعي في عملية الأكل أوالهضم أو الإخراج تتسبب في آثار نفسية وجسدية .. والعكس صحيح بأن الخوف والكثير من المشاعر ممكن أن تؤثر على الجهاز الهضمي .. والعلاقة مطّردة بينهما .. لذلك الخوف من الممكن أن يحدث عملية تبول لا إرادي وكذلك الصدمات ممكن أن تجعل الإنسان يتقيأ .. والقلق من الممكن أن يتسبب بإحتباس البول وو الخ .. وكلما راقبت ما تأكل وجهازك الهضمي كل ما كنت أفضل من الناحية النفسية والعكس صحيح
فأولى الخطوات من تجربة شخصية هي السيطرة على ما نأكل وهي أولى الخطوات لأنها أسهل ما يمكننا البدأ به والسيطرة عليه .. ومن ثم نبدأ في عملية معالجة الأفكار ومخالطة الناس وممارسة الرياضة والهوايات والإنشغال وتجنب كل شيء من الممكن أن يؤثر علينا بالسلب ويحيي فينا التفكير السلبي
ما ذكرته صعب صعب صعب جدا على غالبية البشر وما زلت عند رأيي السابق وهو أن المكتئب يحتاج من يمسك بيده ويخرجه إلى العالم ويعلمه كيفية التفكير في هذه الحياة من جديد لأنه كالطفل الخائف الحزين .. وكذلك مريض الوسواس .. وحتى إن أقنعتهم يحتاجون منك التواجد لفترة ليست بالقصيرة حتى يتقووّا ويفهموا كيف يتعاملون مع الحياة ومع أفكارهم وأن يكونوا حذرين من أن لا يسترسلوا بأي فكرة سلبية أو حزينة وأن لا ينطووا على أحزانهم ... لابد من المساندة ومتى ما توفرت في إنسان يفهم المريض ويؤنسه ويأخذ بيده إلى العالم الخارجي وينتزع منه كل السلبية ويصبر عليه فبالتأكيد سيتخلص من الإكتئاب .. والبعض قادر على الخروج من هذه القوقعة لوحده .. هو إنسان جبّار ورحمة من الله وفضل إن إستطاع الخروج لوحده ولكن الأغلبية يحتاجون المساندة .. لذلك فجلسات العلاج الجماعي هي من أهم طرق التخلص من الإكتئاب " فقط " حينما تكون المحاور تدور في بدايتها لنفض الألم ومن ثم التحدث والختام بإيجابية .. لا أن تجور أحاديث المكتئبين دائما حول أحزانهم وأن يعشعش اليأس وسط عقولهم ... لذلك الجلسات الجماعية أعتقد بأنها مؤثرة حينما يديرها شخص فطن ومتفهم وإيجابي
هذا ما أحببت طرحه عن الأمراض النفسية من قرائتي وتحليلي ومن تجربتي الشخصية والحالات التي مرت علي وعايشتها على أرض الواقع وفي العالم الإفتراضي ... الإكتئاب سهل جداً .. صعب جداً .. لأنه بإختصار يتعلق بالأفكار .. ونعلم بأن فكرة بسيطة تتطور لتجعل الإنسان يطير على ظهر الحديد ويقطع الأرض من مشرقها إلى مغربها في عدة ساعات .. وفكرة بسيطة سلبية هزمت فيها جيوش .. فإسكندر الأكبر حينما قابل جيش الفرس ألقى إشاعة فسقطت فارس بيده وهرب كسرى وتفكك جيشه وامبراطوريته وملكه بين ليلة وضحاها حتى قتل وحيداً لا يعرف من قاتله
الأفكار تبني أشياء عظيمة ... وتهدم وتحطم أيضاً عقولاً عظيمة وأناس كان من الممكن أن يكونوا ذوو شأن عظيم
لم تنتهي الحياة.. فالجميع بإمكانهم المحاولة كل يوم ولا يأس مع الأمل .. فعقولكم سيمة .. أنتم أذكياء .. طيّبون .. ذوو مشاعر جيّاشة .. كما أغلب البشر والمسألة غالباً مسألة تراكمات بين ظروف وأفكار وإهمال للذات وكل ذلك بالإمكان إصلاحه إن شاء الله
والسلام عليكم
..
|
|
|