···^v¯`×) (رابطي في الثغور ) (ׯ`v^···
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدخل الشيطان الشر على النفس من أربعة أبواب ، إذا حفظ العبد نفسه من تلك الأبواب
واستوثق منها ومن ولوجها سلم من الشر كله ...
فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب ، ويلازم الرباط على ثغورها ، فمنها يدخل عليه العدو فيجوس
خلال الديار ويتّبر ما علا تتبيرا ...
وهذه الأبواب الأربعة هي :
1/اللحظات(النظرات)
وهي رائد الشهوة ورسولها ، وحفظها أصل حفظ الفرج ، فمن أطلق بصره أورد نفسه موارد الهلكات ، ولهذا قال
صلى الله عليه وسلم : ( لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى )
والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فالنظرة تولد الخطرة ، والخطرة تولد الفكرة ، ثم تولد الفكرة الشهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فإذا غض العبد بصره كف نفسه عما بعد ذلك وهو أيسر ، وفي هذا قيل : الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده .
وقيل : حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات .
ولذلك قيل :
كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
ـــــــــــــــ
2/الخطرات:
وهذه أصعب من الأولى ، فإنها مبدأ الخير والشر ، ومنها تتولد الهمم والعزائم ، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه ، وقهر هواه ، ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب . ومن استهان بالخطرات قادته قهراً إلى الهلكات .
واعلم أن ورود الخاطر لا يضر ، وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته ، فالخاطر كالمار على الطريق فإن تركته مرّ وانصرف عنك ، وإن استدعيته سحرك بحديثه .
ـــــــــــــــ
3/اللفظات:
وحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ، بأن لا يتكلم إلا فيما يرجوا فيه الربح والزيادة في دينه ، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر : هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ،وحفظ اللفظات باب عظيم للخير ، كما أن تضييعها باب عظيم للشر ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم )
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )
ــــــــــــ
4/الخطوات
وحفظها بأن لا ينقل قدمه إلا فيما يرجوا ثوابه ، فإن لم يكن في خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خير له ، ويمكنه أن يستخرج من كل مباح يخطو إليه قربة ينويها لله تعالى فتقع خطاه قربة .،،
وهذه الثغور الأربعة إذا رابط فيها العبد وقاوم إبليس سلم ، فإن الشيطان يجهد في التسلل من خلالها في ساعات غفلة العبد عنها ، فيدخل إلى النفس بصورة محرمة أو لفظة محرمة أو خاطر شيطاني يشغل الفكر وينسيه واجباته وربما جر الخطوات إلى المنكر جرا وتلك هي الطامة ، وما ذكرناه امتثالاً للأمر الرباني في قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
وقد ذكره في تفسير هذه الآية غير واحد من السلف الصالح رحمهم الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــ
منكتاب(سسنفسك)
اقتبسته
نبض الإخاء
|