08-02-2017, 11:58 AM
|
#14
|
مراقب إداري
نحن بجانبك
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 52800
|
تاريخ التسجيل : 02 2016
|
أخر زيارة : 14-09-2022 (02:53 AM)
|
المشاركات :
2,608 [
+
] |
التقييم : 14
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
كثيرا ما يتعرض الإنسان في هذه الحياة إلى محن وبلايا
يود حينها أن روحه قد أسلمت إلى باريها ،
وأن أجله قد انتهى ولم يلاقي ما لاقى من شدائد وكُرَب ،
ولكنَّ المؤمن الحق بقضاء الله وقدره يصبر ، ويتعزى بوعد الله إن الله مع الصابرين .
وبتدبر القرآن الكريم الذي أنزله الله هدى ورحمة وشفاء للمؤمنين
ينجلي الكرب وينكشف الهم والغم ، ويتبدل حزنه فرحا ، وبليته عطية .
وهذه إطلالة على آية من آيات الذكر الحكيم
من تدبرها وقرأ ما قاله السلف في تفسيرها اطمأنت نفسه ،
وانشرح صدره ، وعلم أن هذه هي سنة الله في خلقه ، " لقد خلقنا الإنسان في كبد " .
يقول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " سورة البلد ( 4 ) .
أي : لقد خلقنا ابن آدم في شدة ونصب وعناء من مكابدة الدنيا وأهوال الأخرى .
يقول الحسن تعالى : يكابد الشكر على السَّرَّاء ،
والصبر على الضَّرَّاء ، لأنه لا يخلو من أحدهما ، ويكابد مصائب الدنيا ، وشدائد الآخرة .
وقال يمان: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم، وهو مع ذلك أضعف الخلق .
قال القرطبي : قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته ،
ثم إذا قُمِط قماطا ، وشد رباطا ( 1 ) ، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ،
ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ،
ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته
، والاستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ،
ثم يكابد شغل الاولاد والخدم والاجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم ،
وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس ،
ووجع الاضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الاذن .
ويكابد محنا في المال والنفس ،
مثل الضرب والحبس ، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة .
ثم الموت بعد ذلك كله ،
ثم مسألة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ، ثم البعث والعرض على الله ،
إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار ،
قال الله تعالى : " لقد خلقنا الانسان في كبد .
حقيقه ضعها امام عينيك فلا يغرك بطيب العيش انسان من سره زمن سائته أزمان
|
|
|