نفساني - عرض مشاركة واحدة

16-02-2017, 08:43 PM

أيها الصَّبر العَصيّ
تجمَّل
لا تحُمْ حول الحِمى
وطريحَ هَواَهُ
لا تكسر له جِنْحاً
بعد أن ذاق
طعم السَّما
و اشْدُدْ أزر
قَلْبِهِ
لا تتركه
قحط الفؤاد
جفو الفما
رفقا به
كي يدرك هَواهُ
من الهوى
فطْما
رفقا به
قد أدمن
السُّقْما
تجمل أيها الصبر
لا ترتكب بهجره إثما
تجمل
و لا تحن هامته
فترتدي وصْما
تجمل
لا تثقل ظهر
حِمْلِهِ
فينكسر
قَصْما
تلطف بقلب
في بحر حزنه
لا يتقن عوما
و وُجْنَةُ صمته
لا ترتضي اللطما
طَيِّعَ الدمعِ
شيمته شِعْرٌ
عليه نهى كُلُّ هوىً
لم يرتكب
حِلْما
نعم هو حزين
و حزنه بلسم
لكن مثله
لم يذق بعْدُ
للوصل لونا
و لا طعما
يسائله الدمع
عن سر لا يبوح به
و لم يُحط
به جهلا و لا
علما
قتيلَ هواه
و قتيل حرفٍ
بَوْحُهُ
لا يعرف اللؤما
و لولا الحرف
لم يعرف الحزن
لقلبه مسلك
و لا أبكى الهوى
له قلب و لا أدمى
و لولا الحرف
ما نادم
نجوم الليل
و لا عشق
الطل و الرسما
إذا الليل أضناه
بسط يد الحرف
كي تشدو بسقمه
و تبتغي السِّلْما
فلا تنكروه إن باح
بذنبه
فقد يعلو بالذنب
من ساكن
الندما
و التمسوا له
ألف عذر
في سقطة
قد تسمو به
بعد أن أ ورقت
إثما
فهو قلب
لا توسط عنده
فإما حزن يسكن
و جه الأرض
أو فرح
يعلو كل السما
فعلموه التوسط رحمة
لعله يعلم بعدها
أن لا بسمة
تدوم و لا هما
و لعله يعلم
أن في الجسم مضغة
قد تعلو و تهوي به
فما نفع من مدح
و ما نفع من ذما
و أن للقلب ومضة
تضيئ جوفه
بعد أن عتما
و أن الروح قد تَشُبُّ
بعد أن شاب
الحزن فيها
و الهَمُّ قد هَرِما
و لعلها تبصر
و لو بعد حين
سماءا من النور
بعد هذا السواد
و هذا العمى

أمل الروح معجب بهذا

المصدر: نفساني