19-09-2004, 10:22 PM
|
#1
|
عضو
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 7026
|
تاريخ التسجيل : 09 2004
|
أخر زيارة : 23-01-2020 (12:38 PM)
|
المشاركات :
14 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
من مخلصني ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا أنا مؤمن أن هذه الحياة كلها عبارة عن مغامرة نتجاوز فيها الأخطار الملازمة لنا في كل حين، وأن الإنسان يرتفع قدره كلما كان لديه الشجاعة اللازمة لاجتياز الحاجز التالي، وينقص قدره كلما جبن عن فعل ما يتوجب عليه فعله؛ ولكن هناك بعض المشاكل المزمنة اللتي يصعب حلها ما بين ليلة وضحاها، ويأتي الحل من رب العالمين، لا أدري كيف ولكنني آسف أننا لم نستطع أن نتعايش بسلام في ظروفها، ولم يقعد أحدنا مقعد الجد تجاه ظروف الآخر. ودائما تكون الحلول الربانية منصفة جدا، ولكنها أحيانا تستدعي الحزن.
مثال على ذلك/ أب قاسي لايتنبه إلى حاجة ابنه ولا يلبيها ولو معنويا ثم -->
ينعم الله على هذا الإبن بوظيفة مرموقة تجعله يمقت السنين اللتي قضاها مع والده ثم -->النتيجة/ تجنب الإبن زيارة أهله كثيرا وهو أمر محزن.
لا أريد أن أن أطيل المقدمة ولكنها على الأقل تعطيك فكرة سطحية (أيها المستشار) عن شكل حياتي.
سوف أسرد لك ما هي مشكلتي الحالية بالتحديد مختصرا منها كل ما له علاقة بالماضي. فأقول:
منذ أن انتهيت من الدراسة الجامعية منذ ما يقرب من سنتين من الجامعة اللتي تبعد عن مدينتي الصغيرة الواقعة في وسط السعودية قرابة 600 كيلومتر وبعدها بما يقرب من مدة ستة أشهر حتى حصلت على وظيفتي هذه، عشت أظنك أيام حياتي وأضيقها خناقا على نفسي!
مكثت هذه المدة وأنا لاأملك سيارة لأني بعت الأولى بثمن بخس بعدما ضقت ذرعا بها ومن مشاكلها اللتي لا تنتهي حتى أتت على كل ما بقي في من أعصاب وما لدي من مال وما عندي من راحة بال وقضت على ماكان عندي من ثقة في أحد من أهلي لأن يمد لي يد المساعدة، حتى دراستي ما كانت لتسلم منها من قبل.
مكثتها في مدينتي اللتي لم أحبها كثيرا لما كانت تسببه لي من الحزن بسبب قلة الأخلاق فيها وقلة الخلان والأصدقاء بها.
عندي قضية ولا يكاد أحد من البيت يرعيني إهتماما؛ فأنا بلا وظيفة ولا سيارة ولا مال، فماذا أفعل عندكم وأنتم لاهم لكم إلا هندسة شكلي الخارجي بسبب أنكم ملتزمين (مطاوعة) وأنا لأ.
المهم أنني حصلت على وظيفتي في نفس منطقة الجامعة اللتي تخرجت منها ووضعت لي أهداف أمام عيني وجعلت لها الدرجة القصوى ومضيت في تحقيقها جميعا بالتوازي:
- الحصول على شقة أضع فيها ما كنت أحلم به، تلفزيون وطبق فضائي وفيديو
- الحصول على سيارة جديدة
- إنقاص وزني الذي أصبح يحرجني في السنوات الأخيرة
- رد الإعتبار لنفسي أمام أصدقائي الذين كنت دائما أراهم أيسر مني حالا، وكثيرا ماكانوا يلقون علي بالمزحات الثقيلة فلا أجد نفسي إلا مبتسما لهم بسبب الهم الذي كان يؤرقني ويحول عن دفاعي عن نفسي.
- رد الإعتبار لنفسي أمام جدتي اللتي دائما ما كانت تشمت بي أمام باقي عيالها المطاوعة (حتى البزارين) بأني أفوت الصلاة ولا أتصف بمظاهرهم بأني أصبحت أيسر منهم.
المهم أن وظيفتي عقد سنة واحدة قابل للتجديد وليست دائمة مما يجعلني أنتفض عليها خوفا من فقدانها والرجوع إلى حالة البؤس،،،
حدث مالم يكن في حسباني!!!!!!!
وجدت وظيفتي هذه متطلبة أكثر من مما أحمله من أعصاب، وتضيف هما زائدا على ما أحمله من هم إنجاز هذه الأهداف؛ فضغط العمل كبير جدا، والرئيس يولول ويعلل بأن أبسط شيء عنده إنهاء عقد من لا تعظه المواعظ بالعمل المثابر ولا تزجره الزواجر عن التأخر في الحضور، ويطالب بالعمل خارج الدوام بدون مقابل.
كل هذا الهموم والمشاغل أضافت إلى نفسي ضغطا هائلا تصدعت له جنبات نفسي الغائلة. فأصبحت بعقل شارد وهموم تثقل كاهلي وتفسد عقلي تمضي معي أنى ذهبت.
أصبحت كالهائم لا أدري ما هو الصحيح وما هو الأولى، أفعل الأفعال ولا أحس بها، أكلم الناس ولا أستوعب كلامهم، أقوم بفعل أشياءً عادية وأرى أنها حالة قصوى وأنا أضيع أشياء مصيرية. أقرب أناسا وأبعد أناسا، أخاصم ولا أصالح، أهدم علاقات ولا أبني أخرى، حتى صرت وحيدا وضعيفا إذا أردت القيام بعمل ولو يسيراً تعبأت له أياما، ثم أنجزته إنجازا هزيلا أو قد لا أنجزه.
أصبحت تختلط لدي الأولويات؛ فأرى التافه مهما، وأرى المهم تافها. كل يوم لي رأي في نفسي وفي مصيري. كل يوم لي رأي في من حولي.
أسكن في شقتي وحيدا أوسوس وأشكك في قول هذا وفعل ذاك. بدأت ثقتي في نفسي تتزعزع، وبدأت تظهر في حالات لم أكن أعرفها ، وبعضها قد عرفتها ولكنني تجاوزتها من سنين. بدأ ما يسمونه الرهاب الاجتماعي يتغلغل في داخلي، وأنا الذي كنت صاحب الجرأة والابتسامة العريضة.
قمت بإلقاء محاضرة أمام رئيسي وبعض زملائي وارتبكت كثيرا لدرجة أنني ابتدأت المحاضرة بصعوبة. عرفت بعدها أنني بدأت أفقد ثقتي بنفسي، وأنه يتوجب علي فعل جل ما أستطيع لكي أستعيد ثقتي بنفسي. حافظت على ما تبقى لي من صداقات وأزحت عن كاهلي بعض الهموم، ولكنني لما أتعافى بعد وأخاف أن أتعرض لموقف ينسف ما صنعت.
في هذه الأيام أتلقى تدريبا في عملي لمدة أسبوعين، المدرب يطلب أحيانا من أحدنا أن يقوم بإعادة ماتم شرحه ويتوجه له المتدربون بالأسئلة والاستفسارات ثم يجيب هو عليهم. أنا الآن متوتر ومحرج لأن أتعرض لهذا الموقف. وأريد حلا عاجلا حتى لا أقع في خطأ يتنكس فيه حالي عن وضعه الآن.
أفيدوني رحمكم الله
|
|
|