|
أعاني كثيرا و دموعي غزيرة
الآن انا جالسة بمكتبي ، أتمسك بالحياة بكل قوتي لأني لا أريد أن يحصل اي شيء سيء و لا اريد ان يتأذى اي شخص بسببي ، لقد خبرت الاكتئاب منذ صغري عندما كنت في سن العاشرة حيث كنت يوما لوحدي بالمنزل و جاء قريبنا فأخذ يتحرش بي و انا لم أفهم شيئا ، فأذكر كيف أنني شعرت عندما ذهب بهلع شديد فانكمشت في زاوية البيت ثم بدأت نوبة الاكتئاب ، حيث يختلف لون الحياة فيصبح أسودا و يمر الوقت ثقيلا بطيئا ، كل شيء يدفع للحزن ، لا أعود أرى شيئا يدعو للفرح ، حتى الروائح تختلف ، حزن رهيب ، و كأن الدماغ يغلف بطبقة سميكة فلا يعود يفكر في شيء غير الحزن و المرض و الموت و القبح و الشر و كل ماهو سيء ، لا رغبة في الحياة ، تشاؤم شديد و تذمر و تساؤل: لماذا خلق الله هذا المرض؟ و لماذا أكون أنا من بين المصابين به؟ أصاب به لأتفه الأسباب ، المرة الثانية التي أصبت به كانت بسبب رؤية لقطة عنف في التلفاز !حيث لم تفارقني الحالة إلا بعدما رحلنا الى بيت جديد ، و في المرة الثالثة أصبت به بسبب تأنيب الضمير لممارسة بعض الذنوب حيث رأيت رؤيا بشعة فدخلت في نوبة اكتئاب شديدة لم أخرج منها إلا بعد حوالي أسبوعين بفضل دعم الأهل و بعض الأدوية و إرادتي و مقاومتي و إيماني بالله ، ثم عشت أجمل السنوات ، تخرجت من الجامعة و أقمت علاقات عدة و توظفت في وظيفة محترمة ، و كنت سعيدة جدا ، لولا أنني دخلت لبعض المواقع فأصبت بشكوك في ديني و في الله و دخلت مجددا في نوبة اكتئاب شديد منذ حوالي شهر و أنا أصارع و أصارع ، و أصبحت أخاف من الصلاة و من قراءة القرآن و من كل ما هو ديني و أشعر اني كافرة و أشعر ان الله لن يتقبل مني دعائي و انني وحيدة في هذا الكون و أصبحت أخاف من كل المظاهر التي تدل على الله كالسماء و النجوم و البحار و الرياح و غيرها .......انا أتناول دواء باروكسيتين و لا أعلم ان كان نافع ، أحيانا أحس أن الاكتئاب خف خاصة في المساء و أحيانا أحس أنه اشتد الى آخره كما هو الآن ، ضيق شديد و بكاء و كأن الدنيا انطبقت علي ، و ثقل في رأسي ، خائفة ، خائفة جدا ، فالوضع لا يحتمل ، هل من أحد في هذا المنتدى يشعر بما أشعر به ؟؟؟؟ أريد أصدقاء مثلي نتقاسم آلامنا و نضع اليد باليد لنخرج من هذا الوضع اللعين ... يارب العالمين أنت العالم بحالنا ، اشفنا و الطف بنا...
|