الموضوع
:
كنت عاريا وتراب وطني لحفني...!
عرض مشاركة واحدة
03-10-2004, 09:08 AM
#
5
مريام
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
5552
تاريخ التسجيل :
01 2004
أخر زيارة :
16-12-2015 (07:08 AM)
المشاركات :
3,376 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .
صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا توأمــي .
… يا توأمي ما هجرت المرايا .. ما زلتِ ترفلين في الحنايا .. وطني عزيز عليَّ ، ونجد قلبكِ .. من شمسها أغزل لكِ مرايا .. فقفي ، وابتسمي لتري أجمل مخلوقة في الأكوان من أنس أو صبايا من الجان .
… والآن ………. ها أنا بذاكرتي طفلا في قريتي كالأطفال .. لا أفقه إلا اللعب بالتراب .. وانتظار عودة الأغنام عند غروب مسائي .. تارة أرتشف من حليبها قبل منامي ، وتارة لا يكفي حليبها " صخالها " .. لم أعي نبض خلف أضلعي .. لم أفهم أحاسيسا كانت تلتف داخل الحنايا .. كانت تراودني .. تتزاحم مع حبيبات التراب حين تتناثر في يدايا ..
أرضي تـمـدُّ ذراعيها لي .. ، وقبل أن أنام تهدهدني .. أفيق على أصابعها تلامس شفتي .. فانتصب على فراشي لأرها مهرة ثائرة .. تنحني تُقبّلني .. تبتسم .. أقف فلا أجدها .. وفي الطرقات .. وعيون الكبار أبصرها .. لتحكي مسيرة دماء الخيول ، ودموع المطايا .. في عيون نجدي أبصر الألوان .. كعيون توأمي خضراوان كلون علمي .. كسعف نخلي .. كشرشف تلتف به جدتي في مصلاها .
… أعتدت ، وتلك نجد .. على لهيب قيظها .. ولولاه ما كان للقطر عذوبته ، ولرطوبة الوحل شهوته .. يسقيني .. فترتوي مساربي ، ومــذُ ، وعيت .. عشقا طاغيا يحاصر أوردتي .. يلف حول قلبي الشوق .. وحرارة شمسي رفت شقوق مخاوفي ، وتوجسي .. تجاوزت صبايا ، ويافعا أدركت كيف تحررت أرضي ..؟!.. كيف توحد وطني .. جزيرة .. مملكة .. بحد السيف ، وعدل الحق .. تطرز ثوبا واحداً حوى جنوبي ، وجبال أجا ، ورمال شرقي ، وفوق الزنار عرش مملكتي .
… نـجـد / توأمـي .. حين أنام أهاب افتقادكِ .. فاسمعي يا مولاتي لا غالب للعرف .. للكفر إلا خالقي ..!!. في أعوام مضت جُـرح جسد أرضي .. جهلاً ، وحمقا .. فظنوا من في الظلام بطعنهم .. سيكفنونه ، ويقيموا ضريحا .. ليعود عباد القبور تمارس طقوس الغباء ، وتعدُ بالفردوس ، وأقداح التوت ، والعنب .. فتات ذكور في كهوفها ستنبح ، لكن لن تسقط قطرت علا النباح أو زمجرة الذئاب .
… نـجـد / توأمـي .. حروفي أصابع صبايا عاشقة .. إن لا مست الورد تفتق ، وإن دنت من الشفاه عروق داخلها تحترق ، وتتكسر .
… الموت لا يشبه إلا افتقادك يا وطني ، ويا توأمي .. أدركت بل زاد إيماني بأنكما كل أولويتي ، وما يربطني بهذه الدنيا .
صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .
صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا توأمــي .
… مسـاء بعد أن أبتلع الليل الغسق .. انكفأت في داخلي .. أنبشُ في ذاكرتي .. عن بياضٍ منهنَّ .. فلم أجد …. عطاياكِ طوّقت يدي .. حاصرتني .. قد تبت من العشق إلا لترابي .. فلِم يعلو صوتكِ يطاردني .. أحسه قد تلوّن بالحجر .. قد ردمت الدرب .. ما عاد في العمر مُتسع .. توهج صمتكِ فيَّ .. صارعته .. عاركته .. آه …!! تكسر بين أصابعي القلم .. يوجعني دمعكِ .. وما أنا براحل .. إن أرجئت اللقاء .. أو تجاهلت شوقا فيك يلتهب .. فلتعلمِ أنك مسافرة في الجفون .. ألفتكِ .. أدمنتكِ .. في الرئتين .. شهيقا يتشربكِ ، وزفيراً على أطرافي ينثركِ نغم .. لكن أعذري جسدا ، وروحا يشدها جوف الأرض .. لاهثة تستصرخ السكون .. تتوق للبس البياض .. ليعصر الصراع .. فينفضُ كل الألـم .
… حنانيك عليَّ .. فالخفق إن طغى أهلك الذات ، وإن رأيتهِ يحرك رداء للعورة ما ستر ..
يا توأمـي نبضي لكِ إذا لا يلصقني بأرضي .. لا يحملني عليها ، ولهـا .. مبتور .. مشوه ..
فاحضنيني دون قُبلاً ..
اعصريني في مكان تقفي فيه ..
اغرسيني كنخيل قريتي .. ودعي الحمائم تنوح بأحلى نغم .
أكرهــكِ …………. لا … لا .. نقيضها في آخر المدى أشعر بكِ ..
شعلـة في قاع النياط تتقد ..
يا شهية الغموض .. في شعابكِ .. في شعركِ .. في دروبي التي فيكِ تنتهي .
يا باهرة حـدّ الشهد ، ونشوة السكر .. في حواركِ ..
أيتها الصارخة كجراح كممتها عنك أيامي .. يذكرني بكِ – دوما – انسحاب الشمس مغيبا بعد أن تلملم فجائعها .. ومع إشرقتها أتـنفسك .. ويستحضرك بكائي سحراً على مصلاي .. ففراشي .. فأتوق إلى لحاف مجدول من حصى ، وحبيبات رمل السهل ..
أعوذُ بالشوق …
من خسة إرهاب إذا طغى ..
… من عاذل من القبيلة متمرد ..
ألوذُ بدفئكِ ..
إذا مس الصقيع فرائصي ..
وتكاثفت في العين قطع الثلج ..
العشق لوطني / لتوأمي .. هكذا …. لا كذا …. أو كذا ..
كيف انزف مالا يُنزف ..؟!.
…ومن رحم الأرض يتفاقم شبقي .. يعربد ، ويشهق .. يقف ، وإذا بعناقيدِ كرمى تسيل على فمي .
… كبير أنت يا وطني .. جميل إن فتحتُ أو أغمضتُ جفني .. فيك مكة ربة المدائن ، لا شبيه لها ، ولا مثيل .. من ذا يقارن الجوزاء بسائر المدن ..؟!!.. عذبة هي الكعبة في ردائها .. آه أسود كلون نقاب ، وعباءة توأمي ..
كم مرة ركعت خلف مقامها ، وعفّـرت يدي بأستارها ، وشممت عطرها ، وخضبت بها دمعي ..؟!.. هناك إذا طفت ، وأنهيتُ سُبعي .. شوق ينازعني ، ويفزعني .. فلا أهدى إلا إذا رميت نفسي على جدارها ، وبكيت حتى يملَّ البكاء مني .. دين محمد من شعابها أنطلق .. باقٍ .. شامخٍ .. مُشعٍ .. لا يهرم .. وما عداه تشوّه .. عمرا محدداً ، ورسالة أحمد أكملت لنا ديننا ، ورضيت لنا الإسلام منهجاً ، ومسلكاً .. من لا يتبعه موحداً ، النار مستقره عدلا من الله .. والله لا يظلم مثقال ذرة أو خردل .. فتحملوا يا من لا توحدون تحملوا .. زفير سعير .. وشهيق يذيب الصخر الأصم .
في وطني نـجـد .. من قبلُ كانت ظلام كالح ، وخزعبلات على قبور موتى تُشيدي .. واليوم من رضيعها إلى كهلها تسبح لله ، وتوحدُ .. مآذن تناثرت في كل حيِّ .. وعلى الطرق ، وفي الشعاب مُصلى ، وماء يتوق لمن يغتسل .. تلك نعمة ، وتحت ظل مملكة شربنا .. أكلنا .. لبسنا الأمن ، والاستقرار معلم ، وأبراج يُرى نورها كشعاع توأمي إذا أفاقت سحر ..
نـجـد أعشقها .. فلا تعاتبني ، ولا تلومني يا عاذلاً .. ما ولدت بها .. ما رضعت سمومها ، ولا اكتحلت رموشك من غبارها النرجسُ .. كيف لو خطت على ثراها أقدامك ..؟!. وتوسدت في ليلة قمرا تراب صحرائها ، ونمت قرير العين لا خوف ، ولا ضجر .. لو قضيت في مرابعها طفولتك ..؟!.. لعرفت أن تحنانها أصابع شكولا ، وهمسها مطر .. مطر .. تذوب همومي ، وكُلُّ كدري بين جبالها ، ورمالها .. وفي مسائها أرتشف أفراحي ، وأغني ، وأصدح .
… نـجـد توأمـي ، وتوأمـي نجد .. دعوني لهذياني إذا غمرني ، وقولوا ما تقولون .. مجنون يُقبل شفاه الصخر .. ويعانق واقفا كثبانا من الرمل ، من ساقيها إلى هامتها يا ويلي تمرّوا أصابعي عليها فأرتعشُ ، وتهزني نشوة السكران ، فاجثوا انبش التراب ، وعلى رأسي أسقطه ، وإذا أفقتُ أملا جيوب ردائي من حبيبات الحصى ، وأمشي مزهوا كالطاووس كأني ملك لكن لا جنود ، ولا حرس .
نجـد توأمـي .. هل تفقهون سر تعلقي ..؟!. لست عاقا إن بترتُ نسبي من قبيلتي ، ورميتها خلف ظهري ، وصرختُ ، ورفعتُ عقيرتي .. رحمي وصلب أبي نجد ، وتوأمي الصدر الذي حواني ، وأرضعني .. يا شوقها ، ويا غيرتها التي ألغت وجودي .. فحللت بها فما عدت أرى الدنيا إلا بعيونها ، وأنفاسا إذا سمعتها تلاشيت كأني الطيف أو أقواس قزح على وجهها أتناثر درر .
صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا وطنــي .
صبـاح الخيــ9/8/1425 ــر يا توأمــي
الكاتب / سليمان القحطاني
فترة الأقامة :
7807 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
483
إحصائية مشاركات »
مريام
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.43 يوميا
مريام
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع مريام المفضل
البحث عن كل مشاركات مريام