01-04-2017, 06:05 PM
|
#1
|
عضو جديد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 55995
|
تاريخ التسجيل : 03 2017
|
أخر زيارة : 31-07-2017 (12:54 PM)
|
المشاركات :
5 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
عندما تفشل....... وتسمع ان فلان اخر......!
الجميع يتمنى لو يحصل على آلة زمن ليعود بها الي الماضي ويقوم بتغيير اشياء لم يكن يريد عملها،لكن..انا..لو حصلت على هذه الآله،سأتقدم بها الي المستقبل،سأتقدم واخفف من سنوات عذابي..
..
..
ماذا اذا فشلت بدراستك وانتهي مستقبلك..
ماذا ستفعل ان فشلت بالانتحار وسمعت ان فلان آخر مات!!
ماذا اذا قررت ان تعيش لأجل الحب ..وعلمت ان حبيبتك تزوجت!!..
لقد ترددت كثيراً بكتابة قصتي،لكن ليست هناك مشكله لأني اكتب كل هذا من خلف هذه الاسلاك ولا تعلمون من انا....
لست باحثاً عن اللايكات ولا عن الدواء ولا عن النصائح،اردت فقط ان يكون بهذا العالم من يعلم بما مررت به..
واعتذر منكم اذا كتبت هذه القصه في المكان الخاطئ.
..
..
قبل ان ابداء بالقصه ،هذه مقدمه قصيره عن طفولتي..
اذكر اول مره تئتئت فيها بالكلام وانا بصف الرابع الابتدائي في تلك المدرسه الحكوميه وبسبب ذلك الاستاذ المجرم.
كنت خائف جداً جداً من اقتراب دوري بالقراءه، ما ان اقترب مني الاستاذ وقال اقراء،حتي تفجرت نبضات قلبي وجسدي يرتجف ويهتز وشفتاي ترتجف ايضاً ،احاول نطق اول حرف ولا استطيع،احاول اكثر من مره حتي انطقه واتعثر،جسدي يرتجف بشكل عنيف جداً ويتعرق ،لم اعد اعرف ماذا يحدث احاول التنفس ولا استطيع،احاول القراءه ورأتاي فارغه من للهواء ،احاول نطق اول حرف بذلك الهواء القليل بصدري،انطقه بصوت خافت جداً،اصبحت اختنق اني اختنق .
تجاهل الاستاذ وضعي وانتظر حتي انتهي ثم قال توقف..
ما ان توقفت حتى بدأت اتنفس وانا خجل جداً من كل تلك الاعين..
استمر هذا الشيء وكبر معي،كنت اخاف من حصص القرآن والقراءه بل كنت اهرب من المدرسه بسبب تلك الحصص،كنت اشعر بالخوف الشديد اذا قال لي احد اقراء امام الناس.
وما يزيد الامر اسفاً ،السخريه من الجميع،اذكر ذلك الاستاذ عندما كان يسخر مني والجميع يتفجر ضاحكاً من حالتي،والاسوء استاذ عامل نفسه طبيب نفسي ويقوم بعلاجي واجراء التجارب علي امام الطلاب،يجعلني اقف امام الصف كاملاً لأقراء،يريدني اتخلص من خوفي لكن ذلك زادني خوفاً وخجلاً..
طفولتي كانت لعب مثل باقي الاطفال لكني كنت مختلف جداً عنهم،كنت دائماً ما افكر كيف خلق الله هذا الكون،كنت افكر كيف تدور الكواكب وما هي الالكترونات التي تسير بالاسلاك،وما هي الجاذبيه الارضيه،كنت انتقل لعالم اخر بتفكيري هذا ،كانت تمضي ساعات ولا اشعر فأنا بعالم اخر..
بالعاشره من عمري ،اشتريت كتب فيزياء وفلك و علوم.بعضها كان مخصص للخرجين من الجامعه،لم اكن افهمها بسبب صغر سني لكني كنت دائما ما ارسم تلك الدوائر الالكترونيه وتلك الطائرات والاختراعات.
واصبحت املك كومة خرده لا يملكها الا مهندس.
كان من النادر بث افلام وثائقيه بتلك القناه الوحيده التي كنا نشاهدها،الجميع ينصرف عندما تبداء تلك الافلام،وابقى انا الوحيد الذي يشاهد،ثم ابداء بتطبيق تلك الاختراعات.
بدأت اشعر بحزن شديد،لماذا انا الوحيد الذي يهتم بهذه الاشياء،لماذا يعيش الناس هكذا،لماذا يتجاهلون كل هذه الاشياء.
لماذا لا يفكرون اين يعيشون ولماذا لا يهتمون بالعلوم بالاكتشاف.
يا للأسف..لقد ولدت في مستنقع لا يمكن لأبسط الكائنات البدائيه ان تتطور فيه.
عائلتي كانت رؤيتهم لي بأني طفل يلعب فقط،ولم يقومو بتوجيهي للطريق الصحيح.
مرت السنين وانا اعاني من هذا الخوف والخجل،وكان افضل شيء لدي ان ابقى وحيداً اقراء تلك الكتب واتفكر بهذا الكون.
كنت اشعر اني افتقد لشيئً ما،لا اعرف ماذا ينقصني،كنت اشعر بالحزن دائماً..
في يوماً ما بالثانويه،وقفت لأرد على سؤال الاستاذ بدون ان افكر،ما ان وقفت حتي تعثرت بالكلام،بتلك اللحظه،بداء الظلام ينزل الي عيناي،وتفجر قلبي بنبضاته المخيفه،امسك الطاوله قبل ان افقد اتزاني، ثم، بداء الظلام بالزوال واستوعب للذي حصل ،الجميع ينظر الي ..هذا اسوء ما اريد المرور به، احاول انهاء حديثي ثم اجلس.
لن اقف ابداً مره اخرى،لن اقف ،لن اقف.
وهكذا مرت سنوات دراستي وانا لا اجروء ابداً عن الوقوف للأجابه عن تلك الاسئله.
بالله عليكم ،الآلآف من الاسئله كان بأمكاني الاجابه عنها وكنت سأكون افضل طالب بالدراسه لكن خوفي يمنعني دائما من ذلك..
كنت قليلاً ما انسجم مع بعض الاساتذه وكنت الافضل والاذكي بين جميع الطلاب.
بعض الاساتذه يشهدون لي بذكائي ..
لكن لا يمكنك النجاح بهذه الحياه بذكائك فقط..هناك ما هو اهم منه بكثير..
..
..
..
بداية قصتي..
مكان المشكله في الجامعة ،والزمان في منتصف الفصل الاول من السنه الثانية..
كما تعلمون فأنا كائن خجول خاصه مع علّة التئتئه بالكلام ذلك منعني من الظهور على حقيقتي امام الآخرين وجعلني اتقوقع على نفسي..
لطالما اردت اثبات للمدرسين وللآخرين أني افضل منهم وأني اعلم اشياء كثيره لكن خجلي كان كالحاجز المنيع امامي.
فكم من الاسأله كنت استطيع الاجابه عنها لكن لم اجروء على الكلام ابداً،بأمكاني الالتفاف على هذا الحاجز فقط ،يمكنني اثبات اني الافضل وأني مُبدع بحصولي على النتائج العاليه في الاختبارات.
وهذا ما حصل درجاتي في المواد التقنيه لا تقل عن 90 درجه وفي ++c لا تقل عن 99 درجه اما في المواد الاُخرى مثل الثقافه الاسلاميه واللغه العربيه درجاتي سيئه جداً جداً..
(انا راضى كل الرضى عن تلك النتائج ولست حزيناً من تعثري بتلك المواد المعفنه)
في الدراسه الجامعية قد يطلب الاساتذه بعض البرامج او الاكواد ليختبرو الطلاب ويدفعوهم على الاعتماد على انفسهم ،كان هذا يثير اهتمامي ويجعلني اتلهف لمثل هذه الاختبارات لأنها تعتمد على المهاره والابداع وليس الحفظ والتطبيق (وطبعاً بدون كلام ولا خجل).
لكن في كل محاوله لي لأبرُز مهارتي وابداعي كانت الدنيا تسعى لأفشالي،مره يتعطل جهازي المنزلي ومره اتأخر ومره لا اعلم ان هناك بحث وغيرها من الاسباب الغريبه التي ليس لي فيها لا حول ولا قوه.
في احد الايام حدد استاذ لغة c++ موعد للأختبار وقال ***يا طلاب الاختبار سيكون سؤال واحد فقط***
اعجبني ذلك كثيراً..
لأني اعلم كيف يفكر هذا الاستاذ وانه يحب الاسئله التعجيزيه التي لن يستطيع احد حلها الا اذا كان شخص شاذ عن الجميع.
قلت رائع،واخيراً وجدت بعض الاثاره وجدت ما يمكن ان يجعلني الافضل ويجعلني معروف عند جميع الاساتذه وجميع الطلاب (لأني سئمت من المعامله كالبقيه..اشعر بملل من تكرار الشرح حتي يفهم الطلاب)..
..
..
لغة السي بلس بلس اعتبرها لغتي الأُم،فأنا احبها جداً واتقنها جيداً ولم اعد اسير مع الخطه الدراسيه بل تعديت وتقدمت عليهم و اصبحت اكتب برامج قرصنه صغيره وبعض أدوات التعامل مع النظام والملفات وغيرها من الامور التي لن تُدرس في الجامعه اصلاً..
هذا الاختبار هو الامر الحاسم بالنسبه لي،لقد ذاكرت وسهرت واجتهدت كثيرا لهذا اليوم.
ذهبت للجامعه صباحاً وكنت واثق من نفسي 100℅ بأني سأعود للمنزل اليوم بدرجة 100 كامله..
قبل ان ندخل للأختبار كان جميع الطلاب منتشرين في ساحة الجامعه ويتحدثون عن هذا الاختبار وكيف سيكون،الجميع يائس من هذا الاختبار و"يأمنون" بأن لا مفر لهم من الفشل..
هنا التقيت بصديقي الوحيد في تلك الجامعة اللعينه ،قال لي..خالد ما رأيك؟ كيف سيكون الاختبار؟
قلت حسب معرفتي وخبرتي وعلمي بطبع هذا الاستاذ وبما اننا وصلنا الي جزء المؤشرات في لغة السي بلس بلس اتوقع ان السؤال سيكون ***اطبع قيم مؤشرات شجرة node tree بشكل عكسي***فهذا امر صعب على الكثيرين.
ثم دخلنا للمعمل وانتشر الطلاب ودخل الاستاذ وقال الجميع مستعد..
وقال السؤال هو***اطبع قيم مؤشرات شجرة node tree بشكل عكسي***!!!!!!!
تعجبت من ذلك،لم اصدق اني استطعت توقع السؤال!،
لقد احسست بثمار تعبي واجتهادي ،وشعرت بالفرحه والاثاره ،اخيراً سأُبدع بحل هذا السؤال وسأكون الوحيد الذي سيجيب عليه،وسأري هذا الاستاذ ان هناك مبدعين بهذا العالم،مبدعين لا يعتمدون على الحفظ والدراسه،يجب ان يعلم بأن هناك من يحبون هذه الاجهزه،يدروس ليس لأجل المال ولا للوظائف،ولا يتعلمون الا لأنهم يعشقون هذه الاجهزه.
التفت الي صديقي ويبدو عليه التساؤل،
اعلم ما يدور بعقله،يظن اني سرقت الاختبار كما فعلت سابقاً.
اعلن الاستاذ صافرة الانطلاق وبداء جميع الطلاب ببرمجة هذا البرنامج.
بدأت اكتب البرنامج وكان المكان مزعج جداً تك تك تك..ماهذا الازعاج الا يستطيعون الكتابه بهدوء ، إِلْتَفَت الى يميني ويساري وخلفي لا يمكنني التركيز جيدا من هذه الاصوات(أنا عندما ابرمج انسى كل شيء ولا احب سماع اصوات مزعجه تُشتت تفكيري) لكن مع ذلك استمررت بالبرمجه محاولاً تجاهل كل ذلك.
ما أن قطعت ثلث المسافه بالبرمجه حتي قال الاستاذ..
اسمعو!..يمكنكم التعديل على اي كود جاهز لديكم فهذه ليست مشكله المهم هو حل هذا السؤال.
هل يمزح هذا الاستاذ؟؟ لماذا لم يتكلم منذ البدايه؟؟
قمت بمسح ما كتبته ونسخت كود جاهز يحتاج لبعض التعديلات فقط.
ما أن مر ثلثى الوقت وانا منغمس بالبرمجه واعرف اني اضعت الكثير من الوقت،فجأه.. اصبحت شاشة الحاسوب سوداء!!!!!!
ماذا يحدث؟
اصوات تيت تيت تيت تنطلق من كل مكان!
انظر الي يميني ويساري جميع الشاشات سوداء!
لقد انقطع التيار الكهربائي!!!!!!!!
لم اتحدث ولم اقل اي شيء ومازلت غير مستوعب للموقف..
اتسائل ماذا سيفعل الاستاذ الان؟؟هل انتهى الامر؟؟هل انا فاشل؟؟هل سيتم تشغيل المولدات ؟؟
قال الاستاذ: الاختبار انتهى، لم يستطع احد منكم حل هذا السؤال ،وبداء يجهز حقيبته ..
قمت من مقعدي اكاد ابكي،وانتظرته خارجاً
ما أن خرج حتي اعترضت طريقه..
قلت له يا استاذ اريد اعادة هذا الاختبار..اريد اعادته ..اريد اعادته..تعجب مني وقال ما اسمك؟ قلت خالد ،قال طيب سأرى ماذا أفعل.
وانتهى كل شيء.......
عدت للمنزل وياليت عدت كما كنت اتمنى،عدت وانا منكسر ومقهور قهر لم اشعر به طول حياتي،لقد اضعت فرصه لن تعوض..
استلقيت على فراشي وانا اقول لماذا..لماذا..لماذا..
لماذا لا استطيع اظهار حقيقتي للأخرين.
لماذا يا خالد تحصل لك هذه الاشياء،لماذا لا يعلم الناس من انت،يكفي خلاااااص اكاد انفجر...لكمت الجدار اكثر من مره وانا اقول لماذا...
كنت اشعر بضيق بصدري،اشعر كما لو انه صندوق فارغ مظلم بل اشد سواداً من الظلام..
ورأسي سينفجر كلما رددت كلمة "لماذا".
لقد كانت صدمه عنيفه بالنسبه لي..
عندما تفشل بأكثر ماده تحبها وتجيدها ..
عندما يفشل اكثر طالب مبدع بتلك اللغه..
عندما تفشل بأظهار للأخرين بأنك مختلف عن البقيه...
عندما تعيش بهذا العالم ولا احد يعرف من انت...
عندما تتربص بك هذه الدنيا لتجعل منك فاشلاً..
ستنهار حتماً ولن تستطيع النهوض ابداً..
ماذا افعل..اكاد انفجر من الضيق..
خرجت من منزلي الساعه 10 ليلاً لا اعلم اين اذهب ولا اعلم لماذا خرجت،لا يمكنني تحمل ذلك الضيق اكثر ،بدأت امشي وانا افكر واتسائل عن الذي حصل وعن الاشياء التي حصلت سابقاً جميع تلك الاسباب متشابهه،شعرت ان هذه الدنيا هي من تريدني فاشلاً متقوقعاً مختبئاً..
ضللت امشي وحيداً حتى عدت للمنزل الساعه الرابعه فجراً.
في اليوم التالي بدأت عيناي الجافه منذ سنوات طويله بذرف الدموع حزناً واسفاً على حالي.
اخاطب نفسي...والله حرام...انا لا استحق هذه الدرجه... انا يجب ان اكون الافضل...انا استحق اكثر من هذا..لماذا انا هكذا..لماذا لا استطيع!..
لم تعد لي رغبه بذهاب للجامعة و تغيبت عنها ليومين او ثلاثه و أضعت الاختبارات الاخرى بتغيبي هذا..
بعد ايام من تغيبي عدت للجامعه ولكن ليس كخالد السابق ابداً...
انظر الي الطلاب واشعر بالقهر وتكاد الدموع تنزل من عيني..
انظر الى ساحة الجامعه وأرى الطلاب أراهم كما لو اني انظر اليهم من ثقب باب اراهم وهم لا يروني..
اقعد بمكان بعيد عنهم كمنزل بأطراف قريه صغيره ولا احد يعلم ما يدور بداخله،
منزل..تتردد فيه اصوات كما لو انه مسكون بالاشباح..
انت فاشل..انت لا تستحق العيش...انت فاشل...الموت للفاشلين.....انت فاشل فاشل فاشل...انت فاشل..انت لا تستحق العيش...انت عقوبتك الموت...الموت للفاشلين...الموت للفاشلين..هذا ماكان يتردد بنفسى..وهذا ما كنت اكتبه في مفكرتي...
تدهور مستواي كثيراً في الجامعه بدلاً ان كنت انافس على المركز الاول في بعض المواد، اصبحت بالكاد احقق درجة النجاح وكنت اغيب كثيراً حتي تركتها ولم اعد ارغب ابداً بالذهاب اليها،اصبحت اكره الدراسه وكرهت الحواسيب جداً،لقد كان النوم هو خلاصي وراحتي من كل آلآمي،نعم النوم هو ما كنت استطيع فعله لنفسي لأشعر بالراحه.
القهر والحزن لا يتركني ولو للحظه ،لدرجة اني عندما افيق من نومي فقط مجرد ان افتح عيني او اشعر بأني صحوت كنت اشعر بالقهر مباشره كأن القهر ينتظرني حتي اصحو!...
نفسي تحدثني..
انت ماذا تظن نفسك؟؟تظن بأنك مختلف عن الاخرين ؟؟انت لست الا شخص مغرور وفاشل..انت تستحق الموت..
هنا اسمع صوت بداخلي يقول لي..لا يا خالد..انت لست مُخطئ..انت لست فاشل..انت حقاً مبدع ..انت شخص ناجح ..لكن هذه الدنيا هي التي تريدك فاشلاً...
استمر هذا الصراع لأسابيع وانا اردد نفس الكلمات..
بدأت اكره نفسي واحتقرها ..
كرهت هذه الدنيا وكل ما فيها..
لم اعد اهتم بصحتي وبدأت ادخن السجائر ،كان ذلك صدمه لجميع اصدقائي لأني الوحيد بينهم الذي لا يدخن.
لماذا اهتم بصحتي وانا اكره نفسي واتمنى لو اقتلها؟؟ لو كان لدي خمر لسكرت ولو كان لدي مخدرات لتعاطيت ولو كان لدي سم لشربت..
اتسأل دائماً..لماذا يحبني الناس وانا اكره نفسي كثيراً..
الجميع يحبني ويرغب بجلوس او الخروج معي،لكن كنت بداخلي احترق اكثر،كنت اتمنى لو يستطيع الناس معرفة كم اكره نفسي،اكره نفسي لدرجة اني لو رأيت صورةً لي اسب لنفسي والعنها وامزق الصوره واقطعها ولا اطيق رؤية صورة وجهي ابداً..
ابتسم للناس واتحدث معهم وانا والله ابكي بداخلي...
بعد كل هذا حكمت على نفسي بالموت،
وبدأت فكرة الانتحار لا تغيب عن عقلي.
فكرت انتحر وخلاص واريح نفسي فلم اعد اطيق العيش اكثر..
هذا كله ليس خطئي انا فقط بل خطاء هذا العالم ايضاً..
سأقتل نفسي بأي طريقه لكن لا اريد احد يعلم اني انتحرت،لا اريد أمي تحزن ولا اخوتي،سيحزنو اكثر من حزني لو علمو أني أنتحرت لكن لو مت بدون معرفتهم بأني أنتحرت على الاقل سيكون حزنهم اقل..
وماذا عن الآخره؟ كان هذا الشيء يجعلني اتردد كثيراً لكنه جدار سيسقط حتماً اذا دفعت اكثر...
لو قلت لي ايمانك بالله ضعيف فأنت شخص جاهل حقاً...
كم يمكنك التحمل؟؟ يوم ؟؟يومين؟؟ شهر ؟؟ شهرين؟؟ سنه سنتين؟؟
هل تستطيع الصبر كل تلك المده وانت تبكي كل يوم ولا احد يعلم عنك شيء؟؟
اتظنو ان الامر بسيط؟؟اتظنو بأن الكلمات والنصائح تنفع؟؟ تباً لكم ان كنتم تظنون ذلك..
***لقد دُمر مستقبلي..واُبيدت احلامي ..لقد سقطت بفوهه الي اليوم لم اصل الي قاعها..
تمنيت لو انام ولا اصحوا...تمنيت لو لم اكن موجوداً اصلاً..***
عليك بقتل نفسك..فأنت شخص لا تستحق العيش...
اسمع صدى صوت بداخلي يقول لي ابحث عن حل،عليك التخلص من قهرك وحزنك..
استجبت لذلك الصوت وقمت ببحث في الانترنت عن حالتي ووجدت الكثير من الاطباء يوصفون دواء "البروزاك" للأكتئاب،قلت جيد سأجربه..
ذهبت الي صيدليه وأشتريته وكان ثمنه بسيطاً ولم اصدق ان السعاده تُباع بهذا الرخص!..
بدأت ابلع كل يوم حبه واحده.
لم يفيدني كثيراً ولكني استمررت بأخذه،
ومن هنا بدأت الكارثه....نعم انها كارثه حقاً...
بما ان النوم هو راحتي لكن الدواء كان يسبب لي الارق وكنت لا استطيع النوم،كنت انام ثلاث ساعات يوميا فقط ولم يعد ينفع لتهدئتي..
لكني استمررت بأخذه واهماً نفسي انه سيعمل ولكن يحتاج القليل من الوقت..
ثم
بدأت اخلط بين الواقع والاحلام...اشياء تحدث اظنها احلام واحلام أحلمها واظنها حقيقه..
وبعد شهر كاملاً من التعب والارق والقهر والبكاء لم اعد استطيع التحمل،
أردت الشعور بالألم.....
اصبحت أجرح جسدي بأدوات حاده ،كنت استمتع بأدخال ابر الخياطه تحت جلد ساعدي الايسر ،كنت ادخل ابرة الخياطه بقوه من جهه واخرجها من مكان اخر..لقد كان مذاق الألم رائعاً ورؤية الدماء تسيل من ساعدي يسُرني جداً ويريحني كثيراً،اردت تعذيب نفسي فهذا ما تستحقه..
لقد اصبحت على حافة الجنون..هذا ان لم اكن قد جننت فعلاً...
كنت دائماً ادخل الحمام لأغتسل ولدي ابره او فراشه كما يسموها،واقوم بتوصيلها على وريد ساعدي ثم اجعل الدماء تسيل وتخرج..
بصراحه رؤية الدماء تتدفق وتسيل وتسقط على الارض يريحني كثيراً..قد يكون هذا غريباً لكن هذا ما كنت اشعر به..
كنت اتسائل..هل هذا هو المكان المناسب لأموت فيه؟؟ هل استمر في هذا؟؟ماذا سيحدث لو علمو اني انتحرت ؟؟ماذا سيحدث؟؟ اريد ان اموت لكن لا اريد ان يعلم احد بأني انتحرت..
اريد فقط ان انام ولا اصحوا..اريد فقط ان اختفي من الوجود..
قمت ..واوقفت ذلك الاسراف بالدماء..وخرجت..
كنت قد فقدت الكثير من الدماء بكل تلك الافعال واخر مره اسرفت فيها بدمائي شعرت بالغثيان وبدأت اتقيئ وكان وجهي يتعرق وفقدت التحكم بيداي قليلاً وشعرت بدوار وبداء الضلام ينزل الي عيناي،وللأسف لقد كنت جباناً فعلاًً..ما ان بدأت اتقيئ حتي اوقفت ذلك الاسراف..
مرت بعض الايام ،ولم اعد استطيع التحمل اكثر من ذلك..
اريد الموت..اريد الموت..اريد ان تنتهي هذه المعاناه،خلاااااص يكفي يكفي ..
اخذت سكين وحاولت طعن قلبي..حاولت اكثر من مره ولم افلح..فقد كان السكين يرتد ويترك جروح بصدري فقط..
ثم
ذكرت شيء،كنت اسمعه عنه كثيراً،انها حقنة الهواء.. سأحقن نفسي بهواء واموت وارتاح من هذه الحياه البائسه..
اخذت أبره 5 سم وملأتها بأكملها بالهواء وقمت بحقن نفسي علي وريد يدي اليُسرى..
كنت مستلقي على جانبي منتظر متي ستنتهي معناتي،حتي الابره لم اخفيها بعيداً ولم اعد اهتم بماذا سيحدث..
كان اتخاذ هذا الامر صعباً ولكن ألم العيش بهذه الدينا لا يُطاق...
مرت ثواني ولم يحدث شيء!!!! ظننت أني اخطأت بمكان الحقن او الابره لا تعمل فقمت بحقنه مره اُخرى...
وهنا شعرت بوقزه خفيفه في قلبي
الان سأموت..الان...
مرت دقائق ولم يحدث شيء!!..
قمت بلا تفكير وبلا تردد وابتلعت اكثر من 15 حبه دواء الباقيه لدي دفعه واحده..
لم اكن اشعر بشيء..شعور ليس كما نراه في الافلام..بل بروده اعصاب وهدوء وراحه وانتظار للنهايه..
استلقيت وانتظرت دقائق..ثم لا اعلم ماذا حدث،هل نمت ام اغمى علي ام ماذا حدث؟...لا اعلم...
..
لكن لم امت كما كنت اتمنى..بل صحوت عصراً وكانت فترة نومي طويله وفتحت عيناى وكانت الرؤية ضبابيه...
بالكاد وقفت ومشيت وانا ممسك بالجدار وبالكاد ارى امامي ويداي ترتجف وتهتز ولا استطيع الامساك بشيء بسهوله..
عدت واستلقيت ونمت نومه طويله لا اعلم كم نمت لكني استيقضت صباحاً ،قلت.. لم يعد امامي سوء شيء واحد فقط...الذهاب الي طبيب نفسي ليخلصني من ما انا فيه..
ذهبت للطبيب وكانت اصابعي ترتجف اذا حاولت الامساك بشيء وكانت تأتيني رغبه بالشهيق اوالتثاؤب كما يسمونه كل عشرة دقائق وكنت اخذ شهيق متقطع لأن أعصابي وعضلاتي جميعها ترتجف...
وصلت الي الطبيب واخبرته وعيناي تدمع ،قلت له..لقد ابتلعت شريطان كاملان من هذا الدواء...
ماذا؟ ابتلعت شريطان؟ لماذا؟ حاولت تنتحر يعني ؟؟هاه؟؟
لم اجيب عليه ..هززت رأسي أي (نعم)..
قال..هل اسعفوك للمشفى؟؟
قلت...لا..لأن لا احد يعلم ذلك.....
قال..اريد التحدث مع امك..
قلت هذا مستحيل..
ووصفني بالجبان لأني اقدمت على الانتحار فبتسمت ابتسامه معناها انت لا تفهم ما امر به..
استمر الحديث وقلت له بأني لا استطيع النوم الا لساعات قليله فقط وان اصابعي ويداي ترتجف ،فوصف لي بعض الادويه والمهدئات وحذرني اني المسؤول اذا ابتلعت الدواء كاملاً كما فعلت سابقا...
ثم اعطاني اختبار لأقوم بحله....الاختبار كان الاجابه عن الاسئله بصح او خطاء...ولم اكن اعلم ما فائدته..
نتيجة ذلك الاختبار كانت جيده جداً..لدرجة ان الموظف تسائل لماذا قمت بهذا الاختبار!...
لقد تبين اني شخص سليم ولا اعاني من اي اضطراب او مرض عقلي،
(هذا الاختبار ينفع مع الناس العاديين وليس مع شخص يحب ان يعلم كيف تعمل الاشياء..لقد فهمت طريقة عملة العميقه وتعاملت مع هذا الاختبار كلغز يتوجب على حله)
عدت للمنزل واخذت الادويه ونمت نومه عميقه ليومين كاملين....
استيقظت من نومي وجلست قليلاً..
ثم اسمع مكبرات صوت المسجد تعلن عن موت احد الاشخاص!!
تسائلت...
لماذا لم امت انا؟؟لماذا مات هذا الشخص؟؟
تمنيت لو انا الذي مات...
..
..
بعد ذلك،أمي..بدأت تشك بأمري،بسبب نومي ليومين كاملين.
دخلت للغرفه بغيابي ورأت تلك المناديل المليئه بالدماء وتلك الابر الملوثه بقطرات الدم..
وعندما عدت للمنزل كانت بنتظاري وقالت ماهذا الذي بيديك..
ورأت كل تلك الجروح والثقوب ..العشرات منها بكلتا ساعداي...تجاهلتها ودخلت غرفتي ورأيت الغرفه مرتبه..عملت انها تعلم بماذا افعل..
أمي خافت كثيراً..واخبرت خالي..انهم يظنون اني مدمن مخدرات..وياليت كنت كذلك..
اتى خالي وطلب مني الذهاب لعمل فحص طبي في المشفى.. فرفضت ذلك...
وزاد الحاحهم علي خاصه ان مظهري لا يدل على صحتي ..فقد كنت مرهقاً جداً..واحدثهم وانا مستلقي...
كيف اخرج من هذه الورطه..
لا يمكن ان اسمح لهم بمعرفة بالذي اقوم به..لا يمكن ان اجعلهم يعلمون اني حاولت انتحر ..ستكون حياتي اصعب بكثير لو علموا ذلك..
ماذا اعمل؟؟
جعلت نفسي عادي ووافقت بعمل فحص طبي...لأني اعلم انهم لن يستطيعو معرفة ماذا فعلت..
ذهبنا للمشفى وعملت فحص للدم لأخرج من هذه الورطه..
نتيجة ذلك الفحص كانت عاديه..ولا يوجد شيئاً بي الا نقص ببعض الفيتامينات ونسبة الحموضه عاليه..كنت اعلم بأن هذا سيحدث منذ موافقتي على ذلك واعلم انهم لن يعلمو بتلك الكميه من الدواء التي تسير في دمائي..فهذا يحتاج فحوصات من نوع خاص وليس فحص دوري...
بقى لهم سؤال واحد..ماذا كنت اعمل بتلك الابر ان لم اكن مدمن مخدرات؟؟
لم اجيب عليهم وتركت هذا الامر سراً..
مرت الايام واستمرت اعراض الخروج من تأثير الجرعه المميته لمدة شهر تقريباً ...
لقد حاول الطبيب النفسي ان يحل لي مشكلتي مع الدراسه وقررت الدراسه في جامعه اخرى....
لكن..
الاشياء الصلبه اذا تحطمت وتَفَتَّتَ يستحيل اصلاحها..
لقد كنت متفائل وسعيد واضحك واخرج واكلم الناس واختلط بهم واعمل كل شيء...لكن يا للأسف يا للأسف...هذا كله كان بسبب الدواء وليس بسبب تحسن حالي..
(الدواء الذي اعطاني أياه الطبيب كان من النوع المحفز وهذا جعلني اتخذ قرارات لا أعي حجمها وصعوبتها..كان عليه تنبيهي لهذا الامر)
بعد انتهائي من استخدام الدواء ادركت الكارثه التي انا بها،ادركت اني اضعت دراستي ومستقبلي واحلامي،ادركت اني كنت احاول فقط تجاهل ما حصل لي ولم أكن مدركاً للواقع الذي انا فيه..
لقد عدت كما كنت..يآئس وكئيب..
وبعد تقريبا شهر من معاناتي وكآبتي وقهري على حالي قررت انتحر مره اخرى....
لكن هذه المره اشد اصراراً...
جرعه مميته من نفس الدواء السابق،
اكثر من 40 حبه دواء مع ادويه اخرى لا اعلم ماذا كانت...استطيع تذكر ذلك الشعور تماماً ومعدتي ممتلئه بالحبوب،انه شعور منفر لكنه اهون من العيش هكذا...
ابتلعت كل تلك الادويه ثم ..لا اعلم ماذا حدث،هل نمت او اغمى علي ام ماذا حدث بصراحه لا اعلم...
مره اُخرى لم امت كما كنت اتمنى.. صحوت بعد ثلاث ساعات..صحوت ومعدتي تؤلمني والدنيا تدور من حولي ولا ارى جيداً واصابعي ترتجف وقلبي ينبض بقوه وجسدي ساخن ويتعرق وعيناي متسعه جداً جداً..
لم استطع تحمل الألم والحرقه في معدتي،بالكاد وقفت ومشيت الي المغسله وانا ممسك بالجدار وانا اشعر كأني ثلاثة اشخاص يمشون بجوار بعضهم..وحاولت تقيؤ ما ابتلعته...لكن..لم اكن املك القوه الكافيه ..وكان الاوان قد فات ايضاً...فتلك الحبوب قد اختفت...
تقيئت كميه قليله من الدواء فقط..ثم
شربت حليب وعدت لنومي...:)
ثم
استيقظت في اليوم الآخر..
فتحت عيناي لأجد نفسي مازلت بهذه الحياه اللعينه..وادركت اني فشلت مره اُخرى..
ماذا سأفعل الان؟؟
لم اذهب هذه المره الي الطبيب وتحملت كل تلك الاعراض للجرعه الهائله ،كثرة الشهيق المتقطع وارتجاف الاصابع وضعف الذاكره وكوابيس مخيفه جداً وتغير حاسة الطعم والشم وفقدان الادراك هل انا بحلم او حقيقه...
وبعد يومين او ثلاثه..
تأتي أمي الي وتقول لي..اتعلم..ان فلان مات!!
اصبحت صامتاً فجأه،لست مصدوم من موت ذلك الشخص بل اخاطب نفسي..هل هذه صدفه؟؟ مالذي يحدث؟؟ هل يجب علي تفجير رأسي ؟؟لماذا لم امت انا وليس هو؟؟تعجبت كثيراً من هذه الاحداث..
..
مرت الايام وتوقفت عن محاولة قتل نفسي وبعد شهر تقريباً انتهت الاعراض الجانبيه للجرعه المميته..
لا اعلم كيف هدأت بعض الشيء في تلك الايام لكنها كانت عباره عن هدنه لن تدوم طويلاً،ففكرة الانتحار لا تغيب عن بالي ابداً..
لقد حاولت التحمل وتجاهل كل ما حصل لكن..
يأتي الناس او احد اقاربي ويقول لي(
لماذا لم تنهي دراستك؟؟هل انت احمق؟؟حرام عليك لماذا تركت الدراسه؟؟
يالك من احمق لو كنت انهيت دراستك كنت الان تعمل بوظيفه جيده ومرتاح وسعيد بدلاً من هذه الحاله الى انت فيها،انت تضيع نفسك وستندم كثيراً..،..،..،)..
اهرب من تلك المحادثه قبل ان ابكي...والله هذه الكلمات مؤلمه جداً جداً..
الا يعلم هذا الشخص اني اتمنى الموت؟؟ ايحسب اني سعيد بذلك؟؟ الا يعلم كم مره حاولت انتحر؟؟
لا تنتهي تلك المحادثه الا وانا جثه بلا روح...لقد هيج مشاعري وأشعل قهري وحزني ولا يتركني الا وقد اصبح الموت هو هدفي وحلمي...
لقد عشت لسنه تقريباً ولا احد يعلم بما مررت به..
ابدو للجميع شخص عادي جداً،لكن الحقيقه ليست كذلك،فكل تلك الابتسامات كانت من صُنعي وذلك الهدوء من ضبط نفسي..
ولو اخبرت أي شخص يعرفني بكل ما فعلته فلن يصدق ابداً...
ان تعيش وحيداً..وتخفي كل ألآمك..وتتحمل كل ذلك النقد..انه امر صعب ومؤلم جداً..
***العيش من اجل الحب***
بعد كل هذه الاحداث كنت اعزل نفسي في غرفتي لأيام ولأسابيع لأن هذا طبعي وهذا ما يجعلني اشعر بالراحه..لقد كنت بفترة هدنه مع نفسي التي اكرهها..
وفكرة الانتحار مازالت تحوم حولي،تتسائل متي تنتهي هذه الهدنه..قلت انتظري قليلاً حتي اجد الوقت المناسب والطريقه الجيده..
بأحد الايام..كنت جالس على حاسوبي ..وفجأه..
أتت ألي اضافه بالهوتميل!!!!!!!!..
من هذا الذي يريد صداقتي؟؟؟؟؟؟
يا للعجب..انها طلب صداقه من فتاه!!!!!!!!..
ماذا تريد مني تلك الفتاه؟؟؟
تحدثت معها ..ولم يكن هناك سبب لأضافتي الا لأني استخدم اسم احد شخصيات الانمي،كان لديها فضول لأكتشاف صاحب هذا الايميل..
لم اصدق انها فتاه ظننت انه صديق يحاول المزاح معي،وبعد ايام تأكدت فعلاً انها فتاه وكانت تلك "اول مره" بحياتي ادردش مع الجنس الآخر..
تلك الفتاه تبين انها من أسره محترمه و متدينه جداً جداً وتسكن في مدينه اُخرى بعيده..
استمررنا بالحديث لشهر كاملاً ،لقد ارتحت كثيراً بحديثي معها ، وتحولت حياتي للأفضل،لقد تغيرت حياتي بكل اشكالها..
(ذلك القلب الميت..لقد استطاعت احيائه)
استمررنا بالحديث حتي اصبح من المستحيل الابتعاد عن بعضنا..وقعنا في الحب طبعاً..
..
كانت اجمل ايام حياتي وأسعدها ..
رأيت الالوان كما لم ارها من قبل...
سمعت الكلمات بمعاني اعمق.....
سمعت الاغاني بخيال اوسع.......
شعرت بالحب بحواسى يُدمج...
شعرت بالامل يعود ويتدفق...
شعرت بقلبي لأجل الحب ينبض..
علمت ان حياتي بتلك الايام قد بدأت..
كنا نعلم ان ما نقوم به لا يجوز لذا قررنا الافتراق عن بعضنا عسى ان يعوضنا الله خيراً من ذلك...
كان هذا الفُراق صعب جداً جداً،لقد بكت من الفُراق وبكيت انا وتمنيت لو بيدي اي شيء لأعمله...
انا لست من ذلك النوع الذي يعبث ببنات الناس،بل اكره كل من يقوم بذلك تركتها وانا حزين وأتألم..لقد تركت من هي سبب في بقائي حياً..
لقد اصبحت متديناً جداً..لا اُصلّي الا في مسجد..واقراء القرآن كثيراً وأختمه بأقل من اسبوع..كنت اقوم الليل لأُصلّي وادعي..كنت اقراء سورة البقره كاملة بركعه واحده..والاستغفار لا اتركه ولو للحظه..ولم اترك دعاء الا ودعوت به..ولا مقطع عن الدعاء على اليوتيوب الا وشاهدته..لقد اصبحت شخص مختلف جداً عن السابق...لكن نظرتي لهذه الدنيا لم تتغير فهي مكان للعذاب وللآلآم ...
بعد هذا الافتراق مر شهر تقريباً ولم نستطيع التحمل ،وعدنا الي حديثنا ثم عزمنا على الا نعود للحديث مره اُخرى وافترقنا..
تلك الفتاه..لقد عزمت على الزواج منها منذ البدايه،وبدأت اسعى لتحقيق ذلك بكل السُبل..لكنها تبعد عني كثيراً لكن ذلك ليس مستحيلاً:)..
اخبرت أمي بشأن تلك الفتاه وأني اريد الزواج منها،أبدت أمي الموافقه الاوليه ،وقد اخبرتها اني تعرفت عليها من الانترنت فلم تعترض لأنها واثقه بي ومن اختياري..(انها أمي التي احبها،انها أمي التي تفهمني جيداً،لقد شعرَتْ بتغيُر نمط حياتي وقد اكتشفتْ سببه الان،فبتأكيد ستوافق).
الخطوه التاليه كانت اقناع عمي (اخو أبي) هو ليس مسؤول عنا ،لكنه بمثابة الأب في عائلتنا....لأنه تاجر كبير ودائماً ما نتلقى الدعم المالي منه ومثل هذه القرارات لا تمر بدون علمه وموافقته...
كنت متردد بأخباره وكنت أعلم انه لن يوافق،
لكن.. يجب ان يعلم بما سأقوم به لأمضي في سبيلي..
اخبرته بأني اريد خطبة فتاه من مدينه ****.
(بتأكيد لم اخبره اني تعرفت عليها عبر الانترنت وألا كان سيكون الامر اسواء بكثير)
كان كلامي كالصفعه بوجهه،قال..اخرج هذا الشيء من تفكيرك ومن عقلك،حاولت اقناعه لكنه كان حازماً بكلامه ،قلت طيب وأنصرفت وقد اصبح هذا القرار بيدي انا وليس له دخل بي من الان وصاعداً...
انتشر الخبر بين اهلي واقاربي ،الجميع يرفض رفضاً قاطعاً ليس فيه اي تفكير او تردد...
الجميع يخشى من كلام الناس!!..ماذا سيقول الناس عندما اتزوج من مدينه أُخرى بعيده!!..
اتسائل...
ماذا يريد هؤلاء الناس مني؟؟
ايريدون ان اتخلى عن حبي وعن سبب بقائي؟؟الا يعلمون كم عانيت؟؟ الا يعلمون كيف كنت سابقا؟؟ الا يرحموني قليلاً؟؟الا يعلمون كم مره حاولت انتحر؟؟ الا يعلمون كم كنت اكره نفسي الى ان أتت هذه الفتاه لتخرجني من جحيمي؟؟
الجميع لا يهتم فهم لا يعلمون بما مررت به، الحب بنظرهم كلمات يمكن مسحها وكتابة حب آخر عليها،
سحقاً لهم جميعاً..لن اسامحهم ابداً ابداً..
وهكذا استمر الامر لمدة سنتان دائما نفترق ثم نعود ،لقد افترقنا لعشرآت المرات وكل مره نقول انها الاخيره...
لقد حاولت العمل وجمع المال لأتزوج بمن ولمن أعيش لأجلها،لكن.. كم يمكنك الجمع من المال؟؟ هذا أمر يحتاج اموال كثيره ويحتاج سفر ويحتاج اقناع عائلتها...
لقد مرت الايام وانا اُكافح،
واصبحت تلك الفتاه تعاني اكثر بأنتظارها لي، ورفضها لألحاح أمها كي تقبل الخطبه من متقدم لها..
ماذا اعمل؟؟ اقول لها..انتظري؟؟
لم اقل لها شيء ،وتركت الامر لها لتقرر مصيرها..(وبداخلي كنت اتمنى لو اقول لها انتظري)
ثم ..
قمت بخطوه جريئه جداً،تحدثت مع والدها!!..
قلت له....اريد ان اخطب ابنتك!! قال... لا توجد مشكله تعال انت واهلك وسنتحدث وننظر بالامر...
كيف احضر له اهلي وهم رافضون؟
ماذا اعمل،اكاد انفجر من الهم،انه العجر،العجز من التحرك،العجز من عمل اي شيء،انا وحيد ولا احد معي،لم يساندني احد،لقد بكيت كثيراً وتألمت جداً وخفت من ذلك اليوم الذي ستنخطب فيه..
ليس لدي الا الله،هو من يعلم ما في قلبي،انه من يفهمني،انه يعلم كم عانيت وتعذبت بهذه الدنيا،لن يتركني اعيش حزيناً،سيرحمني بالتأكيد..
لقد دعوت الله لسنوات،دعوته وانا واثق بالاجابه،لم اترك اي شك بقلبي ابداً،اصبحت على يقين اما ان يستجيب لدعائي او يرحمني ويقبض روحي ولا يجعلني اتعذب اكثر من ذلك..
لقد بذلت جهدي بالعمل واستمررت بالدعاء لفتره طويله ثم في احد الايام..
وصلت رساله الي بريدي،لقد قالت لي حبيبتي وأمل حياتي..(لقد انخطبت ،لم استطع الانتظار اكثر ،اهلي سيقتلوني من مماطله،الوداع عيش حياتك يا خالد، والله ستجد بنت افضل مني،تزوج يا خالد وستنساني والله ستنساني تزوج يا خالد...الوداع..ارجوك لا ترد على رسالتي لأني لن اقرءها ..الوداع)!!!!!!!!!!..
..
..
..
مستحيل..مستحيل..هذا لا يمكن..لااااااااااا..لا يمكن ذلك....مستحيل..مستحيل..مستحيل......
لن انسى تلك اللحظه ابداً..
لقد كانت صدمه اشد عنفاً من اي شيء مررت به.. كنت خائف جداً ولم اصدق ذلك..
هل انتهى كل شيء؟ هل هذه هي النهاية؟؟
هل هذه هي الضربة قاضيه؟؟
لن اقبل العيش هكذا ابداً ابداً
سأحرق نفسي،اقسم اني قررت احراق نفسي،
اريد ان احترق واتعذب اريد ان ابكي وانا احترق واتفحم،
رأيت امامي عبوة ماء،افرقتها من محتواها وتذكرت اين اقرب محطه بنزين،بدأت اخطط اين سأحرق نفسي،نعم هناك ساحه خاليه،ذلك هو المكان المناسب..
لحظه يا خالد..لا تفقد الامل..
عليك الوثوق بالله،انه على كل شيئ قدير وانه هو الرحمن الرحيم..
قمت ولبست ملابس الاحرام وتوجهة الي مكه.
ليست الا ساعه ووصلت الي بيت الله العظيم،
اديت العمره وانا احاول امساك دموعي ثم صعدت الي الادوار العليا وجلست بمكان لا احد فيه بعيداً عن الناس،اردت ان اختلي بربي واشكو اليه همي..
ظللت ابكي هناك وحيداً..وادعي الله من كل قلبي..ربي ليست هذه الحياه التي اريدها..ربي ارحمني..ربي اتوسل اليك ارحمني..ربي لن اتحمل كل هذا..ربي لقد تعذبت كثيراً..ربي مالذي فعلته لأعاني كل هذا..ربي ارحمني..ربي ان لم تفهمني انت فمن سيفهمني..ربي انت تعلم ما في نيتي..ارجوك واتوسل اليك لا تتركني هكذا..
ارجوك لا استطيع تحمل كل ذلك..ربي بالكاد استطعت تحمل فشلي بدراستي..ربي ارحمني ..ربي ارحمني..ربي ارحمني..
..
..
..
..
لقد بكيت حتي جفت دموعي واصبحت ابكي بلا دموع،واصبحت اشعر اما ان يستجيب لي الله دُعائي او يقبض روحي،مستحيل يتركني اعيش واتعذب،لم اتعافى من صدمة فشلي بالدراستي والان تأتي لي هذه الصدمه العنيفه...
قعدت في مكه لأسبوعين كاملين وانا ادعي وأتوسل.
لقد كان لدي مقابلات مع شركات برمجة وجميعها حُددت بهذه الفتره الحرجه..(صحيح اني لا املك شهاده جامعيه لكن خبرتي افضل بكثير من ؤلائك الخرجين)
لماذا اذهب للمقابله؟؟ما الفائده؟؟ لقد خسرت كل شيء؟؟ لكن.... من توكل على الله فهو حسبُه،قلت اذهب واستمر بطريقك واجعل ذلك الامر بيد الله..
ذهبت لمقابلتين ولم يتم قبولي والسبب اني كنت مصدوماً من هذه النهايه..
ثم ذهبت لمقابله مع احد الشركات عبر نصيحة صديقي و تم قبولي فوراً لأن سمعتي عاليه لكل من يعرفني،فأنا كالكنز بنظرهم ومحل للثقه،لقد قبلت بهذه الوضيفه،الوظيفه كانت محاسب(احسن من وظيفة البرمجه وبراتب افضل)
لكن..
لن استطيع تحمل هذه الصدمه بهذه الوظيفه لأني اكاد انفجر من الحزن وفكرة الانتحار لا تغيب عن عقلي..
رفضت تلك الوظيفه وذهبت لأعمل بعمل لن تتوقعوه،عملت بوظيفه لا يعملها الا الأميين،
ذهبت اعمل حمال كراتين بأحد المستودعات!.
كنت افرغ غضبي بحمل الاشياء التي لن استطيع حملها بمفردي،والا لكان الانتحار هو خلاصي.
كلما تذكرت حبيبتي الغاليه اذهب واحمل شيء لا يمكنني حمله بمفردي،احمله وانا اكاد ابكي.
ما ان ينتهي دوامنا الساعه 10 ليلاً حتي اعود وحيداً لذلك المستودع اقعد ارتب واحمل الاشياء الثقيله وعيناي تدمع لا اعلم ماذا اعمل غير ذلك لتهدئة اعصابي،اضل هناك ولا احد يعلم بي،ولا اعود للنوم الا الساعه 3 فجراً..
الجميع يسخر مني بأني اعمل هذا العمل،فالفرق شاسع جداً بيني وبينهم..
الجميع ينتقدني ولا يعرف حقيقتي،الجميع لا يعلم لماذا اخترت هذا العمل،اسمع همساتهم (فاشل..لقد اضاع نفسه..انظر ماذا يعمل..يا لهذه النهايه..ليت لو كنا نملك ربع ما يملكه من معرفه،....،...)
..
الانتحار مازال خياراً اكيداً لكني قلت سأصبر قليلاً ،لعل الله يريد بذلك امراً..لقد كان لدي بعض الامل..
بنفس الوقت لم يكن هذا العمل كافياً لأشعر بالراحه بل كان كمهدئ موضعي يعمل لثواني ويختفي..
بدأت أرغب بعمل شيء اكبر وبدأت اخطط له،
قررت الذهاب برحله لا عوده فيها،رحلة حياه او موت في تلك الوديان السحيقه،رحله لا اعلم كم سأضل فيها ولا اعلم من اين سيأتي لي الموت خلالها،من الوحوش؟ ام من الجوع او العطش؟ او من قطاع الطرق؟ او من قاعده؟ او من الالغام؟ لا يهمني
لأن...الجميع سيهابني..
ستخاف الوحوش من كُبر قهري،ويذهب اللصوص من شدة كآبتي،ويعلم الجوع بأن لا فائده من مناداتي،وذلك اللغم لن ينفجر لأنه يعلم ان الموت هو راحتي وسعادتي...
اردت ان اكون وحيداً،بعيداً عن الناس وعن الحضاره..
اردت ان ابحث عن نفسي بذلك المكان المهجور..
اردت ان ابحث عن ذلك السؤال الذي لا اعرف اجابته..
اردت ان لا اعود من هذه الرحله الا بمعجزه..
لكن هذا الشي لم يتحقق بسبب الظروف التي كنت فيها،لقد اشتعلت الحرب في بلادي وأُحكمت جميع الاقفال امامي،اعتقد ان هذه الدنيا لا تريدني ان اذهب.
..
..
حبيبتي الغاليه،شمعة حياتي،وأمل بقائي،لم اراسلها منذ ذلك اليوم ابداً.
لقد قالت( لا ترد على رسالتي) وقد اطعتها وحققت لها رغبتها.
مرت الايام ،وبعد سنه تقريباً،اصبحت بعيداً جداً عن التديُن..
وبأحد الايام تسآئلت عن حالها،وبحثت عنها وعلمت انها تزوجت وانجبت طفلاً....
تلك اللحظه،امسكت رأسي بكلتا يداي،رأسي سينفجر،ماذا اعمل؟.
بما اني لم اترك الا خياران اما ان اعيش معها او ان اموت اذاً الموت هو مصيري.
لن اقبل ان اعيش حزيناً طوال حياتي،سأنتحر بتأكيد،قررت انتحرر مره اخرى..
لكن..
لأجلك يا أمي الحبيبه ويا اخوتي الصغار لن اترككم بهذا العالم الموحش لن اترككم وحيدين بهذا العالم الذي بلا رحمه..
يجب ان اكون معكم كي لا تقعو بما وقعت به انا،سأسخر جميع طاقتي لأسعادكم واستمر انا بالعذاب والحزن لأجلكم..
هذا هو القرار الذي اتخذته..
(عندما تدرك ان مستقبلك انتهى...كل ما يتبقى لديك هو العيش لأجل شخص اخر)
لكن..لا تظنو اني سأقبل العيش وأنسى كل ما مررت به،لأجل هذا،ولأجل انهم يقولون ان الله انعم على الانسان بنعمة النسيان،لن اقبل بهذه النعمه،لن اقبل ابداً ان انسى،لن انسى ابداً ابداً ابداً كل لحظه تألمت بها.
لأجل ان لا انسى..
قمت بأطفاء السيجاره على معصمي،وتركت ندبه ظاهره لا تختفي،انه عهد قطعته ولن اخلفه ابداً مهما حدث،لقد عاهدت نفسي على عدم الزواج ابداً..
..
..
هذه الندبه..كي تذكرني بحبي،وتذكرني بتلك اللحظه التي علمت فيها ان حبيبتي تزوجت،تذكرني بألمي وحزني،تذكرني بعهدي كلما نسيته.
هذه الندبه..جزء صغير من صوره اكبر لذلك القلب المشوه.
انها واضحه جداً،ويمكنني رؤيتها بأي وقت،
سأقضي بقية حياتي هكذا،اتألم،ولن اغفر لهذه الدنيا اللعينه..
..
..
مرت 4 سنوات منذ عاهدت نفسي،في تلك السنوات كان الجميع يحثني على الزواج ،وكنت بكل مره انظر الي تلك الندبه وأتذكر كل تلك اللحظات وأقسم مراراً وتكراراً بأني سأحافظ على هذا العهد ما حييت..
فأنا لست حيوان لأنسى كل ما حصل،ولست انسان لأعيش كالحمقى الذين يتجاهلون كل ما مرو به،ولم اكن العب طبعاً..
لقد صبرت لسنوات و تزوج اخي الاصغر مني،
وتزوج جميع اصدقائي،وانا مازلت محافظاً على عهدي..
بأحد الايام..التقيت بعمي (اخو ابي الذي رفض مساعدتي)
قال..لدي لك موضوع ،قلت ماذا؟ قال..اتعلم بنت فلان قلت نعم، قال..اذهب وتزوجها ولا تقلق سأتكفل انا بكل تكاليف الزواج..
هل الكمه على وجهه؟؟ ام اقوم بسبه ولعنه؟؟
ماهي اجابتي له؟؟ هل تعلمتم من كل ما كتبته ام لا؟؟
انه الرفض بالتأكيد،قلت شكراً لكني لا افكر بالزواج الان.
قال لي..لماذا ترفض؟؟ لماذا ترفض هذه وقبلت بتلك الفتاه؟؟
اقول بنفسي،
ليت لو كنت استطيع اخبارك بكل ما بقلبي،
تلك كانت حبي وكانت حياتي وسعادتي وكانت سبب في بقائي.
لقد حاول كثيراً اقناعي وعرض علي الاموال اذا اردت الزواج لكني لم اوافق وتجاهلته.
..
..
لم اراسل تلك الفتاه ابداً منذ ان طلبت مني ذلك ،رغم اني استطيع تدمير حياتها كما يفعل بعض الاطفال لكن ذلك ليس من طبعي وليس من اخلاقي..
تلك الفتاه..اُقسم، لم تكن تخاف مني ابداً،
لقد رحلّت وأستمرت بحياتها وتزوجت وهي واثقه بأني لن أؤذيها ابداً،اشكرها على ثقتها بي وبأخلاصي وبضميري.
تلك الفتاه..اُقسم، اني لم أرى وجهها طيلة سنوات معرفتي بها،لقد كانت هي من تطلب مني ان اقبل برؤية وجهها،لكني كنت ارفض دائماً،فليس هذا هو سبب حبي لها،كل ما كنت اريده هو العيش معها كيف ما كانت،لقد احببتها حقاً،ولا يهمني كيف هو جمالها.
..
..
مرت الايام وانا اتسائل..
إلهي لماذا لم تُجبني،إلهي هل كنت تسمعني وتتجاهلني،إلهي هل انت حقاً موجود،إلهي لماذا لا تُشعرني بوجودك،إلهي لماذا تركتني وحيداً....
لم اعد افهم هذا الدين بصراحه،ما الفائده من عبادة إله لا يُجيبك،الجميع يدعو الله في اقصى لحظات حاجتهم اليه ولا يجيبهم،متي سيجيبهم اذاً؟ ان كان يقول عن نفسه انه مجيب للدعوات!.
كم شخص دعى الله قبل ان يُذبح؟؟
هل هناك لحظات اشد خشوعاً وحاجتاً وأيماناً من تلك اللحظات؟؟
لقد ابتعدت كثيراً عن التديُن،مضت سنوات لم اصلّي فيها ابداً،وهجرت القرءان ولا اريد قراءته نهائياً،لقد ابتعدت كثيراً لدرجة اني نسيت كيف تكتب كلمة (قرءان)..
قلبي مازال رقيقاً،أرى بجواري قطه جائعه فأطعمها،لا اريد خيراً ولا اهتم بالحسنات،ما اريده هو مساعدتها فقط فأنا وهي بنفس هذا العالم الذي لا يرحم...
..
..
اصبحت املك المال الكافي الان لأعمل ما اشاء،لكن لم يعد للأموال اي قيمه بنظري..
مازلت اكافح ومازلت أتعرض لكل تلك الاشعاعات القاتله والمُحرقه والمسرطنه التي تصدر عن جميع الناس ولا يراها ولا يشعر بها الا انا،بأنتقادهم لأضاعة دراستي وعدم زواجي،انه شيء مؤلم جداً..ولكن اقسم لكم ان كل هذا وكل ما سأتعرض له بحياتي من ألم لا يسوى شيئاً مقارنتاً بلحظة فُراق تلك الفتاه..
لقد ذقت ما فيه الكفايه،ولا اريد تذوق اكثر من ذلك،فلا اريد الاهتمام بأي شيء كي لا اذوق مرارة فقدانه.
أمي واخوتي الذين عشت لأجلهم،تبقى سنوات قليله ثم سيعتمدون على انفسهم،عندها ستنتهي تلك الهدنه،هذا ان استطعت التحمل الي ذلك اليوم.
قد اكون جباناً كما قال الطبيب،لكني اختلف معه بماذا يقصد بالجبان،هو يقول اني جبان بقرار انتحاري،لكني ارى اني جبان لأني لم اختر طريقه موت مضمونه.
في المره القادمه سأحرص على نجاح هذا الامر..
..
..
..
هذه هي قصتي..
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة امتياز ; 18-07-2017 الساعة 12:10 AM
|