الخوف من الموت بصورة غير طبيعية
السلام عليكم ورحمة الله . .
يعلم الله كم فرحت بهذا الموقع الذي يضم نخبة من ذوي الاختصاص المخلصين ، أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحداً . . يسمعون الشكوى ، ويجيبون النداء ، فهم سبب بعد الله في الشفاء . .
أيها الأحبة :
مشكلتي منعتني النوم أحيانا . .
وأقلقتني وشلت تفكيري . .
مشكلتي بإختصار الخوف ، وتحديداً الخوف من الموت . .
أنا فتاة في الخامسة والعشرين بدأت معي هذه الحالة منذ عام تقريباً في عيد الفطر الماضي ، الشيء الوحيد الذي لا يزال عالقاً في ذهني ويلازمني هو ما حدث العام الماضي من حادث مؤلم لأحد الأقارب في اليوم الأول للعيد نتج عنه وفاته وزوجته ، حادث مؤلم ومفاجئ ومروع بكل ما تضمه الكلمات من معاني . . في تلك الليلة بدأت أشعر بأعراض عجيبة وغريبة ألخصها في الآتي :
زيادة ضربات القلب . .
ضيق في التنفس . .
كثرة التبول . . وإسهال . .
رعشة وبرودة في الأطراف . . باختصار أحسست بالنهاية أو الموت . .
كانت ليلة ثقيلة مخيفة بصورة غير طبيعية . . :(
على مدار السنة تتفاوت هذه الفكرة بأعراضها معي ، لكن في هذا الشهر وتحديداً بعد سماعي لقصص موت مفاجئة بدأت الحالة تبلغ ذروتها . . أسمع قصص مؤلمة ، وفاة فتاة بحادث سيارة مفاجئ ، وفاة طالب في المدرسة ، وأثرت فيني كذلك قصة شاب توفي في رمضان بسكتة قلبية ، ولكم أن تتخيلوا شعوري ورمضان على الأبواب . .
كل هذه الأمور ليست بيدي ولا أستطيع السيطرة على أفكاري ، لم أكن كذلك إطلاقاً . . أتمنى أن أعيش مثل من هم حولي في سعادة . . .
بحثت في الإنترنت عن هذه الحالة ووجدت غيري الكثير يحملون نفس المعاناة ، خفت عليّ حدة التفكير لكن لا زلت أعيش في قلق ، ما يزيد الطين بله أنني لا أستطيع الذهاب للطبيبة النفسية لأمور أهمها :
1/ النظرة القاصرة للطبيبة النفسية وأنه لا يذهب للعيادة النفسية إلا الحالات المستعصية . . وفكرت كثيراً وترددت في طلب الذهاب لطبيبة لكني أعلم بالبيئة التي أعيشها ستظل نظرات الحيرة والاستغراب والشفقة تطاردني . .
إضافة إلى صعوبة الطلب في حالة مثل حالتي ، لا أستطيع التصريح بما أعاني لأي فرد من عائلتي ولو كانت أختي ! . .
2/ أفكر دائماً لو استطعت الذهاب لطبيبة نفسية طبعاً بعلة ظاهرية غير علتي كأن أقول لأهلي إني أعاني قلقاً وما شابهه ، سأصدم بأمور إدارية كثيرة ، بداية بالمستشفى المناسب ثم فتح الملف ثم الموعد ، وغالباً المستشفيات الحكومية لا يتم فيها فتح ملف بسهولة والأهلية تقف المادة حجر العثرة الأول . .
أيها المخلصين . .
إن قلت إني متعبة ومرهقة ومجهدة ومشتتة الذهن وأعيش بعالم آخر فهو قليل ، لقد امتنعت عن القهوة وهي من أفضل من أتمتع به في جلسة عائلية لأنها من المنبهات وأنا عندي من الهم ما يغنيني ويسهرني ! ! ! :(
أشغل نفسي بأعمال على الكمبيوتر في الليل لأذهب للنوم رغماً عني ! !!
لم يبق لدي شيء أقوله ! ! أريد حلاً عن طريق الإنترنت ، أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم أن تنظروا هذه السطور بأهمية قصوى . . مع العلم أنني كلما حاولت طرد هذه الفكرة أحس أني أنكر الموت والعياذ بالله . . وهذا ما يزيد حالتي سوءاً . . .
إن ما يضايقني كثيراً هو أن عبادتي تأثرت بهذه الحالة كثيراً . . إنها مشكلة كبيرة أرجو الله أن ينقذني منها . . :(
ما الحل ؟! ! ! أرجو الإجابة من أ . د السبيعي . .
|