من تجارب الطائر...كيف خدعت عقلي الباطن
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أعاني من ضعف شديد في النظر وأتضايق من النظارة التي لم أكن أخلعها إلا للصلاة أو النوم...وفي يوم جمعتني الصدفة مع أحد الأصدقاء من ربع النظارات وأخبرني أنه أجرى لتوه عملية ليزر وأصبح نظره قويا ولا يحتاج للنظارة....فأخذت أسأله عن كيفية إجراء العملية وكم إستمرت من الوقت وهل هو راض عن النتائج إلخ...ثم أخذت أبحث في مواقع الإنترنت عن مواقع تتحدث عن العملية لأستزيد علما عنها فالإنسان عدو ما يجهل....وبعدما حصلت على بُغيتي توجهت الى أحد المستشفيات وقابلت الطبيب وأجرى لي الفحوصات اللازمة ثم أخبرني بملائمة العملية لي....وهنا شعرت بالخوف وسألت الطبيب عن مدى إمكانية عمل العملية تحت المخدّر الكامل؟ فأخبرني بأن ذلك غير مناسب لأن جزء من العملية يقع على المريض ولا بد من أن يكون بكامل وعيه وينظر الى الليزر وبالإتجاه الذي يحدده له الطبيب...وهنا تركته وقررت صرف النظر عن العملية لشعوري بالخوف منها....وبعد أيام قرأت إعلانا عن أحد
المراكز الطبية واستعدادهم لعمل الليزر بأحدث الأجهزة...فتوجهت لهم وعملت الفحوصات وحددوا لي موعد لإجراء العملية....وهنا هاجمني الخوف والأفكار السلبية مرة أخرى (ماذا لو فشلت العملية؟) (ماذا لو شعرت بالألم خلال العملية؟) وأحسست وكأن شخص يسكن في رأسي ويحاول إحباطي...فقررت أن أخدعه!!!! فأخذت أقول لنفسي (أنا لن أجري العملية...فقط سوف أذهب للعيادة وأتحدث مع الدكتور قليلا ثم أنصرف مثل المرة الأولى)
فشعرت بالراحة وذهبت للعيادة وأنا مطمئن .
ووصلت العيادة فطلب مني الدكتور الذهاب مع الممرضة لوضع بعض القطرات...وقبل أن يهاجمني الخوف قلت لنفسي (أنا لن أجري العملية...فقط سأضع بعض القطرات ثم أنصرف الى المنزل) ومرة أخرى أشعر بالراحة والإطمئنان وبعد القطرات طلبت مني الممرضة أن أوقّع على موافقتي على إجراء العملية...فقلت لنفسي (أنا لن أجري العملية....فقط سأوقع على الأوراق ثم أنصرف) ثم طلبت مني الممرضة الذهاب الى غرفة العمليات...فقلت لنفسي (لا بأس من زيارة غرفة العمليات وإلقاء نظرة عليها)
ثم طلبت مني التمدد على السرير الخاص بالعمليات...ففعلت وقلت لنفسي (أستطيع أن أنسحب في أي وقت أشاء وليس بمقدور أحد إجباري على إجراء العملية)
وما أن دخل الطبيب حتى قلت له بسرعة (دكتووووور توكّل على الله) good
فقام بإجراء العملية ونجحت بحمد الله وافتكيت من النظارة
مسيكين هالعقل الباطن....بسرعة ينضحك عليه
|