الموضوع: التقليد الأعمى
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2017, 12:59 AM   #1
سعيد رشيد
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية سعيد رشيد
سعيد رشيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 56016
 تاريخ التسجيل :  04 2017
 أخر زيارة : 02-09-2024 (11:29 PM)
 المشاركات : 3,260 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
التقليد الأعمى



الحمد لله الذي أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة و رضي لنا الإسلام دينا ، و الصلاة و السلام على سيدنا و إمامنا و قدوتنا و حبيبنا محمد و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الشباب المسلم قد انبهر بالحضارة و الثقافة الغربية ، فنجد اليوم الكثير من شباب و فتيات الأمة العربية و الإسلامية قد تحللوا من أخلاقهم و تخلوا عن عاداتهم و تقاليدهم التي هي أصل و منبع الإسلام و راحوا يلهثون وراء تقليد الغرب فى عادات و تقاليد غريبة و مختلفة عن التقاليد الإسلامية و العربية . فترى و يا للأسف مظاهر يندى لها الجبين و يقشعر لها البدن ، ترى شبابا يضعون في آذانهم الأقراط و يلبسون سراويل منخفضة حتى ترى ملابسهم الداخلية و يقصون شعرهم قصات غريبة و يقومون بصبغه بأنواع من الصبغات ، و إلى غير ذلك من المظاهر المؤسفة ، أما الفتيات فقد انتشرت بينهن موضة لبس السراويل الضيقة و الملابس الخليعة . و كل هذا بحجة الحرية الشخصية و مسايرة الموضة و كذلك بحجة التحرر من القيود و التقاليد البالية التي أصبحت لا تتماشى مع العولمة و التقدم و الحضارة حسب رأيهم ، و قد نسوا أو تناسوا أن الثقافة الإسلامية و العربية لا تمنع الحرية الشخصية ، و لكن هذه الحرية لها حدود و ضوابط حتى لا تنفلت الأمور ، و نسوا أو تناسوا أن الإسلام يحث على المعرفة و يشجع البحث العلمي و التطور .
و الله ، إن الناظر في واقعنا اليوم ليتأسف و يحزن و ينفطر قلبه من الحالة التي وصل إليها شباب و فتيات الأمة الإسلامية و العربية من تقليد أعمى و انبهار بالثقافة و الحضارة الغربية ، و هذا كله نابع من عدم معرفة شبابنا و فتياتنا لهويتهم و دينهم و ثقافتهم و تقاليدهم العربية و الإسلامية .
إن الهوية تعني الثوابت الدينية و الوطنية و الأخلاق السامية و القيم الاجتماعية ، و الإحساس بالهوية يعطي للفرد شعورا بالانتماء لهذه الأمة و يعمل جاهدا على رقيها الثقافي و الاجتماعي و الصناعي ، كما أن هذا الشعور بالانتماء يولد لدى الفرد مناعة ضد الأفكار الفاسدة و ضد الغزو الثقافي ، و هذا مما يشجعه على الحوار و النقاش مع مختلف الثقافات الأخرى و يتفاعل معها إيجابيا ، فيأخذ منها ما ينفعه و ما يتلاءم مع ثقافته و هويته و يترك ما يضره و ما يفسده .

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس