عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-2017, 06:03 PM   #5
عمر عبدالله
( عضو دائم ولديه حصانه )
amp;amp;


الصورة الرمزية عمر عبدالله
عمر عبدالله متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54478
 تاريخ التسجيل :  09 2016
 أخر زيارة : اليوم (12:54 AM)
 المشاركات : 3,258 [ + ]
 التقييم :  16
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Saddlebrown


الكتاب يرشد الي الصيدلية التي تداوي كل أمراض النفوس و تشفي كل علل العقول و تبرئ كل أدواء القلوب!!
و تلك الصيدلية موجودة في القران الكريم.. و يكشف الكتاب لنا عن علم نفس كامل شامل موجود في القرآن و هو نقيض العلم الذي وضعه اليهود أمثال "فرويد" القائم علي الخزعبلات و الانحرافات و الشهوات


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





كانا يتمشيان على النيل و الشمس تغيب في الأفق و النسيم يداعب أغصان الشجر

قال و هو يمسك يدها في حب : أتعرفين ماذا تحت قدميك الآن ؟؟
قالت : ماذا تعني ؟

أتعرفين على ماذا تقفين ؟
نظرت إليه تنتظر أن يكمل

قال : هل تصدقين أن تحت قدميك عصراً رومانياً ..... و عصراً فاطمياً ..... و عصراً تركياً ..... و عصراً فرعونياً و عصراً حجرياً ,

أكاد أسمع صهيل الخيل ، و جلجلة السلاح
أكاد أرى الناس تختصم و تتصارع و تتزوج و تتاجر
أكاد أرى نظرات الغرور ما تلبث أن تأكلها الديدان
أكاد أرى الدموع تلمع على خدود آلت ترابا

أين ذهب الغضب؟ أين ذهب الجنون ؟أين رقد اليأس ؟
أين نامت الفتن ؟ .. أين ذهب الحقد و الحسد الذي كان في الصدرور !!

قالت له و هي ساهمة تنظر إلى التراب تحت قدميها : ترى هل يبقى شيء من حبنا ؟ أم أننا ماضون نحن أيضاً إلى لاشيء !! ؟

قال ضاحكاً : في عصر السرعة الذي نعيشه يكاد يكون الحب فستاناً تتعلقُ به الفتاة لمدى لبسة واحدة , ثم بعد ذلك تتغير الموضة

قالت : هل هذا رأيك ؟
قال : هذا حال أكثرُ الناس
قالت : وهل نحن من أكثر الناس ؟
قال : كلُّ الذين تحت قدمكِ قد أقسموا و هم يبكون أن مابينهما كان شيئاً خاصاً نادراً ليس له مثيل
قالت : ألم يصدق بعضهم ؟
قال : نعم ، أقل القليل , الذين استودعوا عند الله شيئاً فالله وحده هو الذي يحفظ الودائع

و أردف و هو ينظر إلى السماء : الذين أحبوا بعضهم فيه , و نظروا إلى بعضهم في مرآته , الذين أفشوه أسرارهم , و أسلموه اختيارهم , فأصبح هو مرادهم , هؤلاء أهله , الذين هم إليه وليسوا للتراب ,

قالت و هي تنظر في عينيه : و أين نحن من هؤلاء ؟
قال و هو مازال ينظر إلى السماء : الكل يدّعي أنه من هؤلاء , لكن الزمن هو وحده الذي يكشف صدق الدعوى !
و لهذا خلق الله الدنيا ، ليتميز أهل الدعاوي من أهل الحق
قالت : ألا ترى نفسك مخلصاً ؟
قال : لست من الغرور بحيث أسبق الزمن إلى الحكم فما أكثر ما يُخدع الإنسان في نفسه , و ما أكثر ما يستدرج إلى ثقة في النفس مبالغ فيها ، ثم أردف : الإخلاص ، هو أخفى الخفايا , و هو سر لا يكاد يطلع عليه إلا الله !

قالت و يدها ترتجف في يده : إني خائفة
قال : و أنا أعيش هذا الخوف الجميل , خوف يدعونا يدفعنا إلى إحسان العمل , خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء , لأنه خوف يحمي صاحبه من الغرور , ألم يقل أبو بكر الصديق الصديق : مازلتُ أبيت على الخوف و أصحو على الخوف ، حتى لو رأيت إحدى قدمي تدخل الجنة فإني أظل خائفاً حتى أرى الثانية تدخل .. فلا يأمن مكر الله إلا القوم الضالون

قالت : ولماذا يمكر الله بنا ؟
قال : مكر الله ليس كمكرنا ..فنحن نمكر لنخفي الحقيقة .. أما الله فيمكر ليظهرها .. و هو يمكر بالمدعي ، حتى يُظهره على حقيقة نفسه ، فهو خير الماكرين

قالت : ألا توجد راحة ؟
قال : ليس دون المنتهى راحة
قالت : و متى نبلغ المنتهى ؟

قال : عنده "و إنّ إلى ربكَ المنتهى"


 

رد مع اقتباس