صباح الخير يا وطنـي ..
......... صباح الخير يا جـدتي ..

أختي الفاضلة أم التوأم ..
صباحات الخير ..

* أختي ، وأنا أيضا بودي أن لدي دواء ينهي معانات أطفالكِ ، ومعاناتكِ .. أو آلية محدده كي تساعدكِ دون أن يراجع العيادة ، لعدم تقبل والدهـم .. لكن يا أختي بشكل عام لا علاج شافي ونهائي للاضطراب ولكن هناك الكثير من الأساليب التي تساعد الطفل على العيش بشكل طبيعي .. وحتى الدواء يا أختي لن يكون سحريا أو فوريا في نتائجه لمجرد يتناوله الطفل .

* أختي أنت مقتنعة بأن العيادة هي من تمنحك الاستشارة الصحيحة ، والخطوات التي تتبعينها مع توأمكِ ، وكونك قد قرأتِ عن اضطراب النشاط الزائد يعني معرفة الكثير عن نوعية سلوكيات هؤلاء الأطفال .
أختي رغم أنهم توأم إلا أن كل واحد منهم كما تذكري يختلف في بعض الجوانب ، وتلك حقيقية قائمة على مبدأ الفروق الفردية بين كل الأطفال حتى لو كانوا أخوة توأم .. إلا أنهم يتفقون في وجود نشاط مفرط في سلوكهم .

* أختي بالنسبة للأول الذي لا يعرف الحروف ، رغم أنه ذكي كما تعتقدي فربما عائد هذا لعدم رغبته كما أخيه في الدراسة ، أو عدم تقبله لمن تعلمه حتى وإن كانت قريبة له ، لكن سيتضح حاله بعد التحاقه بالمدرسة إن بقي فيها ، وفي حالة استمرار عدم معرفته للحروف أو صعوبة تفاعله ، وتجاوبه لدرسوه ، فإن تقيم قدرته الذهنية من قبل المختص نفسيا سيوضح لك حالته في ضوء تساؤلات يحتاجها المختص .

أختي " في بعض الأوقات اشك بأنهم مجانين وهذا يزيد من خوفي... " ليس مجانين ، وإنما يعانون من اضطراب يحتاج إلى تقييم ، وعلاج لكن تصرفاتهم ، وقلقك عليهم ، وعجزك من التحكم في ضبط سلوكهم يشعرك في بعض الأوقات بأنهم خارج الوضع الطبيعي ، وخارج السيطرة .

* أختي كما ذكرت ، وعرفت أن اللوز أحد الأسباب التي قد تقف خلف الحركة المفرطة .. حيث تشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن قلة النوم عند الطفل على المدى الطويل قد تكون أحد الأسباب .. كما عند الأطفال المصابين بتضخم اللوزات ، لكن لهم عام بعد الاستئصال ، ولم يتغير شيء بل زاد فرط نشاطهم ، وهذا يعني أن هناك أسباب أخرى ، المتفق عليه أن الأسباب غير معروفة ، وغير محددة تماما ، لكن هناك أيضاً أسباب منها .. اضطراب في المواد الكيماوية التي تحمل الرسائل إلى الدماغ أو إصابة أحد الوالدين باضطراب النشاط الزائد .. وقد تترافق الحالة مع مشاكل سلوكية أخرى .. وقد ينجم المرض عن إصابة دماغية قديمة .

* أختي المشكلة الحقيقية الآن ليس ما يعانيه أطفالك ، فهذا واقع واضح لك بكل أبعاده ، ومثل حالتهم تعاني منه أسر أخرى ، والد التوأم .. زوجك .. هو المشكلة التي تحتاج إلى أن يُدرك حال وضع طفليه .. أختي دعيه يقرأ ما سألت عنه ، كي يعرف أن حالة طفليه ليست عارضة ، وإنما هي اضطراب معروف ، له أعراضه ، وله آثار سلبية على الطفلين نفسهما ، وعلى نفسيتكِ أنتِ ، وغدا سيرى أن المدرسة ليست كأمهم قادرة على تحملهما ، لكن ثقي أن التحاقهم بالمدرسة ، وما سيكتبه معلميهم عن حالهم ، وسلوكهم المفرط ، وقلة تركيزهم سيجعل والدهم يفكر بطريقة أخرى .

* أختي حاولي التواصل مع زوجكِ ، واختاري وقتا مناسبا لذلك ، فربما عدم تقبله أو قناعته كما تتوقعي عائد إلى مفاهيم خاطئة عن العلاج النفسي ، والعيادة النفسية ، والدواء الذي يعتقد الكثيرين أن معظم الأدوية النفسية إذا صرفت ، وكان الطفل أو المضطرب يحتاج إليها تسبب الإدمان ، والاعتماد ، والحقيقة أن ما يُحدث الإدمان لا يتجاوز 5% من الأدوية التي تحتاجها نوعية معينة لاضطرابات محددة ، ولا يعني ذلك أن لا تصرف للمضطرب ، الخوف من ذلك إذا عبث المضطرب ، وتناولها بطريقته ، وحصل عليها دون رجوع ، ومتابعة مع طبيبة الذي يقرر كميتها ، ومدتها ، وطريقة تناولها .. لذا تلك الأدوية لا تصرف إلا بوصفة مختومة ، وبتوقيع الطبيب ، ومن صيدليات محددة ، وبتوقيع المستلم ، والصيدلي البائع لها .. كل ذلك الأجراء من أجل حماية المضطرب من إيذاء نفسه ، وسوء استخدام الدواء أما ما يحتاجه أبنيك إن قرر الطبيب ذلك فالدواء لمثل حالتهما علاجي ، ويصرف لك حالات النشاط المفرط ، ومن يعاني تشتت في الانتباه ، والتركيز ، والدواء سيكون تحت متابعة ومراقبة الطبيب ، وأنتم الأقدر والأعرف بنتائجة ، والأستمرار في المواعيد التي سيحددها لكم الطبيب .
* أختي أيضا هناك خيار في حالة رفض والدهم مراجعة العيادة النفسية .. وهو أن تراجعي استشاري في طب الأطفال .. ما عليك إلا أن تنسخي سؤالك ، وتمنحيه للطبيب ، وسيكون قادرا على مساعدتك .

* ربي يوفقك ... أتمنى تخبريني بأي شيء يستجد من حيث التحاقهم بالمدرسة أو مراجعة العيادة النفسية أو طبيب الأطفال .