عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2004, 04:46 PM   #5
النشمي
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية النشمي
النشمي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1344
 تاريخ التسجيل :  03 2002
 أخر زيارة : 16-08-2022 (03:23 AM)
 المشاركات : 658 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الله يبارك فيك يأخوي شراني
وعقبال ما نبارك لك بأن بوش ألغى نظام الأحزاب وعين نفسه أمبراطور أمريكا
(( تراه يستاهل .... وإلا لا ؟ ))

فيما يلي مقاله جازت لي .. ودورت مكان ألزقها فيه .. ما لقيت إلا موضوعك ..
معليش أخوي ... تكبر وتاكل غيرها.



===============
العراق الجديد بين يوتوبيا 'المحافظين الجدد' و'الجهاديين'!
--------------
محمد سليمان أبو رمان
-------


تشير الكاتبة الأمريكية نعومي كلاي (في مقالة لها بعنوان "نهب العراق سعيا إلى "يوتوبيا" المحافظين الجدد) إلى الرؤية التي قامت عليها تصورات المحافظين الجدد بشان عراق ما بعد الاحتلال، وفي الوقت الذي تنفي فيه كلاي الاتهامات التي تشنها المؤسسات الأمريكية البحثية والمعارضين السياسيين للمحافظين بأن مخططاتهم لمرحلة ما بعد الحرب كانت ضحلة، وأنها افتقدت للتصورات العملية الكافية، فإن كلاي ترى أنه على النقيض من ذلك فإنّ المحافظين الجدد قد أعدوا مخططات وتصورات وافية للعراق الجديد ولكنها كلها كانت خاطئة ومبنية على فلسفة عامة أثبتت عجزها في العراق.
وتقوم تصورات المحافظين الجدد- لعراق ما بعد الحرب- على ما تسميه كلاي "فلسفة الجشع" أو نظرية العسل والذباب، والتي تنظر إلى أن الجشع عامل إيجابي في النمو الاقتصادي وأنه محرك عجلة الاقتصاد والمشاريع الاستثمارية ويخلق الأرباح والنمو والمنتجات والخدمات، وهنا تولدت نظرية "السنة الصفر" بمعنى نهب العراق والبداية من مرحلة الصفر، وفتح أبوابه أمام الشركات الاقتصادية الخاصة وقوى السوق المختلفة، وخصخصة الاقتصاد العراقي.
لقد حدث التنافس داخل الإدارة الأميركية بخصوص مستقبل العراق ما بعد الحرب بين رؤيتين مختلفتين؛ تقوم الرؤية الأولى على احتلال العراق واسقاط النظام الحالي، وإصلاح البنية التحتية، وإقامة نظام صديق وانتخابات قذرة، ودور لصندوق النقد الدولي مع تأمين قواعد عسكرية أمريكية تحمي مصالح الولايات المتحدة، وقد دعم هذا الاتجاه كولن باول وغارنر، وتتلخص رؤيتهم للعراق بعبارة غارنر بأن العراق الجديد هو محطة الولايات المتحدة للتزود بالفحم. فيما كانت الرؤية الثانية تقوم رؤية الطرف الآخر كتشيني ورامسفيلد وولفوفيتز ودوغلاس فيث على تحويل العراق إلى سوق حرة تتنافس الشركات العالمية على الاستثمار فيها، وتشكل نموذجا للاقتصاد الحر المفتوح ونشاط القطاع الخاص، وبالفعل كان رحيل غارنر وتعيين بريمر مؤشرا على انتصار الرؤية الثانية.
عمل بريمر وفريقه على صياغة القوانين العراقية بما يخدم رؤيتهم تلك وحبكوها بشكل جيد لتحمي الشركات الاستثمارية، وفتح الباب كاملا للاستثمار والعقود الخاصة، وكان نجاح هذه الرؤية يقتضي إفشال ونهب كل المؤسسات الاقتصادية العراقية المملوكة للدولة ونهبها سعيا لبيعها لشركات استثمارية خاصة تتولى إدارتها، الأمر الذي تم بشكل مدروس ومنظم، وقد نهبت أغلب المؤسسات العراقية، وعاد العراق إلى الصفر تماما كما تقتضي يوتوبيا المحافظين الجدد، وصفيت كل مؤسسات الدولة ونفذ بريمر رؤيته القائمة على العلاج بالصدمات دفعة واحدة، وجرى توقيع العديد من العقود مع المستثمرين الغربيين، وكان هناك حديث عن سلسلة مطاعم مكدونالدز التي ستفتح في العراق، وكان التمويل جاهزا لإقامة فندق فاخر (من سلسلة فنادق ستاروود)، وتأهبت سيتي غروب المصرفية لتقديم قروض كبيرة لمشاريع استثمارية في العراق، وجنرال موتورز تخطط لبناء مصنع للسيارات..الخ.
إلاّ أن الضربة القاسية لمشاريع الأميركية كانت من خلال المقاومة العراقية، والتي نشطت وتفاعلت وقامت بالعديد من العمليات الكبيرة التي أدت إلى إحداث حالة أمنية خطيرة جدا في العراق، عرقلت مخططات المحافظين الجدد، ودمرت "يتوبيا العراق الجديد"، الأمر الذي دفع العديد من المؤسسات المالية إلى اعتبار العراق أخطر مكان يمكن أن يفكر المرء بإقامة مشروع تجاري فيه، وساهمت عمليات خطف المستثمرين والاقتصاديين والعمال والسائقين وقتلهم وذبحهم إلى تحطيم كل هذه الأحلام، الأمر الذي تصفه كلاي بشكل رائع عندما تقول عن قوى المقاومة العراقية "هذه القوى حولت السنة الصفر في العراق إلى المرآة التي تقف ما كان يتطلع إليه المحافظون أنفسهم: لا يتوبيا للشركات إنما ديستوبيا متوحشة، حيث يمكن أن يؤدي بك مجرد الذهاب إلى اجتماع أعمال بسيط إلى أن تسحل أو تحرق حيا أو يقطع رأسك، ..، وبالنسبة للمحافظين الجدد لا بد أن يكون هذا التطور بمثابة صدمة؛ ذلك أن إيمانهم الأيدلوجي بالجشع يظهر أقوى من الجشع ذاته". مقالة كلاي السابقة يؤيدها بالأرقام الدقيقة والمعلومات التفصيلية التقرير الأخير الذي أصدره مركز دراسات " السياسة الخارجية تحت المنظار (Foreign Policy in Focus)، إذ يشير التقرير إلى حجم الخسائر الباهظة للولايات المتحدة بفعل الحرب على العراق والدور الذي لعبته المقاومة العراقية بهذا الخصوص.
والطريف في الموضوع أن المحافظين الجدد عندما أتوا إلى العراق وهم يحلمون في "يوتوبيا السوق" والعراق الجديد، غفلوا في مخططاتهم أن هناك آخرين أيضا قد أتوا إلى العراق ويشكل لهم يوتوبيا أيضا وهم الجهاديون الذين ينظرون إلى أن العراق فرصة لنيل الشهادة ومحاربة الأمريكيين، وتحويل العراق إلى ساحة قتال وجهاد وعمليات استشهادية. كما غفل المحافظون الجدد أن مخططاتهم تتناقض مع يوتوبيا العراقيين الوطنيين في استعادة مشروعهم التحرري والعودة بعد عهد طويل من الحكم الديكتاتوري إلى مشروع الاستقلال والتنمية الوطنية.
لطالما تحدث الأمريكيون عن العراق الجديد، وعن يتوبيا السوق، ولكن يبدو أن هناك يتوبيات منافسه تسعى أيضا إلى عراق جديد ولكنه مختلف عن الرؤية الأميركية، والواقع أكبر شاهد على ذلك!.




المصدر
http://www.alasr.ws/index.cfm?fuseac...&categoryID=20


 

رد مع اقتباس