الحب ، ذلك المعنى الذي كان لدي جميلا ، المعنى الذي كان مقترنا بفرحتي ، المعنى الذي شعرت بدفئه ، لم أكن أعلم أن ذلك الدفء كان بداية لهيب العذاب ، فقد اغتررت به ، ذلك المعنى تناولته كأي إنسان في لحظات حياته ، معنى اعتقدت أنه لا حياة بدونه ، كشف لي ذلك المسمى أن الناس لديها حب ، تتذوقه وتعيشه ، تنعم به ، وتتراقص على أنغامه الأطراف ، ولكن في النهاية هو ...............حــلــم !!
نعم الحب جزء من أحلامنا الكثيرة والمختلفة ، فهل يعني أنه يصدم الحقيقة ؟
ولكننا نشعر به برهة من الزمن ، كحلم جميل يعيشه النائم ، ويتمتع به لحظات ، ثم لا يلبث أن يستيقظ ، ليدرك أنه كان في خيال كاذب ، ووهم خادع . أو كالسراب يعتقده الظمآن ماء ، فإذا جاءه لم يجد شيئا ، ويكتشف أن عينيه عندما غرقت في دموعها خشية الموت ظمأ قد أوهمته أن أمامه الماء !!
كل محبوب سنفقده ، عاجلا أو آجلا ، بسبب أو بدون سبب ، لذا فإنه لا جمال للحب مع البشر !!!
ولكن حب الله هو الجميل
هو الحب الذي يسمو بأنفسنا ، هو الحب الذي يستحق أن يبذل في سبيله كل نفيس ، الحب الذي لا ندم من بذله ، ولا ملل منه ، الحب الذي لا ينقطع لأي سبب من الأسباب ، ولا لظرف من الظروف ، بل وبه يزداد المرء قوة وصحة وجمالا !
الحب الذي يمكن أن يجعل المرء في حياته في حياة غير حياة البشر ، حتى وإن أكل معهم وشرب أو مشى معهم وجلس ، الحب الذي لا يشعر به أحد سواك ، الحب الذي يجعلك دائما في سعادة مهما أصابتك المحن ، الحب الذي كثيرا ما نفتقده في مثل هذه الأيام التي انشغل الناس بأحبابهم من أقرانهم !!
الحب بمعناه جميل ، ففي قلبي حب لأبي ولأمي ولزوجتي ولأخي ولأختي وقريبي وصديقي وجاري بل ولأخي المسلم !!
ولكن حينما تفتقده معهم جميعا ، فهل لك أن تتفكر كيف ستكون حياتك ؟
من المنقذ لك من حياة خالية من حب يتدفق كنهر يجرف أمامه كل صخر عتيد ؟
لا شيء سوى حبك لله
ولا ندم أبدا مع ذلك الحب
ولا خسارة بل كل صنوف الربح منه